مأزق الكيان الصهيوني.. و«خلاعة» فريق أوسلو
نصر أبو عطا نصر أبو عطا

مأزق الكيان الصهيوني.. و«خلاعة» فريق أوسلو

باتت التغيرات الإستراتيجية في المنطقة، الناجمة عن تراجع الدور الأمريكي المأزوم، بسبب اقتصاده المتهاوي، تلقي بظلالها على الأداة العسكرية للمعسكر الإمبريالي في المنطقة، فالكيان الصهيوني يعيش اليوم أسوأ لحظاته منذ تأسيسه.

خسر الكيان الصهيوني، بالتوازي مع تراجع المساعدات العسكرية الأمريكية له، الحليف الإقليمي الأبرز في المنطقة، نظام «حسني مبارك»، وخسر بديله سريعاً، جماعة الإخوان، وهو ما يعني تغيراً  كاملاً في المعادلة الإقليمية في المنطقة، وما يستدعي تغيير كل معادلة الصراع وخريطة الحلفاء والأعداء.
يرتعد الكيان الصهيوني اليوم من التقارب الغربي- الإيراني، وبشكل أدق من إمكانية إيجاد «تسوية للملف النووي الإيراني، تضمن الحقوق النووية الإيرانية، وتجنب بلادهم أي عدوان عسكري»، فيلجأ الكيان إلى شد أوثق العرى مع آل سعود، في محاولة لإيجاد توازن إقليمي، بعد خسارة أبرز الحلفاء في مصر، ويقول نتنياهو في هذا السياق: «إن اتفاقاً نووياً بين إيران ومجموعة «5+1» يتشكل في المحادثات في جنيف، وسيكون إقراره خطأ له أبعاد تاريخية».
يدرك الأمريكي اليوم خطورة ما يمر به الكيان الصهيوني، وإمكانية خسارة دوره كقاعدة عسكرية متقدمة للإمبريالية العالمية، فيحاول تسوية حاله مع محيطه الإقليمي، ترتيباً لساعات الرحيل عن المنطقة، وبالسياق نفسه جاءت صيحات «جون كيري» الأقرب للواقعية، والتي اضطر فيها أن يدين الاستيطان محذراً من أن:«انهيار المفاوضات مع الفلسطينيين سيؤدي إلى انتفاضة ثالثة، وإلى عزل «إسرائيل» في العالم».
وبالتوازي مع ذلك تلاحق لعنة «أوسلو» عرابيه، فمن الفضيحة الجنسية الأخيرة لكل من ياسر عبد ربه، أمين سر تنفيذية منظمة التحرير، وصائب عريقات، كبير المفاوضين، والتي استبقها مؤخراَ باستقالته من هذا المنصب، والذي نفته وسائل إعلام أخرى، وصولاً إلى فتح ملف اغتيال الشهيد ياسر عرفات.
ليستمر فريق «أوسلو» حتى اللحظة محافظاً على خطاه الانهزامية التي تفرط بكل الحقوق، رغم تلقيه الصفعات المتتالية من العدو، سواء بإعلان سلطة الاحتلال عن بناء مستوطنات جديدة، أو بمطالبته بإسقاط حق العودة، وصولاً إلى حديث «نمر حمّاد»، مستشار رئيس السلطة محمود عباس، حول القبول بإدارة مركزية لـ «القدس الشرقية» المبتغاة عاصمة لدولة فريق «أوسلو».