اللقاء اليساري العربي الرابع: مهمة اليسار بناء البديل الديمقراطي الجذري

اللقاء اليساري العربي الرابع: مهمة اليسار بناء البديل الديمقراطي الجذري

بدعوة من الحزب الشيوعي اللبناني، استضافت العاصمة اللبنانية بيروت على مدار يومي السابع والثامن من حزيران الجاري اللقاء اليساري العربي الرابع تحت شعار: (مهام اليسار في تجذير الثورات، ومواجهة مشاريع القوى السياسية الدينية)، بمشاركة وفد من حزب الإرادة الشعبية مثله الرفيقان حمزة منذر وعلي نمر، وبحضور 24 حزباً وتياراً وحركة يسارية من 11 بلداً عربياً.

ناقش اللقاء الأوضاع التي تعيشها المنطقة في ظل المواجهة الشعبية المستمرة ضد المشاريع الامبريالية– والصهيونية، والتدخل الامبريالي الفج في الشؤون الداخلية لأكثر من بلد عربي. وقسم اللقاء لمحاور عدة، حيث تمت في اليوم الأول مناقشة المحورين السياسي والاقتصادي. وفي المحور السياسي ناقش المجتمعون دور القوى السياسية الدينية في مواجهة انتفاضات وثورات الشعوب العربية، والقوى المضادة للثورة وعرض التجارب، وكذلك مشروع «الشرق الأوسط الجديد» وتجلياته، وموضوعة «إسرائيل- دولة اليهود في العالم»، ومشاريع التفتيت، وهي مواضيع شهد بعضها سجالاً بين المجتمعين ولاسيما حول مفهوم الدولة الوطنية الفلسطينية والأراضي المحتلة.

وفي المحور الاقتصادي تمت مناقشة الموقعين السياسي والطبقي للقوى السياسية الدينية، وطغيان الرأسمال الريعي على الصعيد العالمي، والاقتصاد الريعي، وآليات هذا الاقتصاد في المنطقة العربية ولبنان، وطرق تثبيت مصالح الريع، أما في اليوم الثاني فقد تم طرح خلاصات اليوم الأول، والمحور البرنامجي المتمثل في مهام اليسار في بناء البديل الديمقراطي الجذري، والبرنامج المرحلي والاستراتيجي للمرحلة القادمة، والبيان الختامي.

اللقاء افتتح بكلمة د. خالد حدادة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني أكد فيها أن المنطقة تمر بمرحلة انتقالية صعبة، مرحلة تتميز بتبلور الصراع في المنطقة، بين قطبين أساسيين، الأول هو طموحات شعوبنا العربية، بالحرية والعدالة والكرامة الوطنية، والثاني التحالف المضاد الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ويضم في ثناياه، النظام الرسمي العربي المغرق برجعيته وتبعيته، وقوى إقليمية في طليعتها تركيا، إضافة الى التحالف المنضوي في إطار حلف الناتو.

وقال حدادة: إن سورية التي نريدها، هي سورية الموحدة المصرة على موقعها في مواجهة المؤامرة الامبريالية- الإسرائيلية على سورية وعلى المنطقة، واستعادة اقتصادها وموقعها الوطني، وتكامله مع السياسة الاجتماعية.

الوضع السوري كان له حيز كبير من النقاش حيث أكد الرفيق حمزة منذر في كلمته بضرورة العودة إلى التفكير والنقاش والتمحيص في دور القوى التكفيرية، وعدم الخلط بين القوى التكفيرية ومفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية، منوهاً أننا أمام مشروعين أحدهما وطني، والذي يجب أن يستقطب كل القوى التي لا ترى في الوطن شعاراً وحسب، بل ترى فيه كلمته ولقمته، والمشروع الثاني هو اللاوطني وأدواته عديدة، ومن الطبيعي أن لا تستطيع أي قوة تكفيرية محلية أن تخرب البلد إلا إذا كان وراءها أحد من قوى التدخل الخارجي.

وقال: نبّهنا إلى خطورة الاستمرار بالثنائية الوهمية (معارضة – نظام) لأن في داخل النظام وخارجه قوى متشددة وفاسدة ومرتبطة، وليس من المستبعد أن يتفق هذان الفريقان من تحت الطاولة تحت اسم الديمقراطية التوافقية أو المحاصصة الطائفية، لإعادة التقسيم الوظيفي للعمل وإعادة شكل النهب، أي توزيع الثروة.

الرفيق د.قدري جميل الذي التحق بأعمال اليوم الثاني للقاء في بيروت بعد انتهاء أعمال المؤتمر العاشر لحزب الإرادة الشعبية بدمشق، أكد أن من أهم القضايا التي لم نخطئ بها أننا لم نقع في مصيدة الثنائيات الوهمية، إما مع النظام أو مع التدخل الخارجي، والسؤال: أليس هناك حل ثالث وهو المرتبط والممكن بتغيير النظام تغييراً جذرياً، ويكون ضد التدخل في الوقت ذاته؟ لأن المعارضات العربية كانت تقاس بمدى استدعائها للتدخل الخارجي، أما اليوم فقد أثبتت سورية إمكانية أن تكون معارضاً وطنياً وضد التدخل الخارجي، وتخلق بذلك بديلاً يكون سابقة في شكله ونوعه، بما يسهم في لعب دور كبير، وفرز في الفضاء السياسي. فالثنائية الوهمية تعني ديالكتيكياً تحويل التناقضات الثانوية لرئيسية، لذلك، فإن مهمتنا هي إعادة التناقض الأساسي إلى موقعه الرئيسي، أي بالمعنى الماركسي أن يكون بين قطبين أساسيين، ورأينا أن مطارح الفرز كانت ثلاثة: الحركة الشعبية، المعارضة السياسية، والنظام. ومن هنا نادينا بالتغيير الجذري والشامل والديمقراطي والتدريجي والسلمي الاقتصادي- الاجتماعي– السياسي، لذلك لا بد من الحل السياسي الذي يعني إيقاف العنف والخروج الآمن من الأزمة.

ومع اكتمال المناقشات والمداولات انتهى اللقاء اليساري العربي الرابع إلى إصدار بيانه الختامي.