روسيا.. وروح الدولة العظمى

روسيا.. وروح الدولة العظمى

لم يركز الإعلام العالمي، منذ أشهر على تصريحات بوتين المتأملة والتي تتحدث عن حاجة الروس لشيء يشابه الحقبة الستالينية، فالبعض يخشى روح الاشتراكية، واقتصرت الحديث عن بحث بوتين عن سياسات تصنيع تقارب النموذج الهائل الذي بناه ستالين في الفترة الممتدة بين عامي 1929 إلى عام 1953.

لاحقاً ترجم نائب رئيس الوزراء الروسي هذه المقولة إلى فعل عبر إطلاق برنامج إعادة تسليح الجيش بأحدث التقنيات العسكرية وبالتوازي مع ذلك سيتم نقل التكنولوجيا العسكرية إلى الصناعة المدنية.
لا يعرف كثر أهمية هذه الفكرة، بنقل التكنولجيا العسكرية إلى الصناعة المدنية، وللتوضيح فقط، فإن التكنولوجيا العسكرية تسبق أي تكنولوجيا مدنية بعدة أجيال وعلى الأقل ثلاثة أجيال، والتكنولوجيا العسكرية الروسية تضاهي أرقى تكنولوجيا في العالم أي الأمريكية، وباتت تفوقها أيضاً.
تسمح هذه المنصة الصناعية /الاقتصادية إلى نقل روسيا خلال مدة تنفيذ هذا البرنامج الافتراضية من عام 2016 إلى 2025، إلى مصاف الدول الكبار من حيث حجم الصناعة وكفاءتها وكثافة إنتاجها، كما ستسمح بتعظيم الدخل المحلي خلال فترات وجيزة.
لم تهدأ موسكو منذ عامين، فبعد تصاعد قوة البريكس، وتنامي دور منظمة شنغهاي، وإنشاء صندوق للتمويل الدولي بالشراكة مع الصين، وتوسيع منظمة الأمن الجماعي، وحتى تصاعد دور مجموعة العشرين على حساب الثمانية الكبار، نجد اليوم أخباراً مثل:
- قرار رؤساء روسيا وبيلاروس وكازاخستان في ختام اجتماع المجلس الاقتصادي الأوراسي، الموافقة على انضمام أرمينيا إلى الاتحاد الجمركي.
-أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن أن الهند تقدمت بمبادرة لتوقيع اتفاقية لإنشاء منطقة تجارة حرة مع بلدان الاتحاد الجمركي.
-وقعت روسيا والصين حزمةَ اتفاقيات اقتصادية، ولفت مدفيديف إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين سيتجاوز 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2015.
إن كل ماسبق يفضي إلى نتيجة استراتيجة يجب البناء عليها في قراءة المعطيات الدولية الجديدة، وهي أن نفوذ روسيا وحلفاءها يتسارع بإضطراد وتنامٍ لا يمكن الإحاطة به الآن، بينما يخبو النجم الأمريكي تدريجياً تداعياً لأزمته الاقتصادية من جهة ولظهور منافسين بهذه القوة من جهة أخرى.