لك إيمتى رح ينسمع صوت السوريين؟

لك إيمتى رح ينسمع صوت السوريين؟

يا عالم... يا ناس... خلص بقا! صار لنا سنين ندفع دمنا وعرقنا وغربتنا.. ولسا لليوم عم ينرسم مستقبلنا برا... بعيد عنا... وكأنو إحنا مو أصحاب هالبلد.

الأسد وقع؟ إي وقع... بس شو تغيّر على السوري البسيط؟ والله ولا شي.
الجوع فات عالبيوت... الناس اليوم ما عم تاكل... مو مجازياً... عن جد ما عم تاكل.
عائلات كاملة عم تتعشى خبزة ناشفة وشوية شاي... والأولاد عم يناموا من دون عشا.
أسعار اللحمة والجاج وصلت للسماء... والراتب إذا في شغل أساسا.ً.. ما بيكفي أسبوع.
الدولار كل يوم بيلعب فينا لعب... يطلع وينزل متل المرجوحة... بس دايماً على حسابنا.
تسريح وتشريد... المعامل سكرت... والمصانع وقفت... والورشات الحرفية راحت.
آلاف الناس اتسرحوا من شغلهم بلا أي رحمة... يلي كان يشتغل حداد أو نجّار أو عامل صار اليوم قاعد بلا شغل... أو عم يشتغل يوم وعشرة لا... والنتيجة؟ شوارع مليانة شباب عاطلين... قلوبهم مليانة قهر... وبيوتهم مليانة عجز.
الزراعة راحت... والصناعة خربت... الأرض يلي كانت تطعمي البلد صارت يابسة.. الفلاح ما عاد يزرع متل قبل... مازوت غالي... مي قليلة... أسمدة بأسعار فلكية.. يلي كان يزرع قمح صار عم يبيع أرضه أو يتركها بور.
أما الصناعة... فالمعامل خربت... وما ضل غير كم معمل عم يشتغل بالحد الأدنى.
لك حتى الحرفيين يلي كانوا يفتخروا بشغلهم صاروا يطفشوا برات البلد لأنو ما في سوق ولا في دعم.
وفوقها لعبة الدولار والخنق اليومي... كل يوم الناس بتفيق ع سعر جديد... الدولار طالع... الأسعار طالعة... والناس نازلة لتحت... طبعاً التاجر الكبير ما بيتأثر... الحيتان عندها مخزون وظهرها مسنود... بس المواطن الفقير هو يلي عم ينخنق كل يوم أكتر.
صار السوري يروح عالمحل يحسب إذا بيقدر يشتري بطاطا ولا لأ.. والله البطاطا صارت حلم!
وبعدين؟ كل هالمعاناة... وكل هالقهر... ولسا بيجوا يحكوا عن اجتماعات ومؤتمرات وحلول من برا لبرا...
القرار 2254؟ إي سمعنا فيه... ونحنا كسوريين بدنا ياه وموافقين عليه... وبنفس الوقت هو الورقة يلي كل العالم بيهز راسو ويقول «هي الحل» بس وين؟ على الأرض؟ ولا شي... ليش؟ لأنو المصالح أكبر من معاناة الناس.. لأنو كل قوة أمر واقع بدها حصتها... وبدها تضل ماسكة برقاب الناس.
لك يا جماعة... كافي بقا! كافي لعب بمصير السوريين! كافي تغييب!
السوري ما عاد بدو خطابات ولا صور تذكارية عالطاولات المستديرة... السوري بدو ياكل... يشتغل... يعيش بكرامة.
السوري بدو قرارو يرجع لإيدو... مو يضل لعبة بين دول وقوى بتتاجر بدمه وجوعه.
إذا عن جد في حل... لازم يبدأ من الناس يلي عايشة الجوع والقهر... من الأم يلي تبكي كل ليلة لأنها ما معها تطبخ... من العامل يلي انطرد من شغلو بلا تعويض... من الفلاح يلي أرضو عطشانة وما عاد يزرع... من الحرفي يلي باع عدته مشان يطعمي ولاده.
هدول هنن سورية... مو الطاولات والمؤتمرات برا... مو الخطابات والوعود الفضفاضة... مو صفقات الدول.
يا عالم.. سورية ما بتنبنى إلا بأصوات ولادها الحقيقيين... وكل حل ما بيمشي من وجعهم ومن مطالبهم رح يكون كذبة جديدة ع حسابهم.
صرخة الناس واضحة: إيمتى رح توقفوا تغييبنا؟ إيمتى رح ينسمع صوتنا؟ بدنا نقرر مصيرنا بإيدنا وننفذ 2245 بسرعة... مو بس لنخلص من المتاجرين بدمنا وبلحم ولادنا ومستقبلهم... بس الأهم لنختصر ع حالنا وع بلدنا زيادة أوجاع...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1244