تركيا تقدم المأوى لمجموعة صغيرة مسلحة  المتمردون يستخدمون المخيم للتخطيط لهجمات عسكرية

تركيا تقدم المأوى لمجموعة صغيرة مسلحة المتمردون يستخدمون المخيم للتخطيط لهجمات عسكرية

 تركيا التي كانت مرة أحد أقرب حلفاء سورية تؤوي اليوم مجموعة معارضة مسلحة تشن هجمات عسكرية ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، وتقدم الحماية لقائد المجموعة وعناصرها المقدر عددهم بالعشرات، وتسمح لهم بالتخطيط والقيام بهجمات عسكرية عبر الحدود من داخل المخيم الذي يقوم على حراسته الجيش التركي.

ترجمة حسين علي – بوسطن – خاص قاسيون

أتى الدعم للمتمردين ضمن حملة تركية أوسع لإضعاف وتقويض حكومة الأسد. من المتوقع أن تفرض تركيا قريباً عقوبات على سورية، وقد عمقت دعمها للمعارضة السياسية المسماة، المجلس الوطني السوري، الذي أُعلن تشكيله في اسطنبول. لكن إيواءها لقادة مايسمى بجيش سورية الحر، ربما يكون هذا هو التحدي الأكبر إلى الآن لدمشق.

أعلنت المجموعة، التي تعيش في مخيم للاجئين تحت حراسة تركية مشددة، الأربعاء 26/10/2011 مسؤوليتها عن مقتل تسعة جنود سوريين. وصف المسؤولون الأتراك علاقتهم مع قائد المجموعة وعناصرها الذين يتراوح عددهم بين ستين إلى سبعين فرداً على أنها مجرد علاقة إنسانية. قال المسؤولون الأتراك بأن مايهم تركيا هو سلامة هؤلاء العناصر فقط. عندما سئل مسؤول في وزارة الخارجية التركية بالتحديد حول السماح لتلك المجموعة بتنظيم عمليات عسكرية انطلاقاً من الأراضي التركية بينما هم تحت الحماية التركية قال بأن همهم الوحيد هو تقديم حماية إنسانية لهؤلاء وهم لايستطيعون أن يوقفوهم عن التعبير عن آرائهم.

قال المتحدث باسم الخارجية التركية «إن كل هؤلاء الناس دخلوا إلى تركيا من سورية. إننا لانعرف من هم، لم يُكتب على جبين كل واحد منهم «أنا جندي» أو «أنا معارض» نحن نقدم الإقامة لهؤلاء على أساس إنساني، وهذا سيستمر».

إن المجموعة صغيرة جداً وهي لاتشكل أي تحدٍ فعلي للحكومة السورية. نظرت تركيا إلى علاقتها الجيدة مع سورية كأكبر انجاز على صعيد السياسة الخارجية. إن سورية نقطة تقاطع تأثيرات هامة في المنطقة– مع إيران، حزب الله في لبنان، السعودية، و«إسرائيل»– ويراقب أصدقاء وخصوم سورية التورط التركي الآن في الشأن السوري بانتباه كبير.

يقول المسؤولون الأتراك بأنهم لايزودون المتمردين بالأسلحة أو بأي دعم عسكري. لكن قائد المجموعة، الذي وصل الى مكتب محلي تحت حراسة جنود أتراك مدججين بالسلاح لإجراء مقابلة معه نظمتها وزارة الخارجية التركية وحضرها مسؤولون في الوزارة، صرح بأنهم يسعون إلى الحصول على أسلحة أفضل واعداً بأنهم يستطيعون أن يلحقوا الضرر بالقيادة السورية التي أثبت تماسكها على نحو لافت للنظر.

بوسطن غلوب 28/10/2011