لا أسف ولا آسىً على تهرّب أوباما من قمة الأرض
ثاليف ديين ثاليف ديين

لا أسف ولا آسىً على تهرّب أوباما من قمة الأرض

عندما قرر جورج بوش الأب، رئيس الولايات المتحدة في ذلك الحين، تغيير رأيه في آخر لحظة والموافقة على مخاطبة مؤتمر قمة الأرض في ريو عام 1992، بدا في موقف دفاعي ملحوظ أمام الاتهامات الموجهة لبلاده بكونها واحدة من أكبر القوى المسؤولة عن أسوأ الشرور المرتبكة في حق البيئة في العالم: من غازات الاحتباس الحراري إلى الشراهة الإستهلاكية.

«أنا لم آت إلى هنا للاعتذار». هكذا قال بوش لزعماء العالم في خطاب استغرق مجرد سبع دقائق، نشرته صحيفة «تيرا فيفا» (الأرض الحية) اليومية الدي أصدرتها وكالة إنتر بريس سيرفس أثناء قمة ريو منذ عشرين عاما، تحت عنوان مفاده أن «بوش يستخف ببقية دول العالم».

وحتى قبل مغادرته واشنطن لمؤتمر قمة الأرض في عام 1992، قال بوش للصحفيين «لقد ولى عهد دفتر الشيكات المفتوحة» مشيراً إلى إفشال خطة التمويل لاتفاقية التنوع البيولوجي.

كما قال «في بعض الأحيان الزعامة تعني أن تقف وحدك»، فقد اضطر بوش وسط الحملة الانتخابية إلى حضور قمة الأرض الأولى هذه، رضوخا للضغوط السياسية التي مارسها منافسه الديموقراطي بيل كلينتون الذي فاز في الانتخابات.

فما كان من كلينتون إلا أن انتقد موقف بوش في مؤتمر قمة الأرض، متهما إياه في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن «بعرقلة التقدم كوكب أكثر ازدهاراً وصحية».

والآن، وبعد عشرين عاما من قمة الأرض الأولى، خيب الرئيس باراك أوباما -الذي يسعى لإعادة انتخابه مثلما حدث مع بوش الأب- خيب آمال الأمم المتحدة بقرار بعدم المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المعروف أيضا بإسم قمة ريو +20 أو قمة الأرض.

هذا ومن المنتظر أن يشارك في هذه القمة التي تبدأ هذا الأسبوع، أكثر من 100 من قادة العالم.

وقال مصدر للامم المتحدة لوكالة إنتر بريس سيرفس إن قائمة قادة العالم المشاركين في القمة يجري تحديثها يوميا تقريبا. وعلى الرغم من ذلك، فتشير مصادر للبيت الأبيض إلى أن الوفد الأمريكي للقمة ستترأسه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون.

وقالت مينا رامان، من شبكة العالم الثالث ومقرها ماليزيا، لوكالة إنتر بريس سيرفس، «نظراً لموقف الولايات المتحدة حتى الآن في مفاوضات ريو +20 والموقف الذي اتخذته في مفاوضات التغيير المناخي في ديربان، قد تكون ربما بمثابة نعمة أن الرئيس أوباما لن يأتي إلى ريو».

فمثلما رفض جورج بوش الأب قيادة الالتزام بتغيير أنماط الإنتاج والاستهلاك، قائلاً إن  أنماط الحياة الأمريكية غير قابلة للتفاوض، يرفض المسؤولون الأمريكيون في مسار قمة الأرض التأكيد مجددا على مبادئ القمة الأولى، وفقا للخبيرة.

هذا ولا يزال التمويل قضية خلافية. ففي يوم الخميس، انسحبت وفود كتلة G77 للدول النامية من المفاوضات بشأن الاقتصاد الأخضر حتى يتم تقديم تعهدات بشأن «وسائل التنفيذ».

وذكرت رامان بأن الولايات المتحدة قد رفضت في مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة 2002 -في ديربان، جنوب أفريقيا- الاعتراف بمسؤوليتها التاريخية كأكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري على وجه الأرض.

ثم شددت على أنه «نظرا لموقف الولايات المتحدة، نحن لا نريد الرئيس أوباما أو أي زعيم الولايات المتحدة أن يأتي إلى ريو دي جانيرو لدفن ما تم الاتفاق عليه في عام 1992 في قمة ريو الأولى. لا يمكننا أن نتوقع من الولايات المتحدة إبداء أي رغبة حقيقة في إنقاذ الكوكب والفقراء. ولذلك فمن الأفضل أن يبقي الرئيس أوباما في بيته».

أما فيل كلاين، أحد كبار الناشطين في منظمة السلام الأخضر في الولايات المتحدة، فقد قال لوكالة إنتر بريس سيرفس، «نشعر بخيبة الأمل لعدم إبداء الرئيس أوباما طابعا قياديا بحضور قمة الأرض، لكن ما هو أسوأ من ذلك بكثير حقا هو وقوف الولايات المتحدة في طريق وضع حد لعملية النهب».

وأما تريشيا رورك من منظمة أوكسفام الدولية فقد قالت لوكالة إنتر بريس سيرفس، «ما هو مهم هو أن يصل المفاوضون الأمريكيون إلى ريو دي جانيرو وأن يكونوا على إستعداد لاظهار قيادة حقيقية في مجال الالتزامات الموضوعية لتحديد مجموعة جديدة من الأهداف الإنمائية العالمية لمعالجة قضايا الفقر والاستدامة البيئية»