مهرجانات التسوق الرمضاني منزوعة الدسم واستغلالية!
تم افتتاح سوق (شام الخير) في مجمع الأمويين بدمشق بتاريخ 7/3/2024، ويضم السوق ما يقارب 120 شركة تنوعت منتجاتها ما بين الألبان والأجبان، والبقوليات والعصائر والمعلبات والمنظفات، كما كان للسورية للتجارة جناح هو الأكبر، رغم خلوّه من الزوار لكونه شحيح السلع!
وتكاثرت أشباه هذا السوق، وتحت التسمية نفسها المرتبطة بالخير وبرمضان، في الكثير من المناطق والمحافظات!
فهل كانت هذه الأسواق بسلعها وأسعارها خيّرة فعلاً على المواطنين؟!
أثناء تجولنا في السوق لاحظنا أن أسعار منتجات وسلع بعض الشركات الخاصة المعروضة أرخص من أسعار مثيلاتها في بعض الأسواق بمبالغ تتراوح بين 3000-5000 ليرة، ورغم ذلك فهي لا تزال مرتفعة بالنسبة لذوي الدخل المحدود!
فرغم العروض والتخفيضات فإن انعدام القدرة الشرائية للمواطن تحول دون إمكانية الاستفادة من مثل هذه الأسواق والمهرجانات (الخيرية)، ومن جهة أخرى فإن غالبية السلع المعروضة تتوفر في الأسواق الشعبية، كسوق الكباس وباب الجابية بأسعار أرخص نسبياً!
ما تجدر الإشارة إليه بهذا الصدد أن ما طرأ على الأسعار قبل رمضان وخلاله من ارتفاعات استغلالية وغير منطقية ظهر وكأنه في الأسواق الخيرية الرمضانية تخفيض على الأسعار، بينما هو في واقع الحال حافظ على الهوامش الربحية الكبيرة التي يتم حصادها من جيوب المواطنين!
فنسب الرفع السعري في الأسواق تراوحت بين 100-300% على السلع الغذائية في الفترة الممتدة مما قبل رمضان وحتى الآن، وما هو موجود في الأسواق الرمضانية الخيرية تتراوح نسب التخفيض فيه عن الأسواق بما يعادل 10-30% بالحد الأعلى، ما يعني أن التجار المتحكمين بالسلع وبالأسواق، بما فيها الأسواق الخيرية، حافظوا على هامش ربح غير منطقي واستغلالي بنسبة تتراوح بين 90-270% على السلع المعروضة في هذه الأسواق!
ومع الأسف فإن هذه اللعبة المكشوفة تمت تغطيتها من قبل السورية للتجارة والمحافظة، التي روجت لذلك بأن الأسعار في هذه الأسواق الرمضانية الخيرة ستكون بالتكلفة، لقاء منح العارضين أمكنة البيع دون مقابل، بينما واقع الحال يقول إن الأسعار فيها لا تقل استغلالاً عما هو الحال عليه في بقية الأسواق من استغلال!
فهل عرفتم لمصلحة من يتم تجيير الخير الرمضاني، ومن يحميه، ومن جيوب مَن وعلى حساب مَن؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1167