بؤس السياسة الإخوانية!
وصلت بعض قوى الإسلام السياسي إلى الحكم بعد انطلاق الحراكات الشعبية في المنطقة منتهزة فرصة عدم نضج القوى السياسية الثورية.
ضلالات الإخوان
وقد كانت هذه القوى ومنها الإخوان المسلمون منذ نشأتهم في مصر على يد المخابرات الرأسمالية الاستعمارية البريطانية ولاحقاً برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، وما زالت أداةً بيدهم، حيث كانت مواقفهم وبرامجهم وممارساتهم منسجمة مع مصالح الرأسمالية ولم يكن هاجسهم إلا الوصول للسلطة مهما كان الثمن.
وهذا ما حدث سابقاً بمحاولاتهم الانقلابية وأساليب العنف، ويحدث حالياً في تونس وليبيا ومصر، حيث لعبت عوامل كثيرة في وصولهم إلى سدة الحكم وأهمها الدعم المالي والإعلامي الخارجي من جهة ونتيجة ضعف القوى السياسية الوطنية والديمقراطية المهمشة والمقموعة منذ عقود من جهة أخرى، وقبل كل شيء الرفض الشعبي للأنظمة السابقة وسياساتها الاقتصادية الاجتماعية المحابية للأغنياء واللاديمقراطية.
ورغم محاولات تحسين الصورة وتجميلها عبر ادعائهم الديمقراطية وقبولهم فيها، إلاّ أنهم ما أن وصلوا إلى الحكم حتى «ذاب الثلج وبان المرج» وخلعوا الحجاب الذي تستروا به وبدؤوا يمارسون الهيمنة والقمع ذاته مع استمرار نظام النهب والفساد، محاولين تكريس وجودهم من خلال الحاكمية الإلهية، ومحاولة حرف الصراع عن اتجاهه إلى صراعات ثانوية كصراع(ديني-علماني) الذي يغيب جوهر الصراع الاجتماعي مما يخدم استمرار نظام النهب المتحالف مع مصالح الإمبريالية العالمية والصهيونية ومشاريعها.
الهروب من الجماهير
واليوم، تسعى هذه الحركات إلى تسعير العنف في بلدانها والمنطقة، وتمارس ممارسات الأنظمة السابقة ذاتها وبشكلٍ أبشع للهروب من التغيير الحقيقي الذي تسعى له الجماهير الشعبية والتي خرجت من أجله وقدمت التضحيات الكبيرة في سبيله.
إنّ ما قام به مرسي في الفترة السابقة من تدمير الأنفاق مع غزة، وتأريض بعض قوى المقاومة الفلسطينية ومحاولاته تدجينها، يبين جوهر الإخوان الحقيقي، كما أن موقفه اتجاه سورية وحزب الله وإغلاق السفارة السورية في القاهرة وتراجعه عن مبادرته ومواقفه السابقة يأتي استباقاً لاستحقاقات التغيير في مصر والمنطقة وهروباً من هذه الاستحقاقات، وهذا مايدلل على بؤس السياسة الإخوانية.
ويحاول مرسي أيضاً جر الجيش الوطني المصري (الضامن للوحدة الوطنية) ذي التاريخ العريق، إلى مواجهةٍ مع الجماهير الشعبية بافتعال هجماتٍ عليه من الحركات المتطرفة المتحالفة معه والمرتبطة به في سيناء، ويحاول إبعاده عن الصراع مع «إسرائيل» بتهديد إثيوبيا بحجة أن بناء سد النهضة يهدد الأمن المصري، ومحاولاً الهروب من المواجهة التي قررتها الجماهير الشعبية في 30 حزيران الجاري لاستعادة ثورتها المسروقة. فهل ستكون المواجهة القادمة بداية النهاية للإخوان؟ إنّ غداً لناظره قريب..!