شد حبال «هرمزي» بين واشنطن وطهران
وجّه الأسطول الأميركي الخامس تحذيراً لإيران على خلفية تهديدات متجددة بإغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط, وقال إن مثل هذا الإجراء لن يكون مقبولاً ولن يسمح به.
ونقلت رويترز عن متحدث باسم الأسطول الذي يتخذ من البحرين قاعدة له إن الحركة الحرة للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز ذات أهمية حيوية «للرخاء الإقليمي والعالمي». وأضاف في تهديد سافر أن «كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي, ولن نقبل بأي تعطيل».
وبينما وصفت الخارجية الأميركية في وقت سابق التهديد بأنه «أجوف نوعاً ما», وأكدت أن الولايات المتحدة التي تجوب سفنها الحربية المنطقة ستدعم تدفق النفط بحرية، قالت وزارة الطاقة الأميركية إن مضيق هرمز هو «أهم نقطة عبور نفطية في العالم».
أما فرنسا فقد حثت إيران على الالتزام بالقانون الدولي والسماح بحرية الملاحة بمضيق هرمز, وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو للصحفيين «مضيق هرمز هو مضيق دولي ومن ثم فإن من حق كافة السفن بغض النظر عن جنسيتها العبور بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1982 بشأن البحار والملاحة الدولية».
فما سر التهديد الإيراني؟
تهديد طهران بإغلاق المضيق يأتي رداً على تلويح واشنطن بفرض عقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية في سياق التصعيد الغربي المتواصل على إيران.
فقد جددت الأخيرة على لسان قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سياري أن إغلاق المضيق سيكون «أسهل من شربة ماء, إذا رأت طهران ضرورة لذلك».
وجاءت تصريحات سياري خلال قيادته مناورات عسكرية إيرانية في المنطقة تستغرق عشرة أيام، موضحاً «لكن في الوقت الحالي لسنا في حاجة لإغلاقه لأن بحر عمان تحت سيطرتنا ونستطيع أن نسيطر على الممر»، كما جاءت غداة تصريحات مماثلة لنائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي بإغلاق مضيق هرمز، إذا تم فرض عقوبات على الصادرات النفطية الإيرانية، وقال: «إذاأُقرت عقوبات على (صادرات) النفط الإيراني، فلن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز»، مضيفاً: «ليس لدينا أي رغبة في العداء أو العنف (لكن) الأعداء لن يتخلوا عن مؤامراتهم إلا عندما نعيدهم إلى أماكنهم».
يُشار إلى أن حوالي 40 بالمائة من إجمالي شحنات النفط المنقولة بحراً في العالم تمرُّ عبر مضيق هرمز، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتقوم سفن حربية أمريكية بدوريات في المنطقة لضمان ما يوصف بالمرور الآمن للنفط في المضيق الذي يبلغ عرضه 6.4 كيلومتر ويقع بين سلطنة عمان وإيران.
وتمر عبر المضيق معظم صادرات النفط من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، بالإضافة إلى كل كميات الغاز الطبيعي المسال من قطر، وهي أكبر مصدَّر لهذه المادة في العالم.
وكانت إيران قد بدأت يوم 24/12/2011 تدريبات بحرية في مضيق هرمز تستمر لعشرة أيام وتحت اسم «الولاية 90»، مع تصاعد التوتر بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وفي الأسواق تزعم المصادر الغربية أن الإعلان الإيراني أدى إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية لكنها انخفضت في اليوم التالي في معاملات محدودة، في حين سارعت السعودية إلى التعهد بتعويض السوق العالمية من البترول، إذا أغلقت إيران المضيق.
يذكر أن الاتحاد الأوربي يهدد بتوسيع عقوباته على إيران بعد أن نشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً في تشرين الثاني الماضي يعرب عن «قلق شديد» إزاء البرنامج النووي الإيراني.
ويعتزم وزراء خارجية الاتحاد بحث حظر محتمل على النفط الإيراني في اجتماعهم المقبل يوم 30 كانون الثاني المقبل.