الكلاب الشاردة شريكتنا بالشوارع والأحياء والموت الطبيعي!

ومتل كل سنة بهالوقت فالكلاب الشاردة يلي ولدت بالصيف وكانت بأوكارها كبرت وصارت تدوّر على أكلها بكل مكان.. وبتتحرك غالباً ع شكل قطعان كظاهرة تعودنا عليها.. متل ما تعودنا أنو الجهات المعنية مو فارقة معها أبداً..
فمع بداية فصل الشتاء بتكون أعداد الكلاب الشاردة كتيرة.. فالأجيال الجديدة يلي ولدت بالصيف كبرت وصارت جزء من القطيع.. وبتتحرك معو للبحث عن الأكل..
وعلى اعتبار أنو طبيعة الشتاء ما بتقدم خيارات الطعام الموجودة بالصيف مشان هيك بتدخل قطعان الكلاب تدريجياً على المدن والأحياء لتبحث عن الأكل..
وعلى مبدأ رب ضارة نافعة.. من حسن حظهن هالكلاب بيلاقو المدينة مظلمة وباردة.. وما في حدا عم يمشي بالشارع..
فالمدينة بتغرق بالظلام شي 15 ساعة باليوم بفضل التقنين المرتب والأعطال وشوية شغلات تانية.. وكل هاد برعاية رسمية واهتمام بالغ من الحكومة..!
وأصلاً إنارة الطرق والشوارع والحارات يا إما مو موجودة بأغلب الأحياء قصداً وعمداً.. أو موجودة بس ما بتشتغل بالأحياء يلي حظها أفضل ع أساس!
غير هيك السيارات بأغلب الأحوال ما بتتحرك.. أو بتكون حركتها محدودة كتير لأنو صاحب السيارة يا إما عم ينطر رسالة البنزين.. أو اجتو الرسالة وباع البنزينات واشترى بحقهن شوي أكل ليومين تلاتة لعيلتو.. لأن الفقر ضارب أطنابو بالبلد بمعية الحكومة وسياساتها..!!
وطبعاً هاد كلو بيئة مثالية للكلاب الشاردة حتى تاخد مجدها بحركتها.. بس أكيد ما ح نقول انو الفضل للسياسات هون.. بس هي يمكن اعتبارها رمية من غير رامي!!
بس بالمقابل ولسوء حظ الكلاب الشاردة أنو الأغلبية الساحقة من سكان المدن صاروا مفقرين وما معهن ياكلو.. ويادوب يلحقو وجبة متقشفة باليوم.. وأكيد سوء الحظ هاد كمان سببو سياسات الإفقار الرسمية.. يعني حتى سوء حظ الكلاب بتتحمل مسؤوليته الحكومة كمان..!
فالكلب المعتر أكيد ح يلاقي تلال من النفايات يلي البلدية نسيت انو لازم ترحلها من باب اللامبالاة بالمسؤوليات وغياب المحاسبة.. بس مستحيل يلاقي فيها بقايا لحم أو عظم أو أي شي بيتاكل معو.. لأن الناس فوق فقرها صارت عم تعمل إعادة تدوير للنفايات قبل إتلافها.. وخاصة الغذائية..!
أما المحظوظ من الكلاب فهو اللي بيقدر يوصل لحاويات القمامة تبع مناطق وأحياء الذوات والأثرياء أو مطاعمهم الفاخرة قبل ما تترحل.. لأن بمتل هي المناطق بتترحل القمامة أول بأول طبعاً رغم غناها ببقايا الأطعمة.. غير أنو غالباً بتكون فيها إنارة والحركة مستمرة.. يعني من الصعب انو توصل قطعان الكلاب الشاردة إلها..!!
وفوق كل هاد فالكلب سيء الحظ رح يلاقي طلاب المدارس كل يوم الصبح من قبل ما يطلع الضو.. لأنو طلابنا بيروحو عمدرستن الساعة 6 الصبح والشمس بتطلع الساعة ٨ .. ومع هاد الوضع المزري رح يضطرو أهالي الأطفال يوصولهن عالمدرسة..!
أما الموظفين والعمال يلي بيرجعو على بيتهن بعد ما تعتم الدنية ف بيفاجؤا الكلاب الشاردة بالشوارع.. وبيطلعو بوجهن من غامض علمه.. وغالباً بتضطر الكلاب للهرب..!
يعني فعلاً ما عاد في بيئة مناسبة لحياة الكلاب الشاردة بالمدن وبمحيطها.. ومع هيك كانت بتنتهي حياتهم عادةً بسبب سم بتحطو البلدية مع شوية عضم بمحيط الحاويات لتخفف عددهم.. طبعاً بعد شكاوى الناس وخاصة خوفها ع ولادها.. علماً انو هي الظاهرة آخر فترة صارت نادرة..!
وكمان على مبدأ رب ضارة نافعة.. بالنسبة للكلاب هالمرة.. لأن يبدو انو المحافظة ما عم تعطي البلديات مخصصاتها من السموم أو من العضم أو روس الجاج اللي مفترض تنحط فيها هالسموم.. أو ما عم تعطيها التعليمات اللازمة لتشوف شغلها.. أو يمكن عم يتم الاستفادة «الإيجابية» من روس الجاج والعضم بسبب الفقر والجوع.. غير أسباب وعوامل الفساد طبعاً.. وعم يتم الاكتفاء برمي السم وبس.. إذا تم توفيره..!
يعني بالمختصر المفيد الكلاب الشاردة صارت شريكتنا بالشوارع والأحياء.. وكمان بالفقر والجوع والتعتير.. وصارت حياتهم بتنتهي بشكل «طبيعي» متلنا تماماً.. بسبب الجوع والمرض والقهر و... وغياب البيئة المناسبة للحياة واستمرارها..!!
وكل هاد بيرجع الفضل فيه للسياسات الحكومية.. اللي ما عاد نعرف كيف نوصفها.. أو شو ممكن نسميها؟!