الشيوعي اليوناني يسيّر  تظاهرة حاشدة للعمال والمثقفين

الشيوعي اليوناني يسيّر تظاهرة حاشدة للعمال والمثقفين

بنجاح كبير سيّرت منطقية الحزب الشيوعي اليوناني في أتيكي (أثينا ومحيطها) مؤخراً تظاهرة سياسية ثقافية للعمال اليونانيين والأجانب، في حديقة فيكس في منطقة باتيسيا، أصغت خلالها حشود الحضور الجماهيري بعناية لكلمة الأمين العام للجنة الحزب المركزية اليكا باباريغا، التي عرضت خلالها  سياسة الحزب تجاه مسألة الهجرة، حيث اقترحت في سياقها اتخاذ تدابير إغاثة محددة مع الدعوة لنضالٍ معاد للامبريالية والرأسمالية في تعارض مع مسار الإتحاد الأوروبي الإجباري والقوى التي تدعمه. وعلى وجه التحديد، ذكرت الأمين العام للجنة المركزية في سياق كلمتها:

«بالنسبة لنا، وقبل كل شيء، تجري في شرايين جميع الشعوب دماء حمراء قرمزية. (...) إننا لا نغمض أعيننا تجاهلاً لهذه المشكلة، ولا نحاول تجميلها أو تنميقها و ليس لنا الحق بإخفائها تحت وسادتنا. فهي مشكلة حقيقية. ولكن قبل لمس هذه المسألة الخطيرة ولمرة أخرى، نقوم بتوضيح المشكلة الأساسية، عبر رفضنا للعنصرية والنزعة القومية وكراهية و رُهاب الأجانب. كما نرفض أي سياسة وممارسة لمنطق (فرق تسد) ونرفض أي عمل يقود لزرع و تنمية الكراهية بين الشعوب. (...) فالمهاجرون هم ضحايا الرأسمالية والحرب الإمبريالية و عنف الدولة وقمعها والاستغلال الوحشي. لذا فالمطلب بالنسبة لنا هو الدفاع وبأكبر قدر ممكن – سواءً في غضون الأزمة أم خلافه- عن مصالح اليونانيين و المهاجرين لتوحيدهم  في نضال مشترك ضد الظلم الطبقي والحرب.

لقد فتحت جميع البلدان الرأسمالية المضيفة للمهاجرين في أوروبا أبوابها أمامهم، تحديداً لاعتقادها بتعاظم أرباحها، فاستخدمتهم بغرض تحقيق المزيد من تخفيض قيمة قوة العمل. ولكن فتحها المذكور لأبوابها هو اعتماد على الظروف. يريد الاتحاد الأوروبي التحكم بالهجرة، في حين ضاعفت الأزمة الرأسمالية من تعداد الجيش الاحتياطي للعاطلين عن العمل و انحسر مستوى أجور العمال المحليين بشكل مأساوي. لكن تحقيق التحكم بالهجرة غير ممكن دون عنف والقمع، و دون زيادة نسبة الهجرة غير الشرعية.

إننا نوضح قيامنا بتحديث مواقفنا تجاوباً مع التطورات، ولم نغيرها لأغراض انتخابية على غرار ما فعلت الأحزاب الأخرى كحزب الجمهورية الجديدة  والباسوك عبر طرح معسكرات الاعتقال وإطلاق التهديدات ضد المهاجرين لتجنب تسرب أصوات مؤيديهما نحو منظمة الفجر الذهبي العنصرية الفاشية،  كما فعل حزب سيريزا الذي خفض من مطالبه الإيجابية الطابع بغرض جني أصوات الناخبين المعنيين، أي على غرار ما يقوم به الجميع.

 لقد قمنا كبداية خلال جلسة التصريحات البرامجية في مجلس النواب، بطرح وجوب تدخل الحكومة والقضاء ضد منظمة (الفجر الذهبي) التي تستخدم العنف اللفظي والجسدي ضد المهاجرين والمهاجرات. يجب علينا رفض القبول بأن (الفجر الذهبي) هي المؤسسة المعنية بممارسة قمع المهاجرين. فهذا أمر مرفوض. و نحن نشدد على التالي: في الوقت الحالي يختبرون هجماتهم الإجرامية على ظهور المهاجرين وسيوسعونها غداً لتشمل المناضلين اليونانيين، لا تشككوا بذلك إطلاقاً. إنهم يختبرون هجماتهم على المهاجرين. و سيتحولون لاحقاً لجهاز شبه دولة عبر تواطؤ الشعب. وهذا أمر مفروغ منه!».

عن مراسلات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني