موسم الحرائق وتعويض التأخر!
لم تسجل الكثير من الحرائق خلال الأشهر الماضية، بالرغم من توفر عوامل الجفاف وارتفاع الحرارة وسرعات الرياح خلالها، وهي العوامل المساعدة عادة على نشوب الحرائق وانتشارها!
لكن الفرحة لم تكتمل، حيث بدأ تسجيل الحرائق خلال الأيام القليلة الماضية، وفي العديد من المناطق، وبمساحات مختلفة من الأراضي الزراعية والأحراج والغابات التي أتت عليها النيران لتحيلها يباباً!
فهل سيعود مسلسل الحرائق مجدداً، وإن تأخر عن موعده كما جرت العادة سنوياً، ليعوض هذا التأخر؟!
مسلسل حرائق جديد!
بتاريخ 12/9/2024 تم الإعلان عن إخماد حريق زراعي نشب في قرية المحفورة على مساحة 50 دونماً، نجم عنه حرق 5 دونمات من أشجار الزيتون والتين والكرمة، و45 دونم أعشاب يابسة، قامت به فرق الإطفاء في مديرية زراعة حمص، بالتعاون مع المجتمع المحلي، وفرقة إطفاء موقع ضهر القصير، مع صهريجين من الموقع وصهريج من الدفاع المدني.
وبتاريخ 13/9/2024 أخمدت فرق الإطفاء في مديرية زراعة طرطوس حريقاً زراعياً حراجياً في قرية عين بالوج التابعة لناحية دوير رسلان في محافظة طرطوس، تسبب باحتراق 15 دونماً زراعياً من زيتون وجوز وأراضي سليخ، و6 دونمات حراجية من الأشواك وعدد من شجيرات الصنوبر. وشارك في الإخماد 6 إطفائيات وفرق إطفاء بهرمين وبوردة ودريكيش التابعة لمديرية الزراعة بالتعاون مع فرقة إطفاء مصياف التابعة لمديرية الزراعة بحماة.
وبتاريخ 13/9/2024 أخمدت فرق الإطفاء في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب حريقاً حراجياً نشب في موقع المصلى غرب قرية نبع الطيب، حيث شارك في الإطفاء 10 إطفائيات تابعة للهيئة وفرق إطفاء نهر البارد وعين الكروم وعناب وشطحة.
وبتاريخ 14/9/2024 أخمدت فرق الإطفاء في مديرية زراعة اللاذقية حريقاً زراعياً نشب بأراضي مزروعة بالزيتون مساحتها 25 دونماً في قرية دير حنا ضمن منطقة القرداحة، بمشاركة 6 إطفائيات وجرار و 3 فرق إطفاء إضافة إلى إطفائيات من الدفاع المدني وفوج الإطفاء ودخل الحريق بمرحلة التبريد.
تبدو الحرائق أعلاه محدودة ومتفرقة، لكنها أتت على مساحات تجاوزت المئة دونم من الأراضي الزراعية والحراجية!
حريق واسع لم تتبين مساحته بعد!
الحريق الأكبر حتى تاريخه كان بتاريخ 14/9/2024، حيث صرح مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا بما يلي: لا تزال كوادر الحراج في مديرية الزراعة وبمؤازرة فوج إطفاء اللاذقية والدفاع المدني في اللاذقية، تعمل على إخماد الحريق الحراجي الذي نشب مساء اليوم في بيت زريقة- الشقراء بمنطقة ربيعة، حيث تتم عمليات الإخماد بمشاركة 17 إطفائية و10 فرق إطفاء وجراري إطفاء وتركسين دولاب و4 بلدوزرات تابعة لمديرية زراعة اللاذقية، وبمؤازرة 3 إطفائيات من فوج اللاذقية وإطفائيتين من الدفاع المدني.
وبحسب صفحة الإعلام الزراعي بتاريخ 14/9/2024 أن 10 فرق إطفاء راجلة من دائرة الحراج في مديرية الزراعة باللاذقية، تعمل على إخماد الحريق الممتد ضمن وادٍ بين قريتي الشقراء وبيت زريقة، يصعب وصول آليات الإطفاء إليه فيما تعمل بلدوزرات تتبع لمديرية الزراعة على فتح خطوط نار جديدة تسهم بمنع امتداد النيران، إضافة إلى تسهيل دخول آليات الإطفاء للتدخل في الوادي.
وبتاريخ 15/9/2024 أعلن مدير زراعة اللاذقية ما يلي: بعد وصول الآليات الهندسية إلى موقع الحريق الذي اندلع مساء أمس في شمال اللاذقية بين قريتي الشقراء وبيت زريقة بدأت بشق الطرق وخطوط النار وتمكنا من إدخال بعض الإطفائيات إلى موقع الحريق حيث تم عزل القطاع الأخطر من جهة الشقراء لأكثر من مساحة كيلو متر، لافتاً إلى أن نسبة السيطرة عالية، وبقي بعض البؤر في القطاعين الغربي والجنوبي، والقطاع الجنوبي يتم تطويق الحريق فيه، أما الغربي فتضاريسه صعبة إذا لم نتمكن من السيطرة عليه سنستعين بالمروحيات.
وبحسب صفحة الإعلام الزراعي بتاريخ 15/9/2024 «بعمل متواصل خلال ساعات الليل ولأكثر من ١٢ ساعة، تمكنت خلالها فرق الإطفاء في مديرية الزراعة باللاذقية بمؤازرة من فوج الإطفاء من تطويق معظم مناطق اشتعال النيران في الحريق الذي نشب بريف اللاذقية الشمالي، مع بقاء بؤرة حريق في قرية بيت زريقة تتعامل معها فرق الإطفاء».
كما نقل عن مدير الحراج في وزارة الزراعة الدكتور علي ثابت بتاريخ 15/9/2024: تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة الكاملة وإخماد الحريق الذي اندلع مساء أمس بين قريتي الشقراء وبيت زريقة. حيث شاركت في الإخماد 14 فرقة إطفاء من حراج اللاذقية و6 فرق من حراج طرطوس وحمص وحماة والغاب، مع 22 إطفائية من حراج اللاذقية و10 إطفائيات من حراج طرطوس وحمص وحماة والغاب. بالإضافة إلى مشاركة 9 بلدوزرات من التشجير المثمر ومديرية المشاريع ومشروع استصلاح الأراضي وتركسين من حراج اللاذقية، كما شاركت حوامتان من الجيش العربي السوري.
ولم يتبين حتى الآن ما هي المساحة التي أتى عليها هذا الحريق، لكن من الواضح أن الحريق كبير بمساحته وانتشاره بين قريتي الشقراء وبيت زريقة، وهي غابات وأحراج بغالبيتها، بالإضافة إلى بعض الأراضي الزراعية، بدليل مشاركة فرق الإطفاء من اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة والغاب، بالإضافة إلى حوامات الجيش!
فهل سيكون هذا الحريق الكبير بداية لحلقات مسلسل الحرائق السنوي، أم سيكون الخاتمة لها؟ ونرجو ذلك!
وهل سيتبين أن هناك مفتعلين له ومستفيدين منه بنتيجة التحقيقات، أم إن عوامل الطبيعة ستكون هي المدانة، كما جرت العادة غالباً؟!
الاحتياطات المسبقة مشكلة مزمنة!
بعد كل حريق واسع، يأكل الأخضر واليابس من الأراضي الزراعية والغابات والأحراج، يعود الحديث عن الاحتياطات التي يجب تأمينها وتوفيرها مسبقاً استعداداً لمواجهة نشوب أي حريق، اعتباراً من التجهيزات واللوازم، مروراً بالآليات على اختلاف أنواعها وأحجامها ومهام كل منها، وليس انتهاء بفتح وتأهيل طرق وخطوط النار في المناطق الحراجية وفي الغابات، فواقع الحال يقول كل عام مع بدء مسلسل الحرائق إن الاحتياطات المسبقة غير كافية، وهي مشكلة مزمنة غير محلولة!
فالطواقم العاملة على إطفاء الحرائق عند نشوبها تواجه الكثير من الصعوبات والمعيقات في عملها بسبب عدم الاهتمام بالاحتياطات المسبقة أعلاه بالشكل الكافي، لتواجه الحرائق بمحدودية تجهيزاتها ومستلزماتها بالنتيجة!
والسؤال الذي يفرض نفسه متى ستتحمل الجهات الرسمية مسؤولياتها بالشكل الجدي والكافي لتأمين ما يجب تأمينه من تجهيزات وآليات، ولتقوم بواجباتها على مستوى اتخاذ الاحتياطات المسبقة، بحيث تمنع أو تحد من انتشار الحرائق بالحد الأدنى؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1192