المونة هذا العام... رهان محفوف بالمخاطر
المعادلة المستمرة بقسوتها بالنسبة للمواطنين، ولربات الأسر خاصة، لهذا العام كما سابقاته، أن كل ساعة كهرباء إضافية تعني أياماً إضافية من حياة المخزون الغذائي «المونة».
والمسؤولية بهذا الجانب لا تقع على عاتق ربة الأسرة وحدها دون أدنى شك، بل على من جعلوا الكهرباء رهاناً يومياً ليس لحفظ المونة فقط، بل وللبقاء على قيد الحياة!
خطط متفائلة وتخوف مشروع
لطالما كانت «المونة» تقليداً أساسياً محبباً، لكنها تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى رفاهية غير متاحة للكثيرين.
فانقطاع الكهرباء المتكرر، وغلاء أسعار المواد الغذائية، جعلا تخزين الطعام مهمة شبه مستحيلة.
اليوم، ومع تردد أنباء عن تحسن في التغذية الكهربائية، بدأت بعض الأسر تخطط بتفاؤل لشراء مونتها من الفول والبازلاء والثوم وغيرها، على أمل أن يكون الشتاء القادم أقل قسوة عليهم، سواء بتوفر مونة الغذائيات أو بزيادة ساعات التزود بالكهرباء.
لكن هذا الأمل يقابله تخوف كبير ومشروع من أن تتحول المشتريات المخططة للتمون إلى خسارة في حال عادت ساعات التقنين الطويلة، وفقدت العائلات القدرة على حفظ مؤونتها.
الوعود الرسمية حقيقة أم سراب؟
تتحدث الحكومة عن مشاريع لتحسين الكهرباء، لكن المواطن، الذي سمع وعوداً مماثلة بلا جدوى، سواء في السنوات الماضية، أو حتى خلال الأشهر القليلة السابقة، يبقى متشككاً.
فبين تصريحات المسؤولين الحاليين عن «تحسن كبير قريباً»، وواقع انقطاع التيار اليومي، هناك فجوة كبيرة. وإذا فشلت هذه الوعود مرة أخرى، فستجد العائلات التي أنفقت مدخراتها على المونة نفسها في مأزق حقيقي، فبدون كهرباء، كيف سيحفظون طعامهم؟ وكيف سيواجهون الشتاء؟
إذاً، السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستكون هذه الوعود المستجدة كافية لاستعادة ثقة المواطن، أم إن المواطن سيكون مجدداً أمام خيبة أمل جديدة؟
الاختبار الصعب
يبقى المواطن أمام اختبار صعب لقراره بين خيارين: الثقة المسبقة بوعود التحسن والمخاطرة بشراء المونة، أو الانتظار حتى يرى بعينيه إن كانت الكهرباء ستتحسن بالفعل أم لا!
لكن الخيار الثاني يعني احتمال مواجهة الشتاء بلا مؤونة كافية، في ظل أسعار قد ترتفع فجأة مع اشتداد البرد كالعادة!
مصداقية الوعود وإبداع الحلول
النجاح الرسمي في صدق الوعود لا يكفي أن يكون بإضاءة بعض الشوارع، بل بالأضواء الحقيقية في البيوت لتستطيع الأسر أن تحفظ كرامتها.
فالشتاء القادم لن يكون اختباراً لصدق الوعود الرسمية وحدها، بل للمواطن أيضاً.
هل سيتمكن من استعادة جزء من عاداته القديمة بالتموّن، أم إن الظروف ستجبره مرة أخرى على التأقلم مع واقع مرير جرّاء تهاوي الوعود؟
الجواب ربما سيكتبه التيار الكهربائي أولاً، ثم الأسعار المنفلتة في الشتاء، وأخيراً، إرادة الناس في مواجهة التحديات، وتحويل اليأس إلى فرص لإبداع المزيد من الحلول الالتفافية!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1224