بعيداً عن أصوات القذائف، وعلى أطراف المدينة المنكوبة، توقفت السيارة عند آخر الطريق الترابي، ترجل منها أربعة رجال مدججين بالأسلحة واندفعوا يحملون صندوقاً خشبياً ثقيلاً إلى خلف التلة القريبة، كان الرجلان الآخران ينتظران في قلب ضباب الصباح، إنها ليست صفقة العمل الخامسة هذه الليلة، وسرعان ما سيتلقفون الصندوق من أولئك الرجال ويرمون لهم حقيبة سوداء دون أية كلمة، لن يفهم أي من حملة الصندوق سبب اهتمام أي كان بتلك الحجارة المكدسة في الصندوق العتيق، «لا يهم.. صندوقان آخران وسأصبح قادراً على تسديد كل ديوني..»، ومع حلول الصباح سيغادر الرجلان هذه الأرض المقفرة تعلو وجهيهما ابتسامة خبيثة لا تخفي درايتهما بالقيمة الحقيقية لهذا «الحطام».