تجاذبات وتنافرات فيما يقال في وفد مراقبي الجامعة العربية
«أميركا غير مرتاحة للبعثة منذ البداية والدليل هو تغطية الإعلام الغربي لعمل بعثة المراقبين والتصاريح الأميركية والفرنسية المتكررة التي بدأت منذ الآن تطعن في البعثة وعملها (كالتصريح الفرنسي مثلا الذي صدر الأربعاء واتهم البعثة بأنها لم تقم بعملها كما يجب، وهو تكذيب لكلام الفريق الأول السوداني مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية في سورية في اليوم السابق). أيضاً وزير خارجية قطر اتصل بنبيل العربي للضغط عليه، وقناة الجزيرة تعمل بشكل ممنهج للطعن في مصداقية بعثة المراقبين».
«أما السعودية فحدث ولا حرج. في الحقيقة منذ توقيع سورية على بروتوكول المراقبين فإن السعودية تصدرت الحملة الإعلامية المعادية للجامعة العربية ولعملها».
«أكبر دليل على أن تقرير بعثة الجامعة العربية سوف يتبنى الخط الروسي هو الهجمة الإعلامية الشرسة التي تشنها دول المحور الأميركي على البعثة العربية، أما سورية وروسيا فهما كانتا منذ البداية تمتدحان البعثة العربية»
• مراقب عربي من واشنطن
«سورية.. وفد المتفرجين العرب!»
«نخدع أنفسنا، والسوريين، عندما نردد في وسائل إعلامنا عبارة «وفد المراقبين العرب»؛ فهم ليسوا كذلك؛ بل إنهم وفد المتفرجين العرب، الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يمكن أن يرجى من زيارتهم إلى سورية شيء يذكر، غير إعطاء الفرص للنظام (..) لينكل بالشعب الأعزل».
«سبق أن قال الشيخ حمد بن جاسم إن سورية على مشارف نهاية الطريق، ثم قال إنها تقترب من التدويل، وقبل ذلك كله قال بن جاسم للأسد إنه لا مجال للف والدوران، إلا أن تصريحات قطر لم تكن إلا كلاماً لا يسمن ولا يغني من جوع، وعكس ما تم حيال ليبيا، بل أقل من الموقف القطري تجاه اليمن، وعلي عبد الله صالح؛ حيث انسحبت قطر من المبادرة الخليجية لأن صالح كان قد سوَّف وماطل فيها، قبل أن يوقِّع في السعودية. اليوم نجد النظام (..) في سورية يسوِّف، ويماطل، ويكذب، ويقتل، ويعيث في الأرض فساداً، ولا موقف قطرياً واضحاً، وليس القصد هنا تسجيل نقاط سياسية تجاه الدوحة، بل لأن قطر هي من يترأس اللجنة العربية المعنية في سورية، كما لا نلمس موقفاً عربياً واضحاً أيضاً، عدا عن لعبة المتفرجين العرب، الذين لم يبدأوا زيارتهم إلى سورية بمدينة حمص التي تئن تحت قصف المدافع (..)، هذا ناهيك عن باقي المناطق السورية الأخرى التي تعربد بها آلة القتل (..)، بل دشنوا رحلة الفرجة بدمشق، وزيارة التفجيرات المهزلة».
«وعليه.. فإذا لم يتحرك العرب لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن، أو إعلان فشلهم، وفشل المبادرة العربية الفاشلة أصلاً، فإنهم ليسوا إلا طرفاً مشاركاً بمعاناة العزل السوريين، وسببا لما ستؤول إليه الأمور بسورية؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس، والجامعة، ووفدها في سورية، ليسوا إلا متفرجين، وسبباً في إطالة عمر الأزمة السورية؛ حيث يمنحون النظام (..) فرصة تلو الأخرى لقتل السوريين العزل».
• مقال رئيس تحرير «الشرق الأوسط»
الأربعاء 28/12/2011
تحت عنوان «هذه هي خطة واشنطن للمراقبين في سورية» كتب خضر سعيد على موقع «عربي برس» مادة مطولة استهلها بكلام تنسبه مصادر فرنسية (زارت العاصمة السورية مؤخراً) إلى هنري برنار ليفي رجل المهمات الخاصة للمؤسسة الصهيونية العالمية:
«لن تغرب شمس اليوم الأخير من مهمة المراقبين العرب في سورية إلا والنظام يترنح، والجيش منشق، والملايين تملأ الساحات الرئيسية في كل المدن السورية معلنة انتصار الثورة وسقوط الرئيس السوري بشار الأسد».
