الحكومة الجزائرية تعترف بفشل سياساتها الاقتصادية
اعترف رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي بفشل السياسة الاقتصادية لبلاده محذّرا من زحف المال القذر على مقاليد السلطة بالبلاد.
وأبدى أويحي، أسفه لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية في بلاده، في تصريح صحفي ذكر فيه أن «المال بدأ يحكم في الجزائر بضغط من دوائر مافياوية».
وأضاف أويحي «من يعود من المطار ليلاً يصادف في طريقه جيوشاً من الشاحنات المقطورة مصطفة على حافة الطريق تنتظر دورها لنقل الحاويات وهذا مظهر من مظاهر الأزمة التي تعيشها البلاد».
وتابع أويحي «كم تمنيت لو كانت هذه الشاحنات تنتظر دورها لإفراغ حمولتها نحو التصدير وليس من أجل الاستيراد.. أنا متألم من الوضع الذي تعيشه البلا».
واعترف أويحي بفشل حكومته في تحقيق أهدافها قائلاً «إذا كان تغيير الحكومة يسمح بتحسين الوضع فسأصوت لذلك بأصابعي العشرة».
غير أن مراقبين قالوا أن اعتراف أويحي يعتبر متأخراً نسبياً، حيث جاء بعد تحقيق حزبه «التجمع الوطني الديمقراطي» نتائج متواضعة في الانتخابات الأخيرة أمام حزب جبهة التحرير الوطني، ويرجح أن يخرج من رئاسة الحكومة حين يقرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تشكيل حكومة جديدة منتظرة بعد أيام.
وتمر الجزائر بظرف سياسي دقيق تزيد من تعقيده الأوضاع الاجتماعية التي يعزوها أغلب الملاحظين إلى استشراء الفساد الذي يحرم المجتمع من الاستفادة من الأموال الطائلة التي يدرها تصدير المحروقات.
وتلاحق شبهة التزوير حزب جبهة التحرير الوطني الفائز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، ما يحد من قدرته على إحداث تغيير نوعي باتجاه الإصلاح في حال تولّى مقاليد الحكومة.
وورد في تقرير للجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات التشريعية في الجزائر برئاسة محمد صديقي أن الانتخابات الجزائرية التي جرت في العاشر من أيار الماضي كانت «غير شفافة وغير ذات مصداقية».