ويتابع الكاتب: «ما الذي يجعل برنارد ليفي واثقاً من أن مهمة المراقبين العرب في سورية ستؤدي إلى إسقاط الحكم هناك؟» ليجيب: «في نهاية السبعينيات وصف أحد الصحفيين الفرنسيين الكبار هنري ليفي «بالوجه الجميل للشيطان الذي يخفي مساعيه لتنفيذ الجرائم الكبرى» أما المفكر السويسري طارق رمضان، وهو حفيد حسن البنا المولود في جنيف فيقول عن ليفي: «إنه مفكر صهيوني معاد للمسلمين ويمثل الثقافة الطائفية في أوروبا».
«وتؤكد معلومات متطابقة حول- ليفي- أوردها كارهوه في فرنسا، وفي المجتمع اليهودي نفسه، أن الرجل هو مؤسسة قائمة بذاتها لها موظفوها، وشركات العلاقات العامة التابعة لها، ولها أيضا عملاؤها في العالمين العربي والإسلامي الذين يتنوعون ما بين رجال أعمال، وما بين سياسيين، وأحزاب، أو شخصيات أو معارضين أو عسكريين وصوليين يبيعون بلادهم واقتصادها مقابل السلطة. (فضلاً مراجعة تصريحات برهان غليون والغنوشي في تونس وعبد الجليل في ليبيا وعبد الغفور زعيم حزب النور الوهابي في مصر حول علاقاتهم بالموضوع الإسرائيلي العربي وموقفهم المتخاذل والاستسلامي أمام اللوبي الصهيوني الداعم لهم).
في العادة يسخّر اللوبي إمكانيات كل المؤسسات الصهيونية لخدمة رجل واحد هو في الأصل منفذ أمين ومخلص لما فيه مصلحة إسرائيل وحلفائها: (دانيال بايبس هو زميل أمريكي لبرنارد ليفي وهو مثله احد من يسمون «الأفراد– المؤسسة» الذين يعملون على المسرح الدولي في خدمة اللوبي الصهيوني)..
لهذا تجد أن لهنري برنادر ليفي أصدقاء– عملاء بين ثوار وقادة سياسيين عرب وأفارقة وأسيويين وربما شيشانيين وقوقاز، وربما له أيضاً عملاء بين كتاب وأكاديميين يعملون لصالح اللوبي الصهيوني في أميركا وأوروبا ويتكاملون معه (هنري) من منطلق انه ممثل المؤسسة الصهيونية ووجهها المقبول ثقافيا (الثقافة هنا أداة لنيل الشعبية والاحترام لشخص هو عامل أساس في سياسة دولية تديرها هيئة عنصرية كاللوبي الصهيوني).
هذا ما يقوله على سبيل المثال ولو بشكل مبطن: كتاب «هنري برنارد ليفي، سيرة حياة» لفيليب كوهين (صدر عن دار فايارد).
المعلومات التي يتناقلها المصدر الفرنسي (وهو بالمناسبة من أصدقاء هنري ليفي) تتحدث عن خطة متكاملة وضعتها الإدارة الأميركية وسلمت أمر تنفيذها إلى هنري ليفي، وقد اتفق الأخير مع وزير الخارجية القطري على ما يمكن تسميته خطة «ليفي- بن جاسم» لإسقاط سورية. وتتضمن الخطة (على ذمة المصدر من أصدقاء برنارد ليفي) بنوداً يأتي في مقدمتها البند الأول: استغلالاً لموافقة سورية على المبادرة العربية وتوقيعها بروتوكول التعاون مع المراقبين:
يسخّر ليفي صداقاته في العالم العربي لضمان ضخ ملايين الرسائل الهاتفية وعبر البريد الالكتروني وعبر قنوات اللوبي الصهيوني في العالم العربي (هل يقصدون قنوات لبنانية وسعودية معينة؟) تدعو الشعب السوري لاستغلال الفرصة والنزول إلى الشوارع في كل المدن واحتلال الساحات، بينما يسخّر حمد بن جاسم في الوقت عينه ثروة قطر، وعلاقاتها المالية مع المعارضة السورية، بفرعيها الداخلي والخارجي، لتفعيل عمل الناشطين المنظمين للتظاهرات (المسلحة)، المرتبطين مالياً في معظمهم بالمال القطري مباشرة أو عبر وسطاء.
كما أن شبكات أصدقاء هنري ليفي في اللوبي الصهيوني العالمي، الإعلامية والثقافية والأمنية، ستعمم دعاية نفسية تطالب السوريين باستغلال فرصة وجود وسائل الإعلام الخارجية في سورية مع المراقبين، استغلالاً يؤدي إلى احتلال الساحات العامة في المدن الكبرى، وخاصة في دمشق، وحلب، وفي باقي المدن التي رفض سكانها المشاركة في الاحتجاجات حتى الآن.
(تتضمن قائمة أصدقاء اللوبي الصهيوني كل أصدقاء أميركا العرب والدوليين من الوسائل الإعلامية والصحافيين والمثقفين والفنانين والفضائيات والشبكات الإخبارية الالكترونية)».
• «عربي برس»