حياتنا أصبحت بطاقة متذاكية!
بالنظر لِما آلت إليه حالنا ومعاشنا من تردٍّ وفقر وعوز لدرجة الجوع، بسبب سياسات اللبرلة الظالمة والمتوحشة، يمكن القول: إن حياتنا أصبحت مكثفة بالبطاقة المتذاكية، التي تم ابتداعها خلال السنوات القليلة الماضية، لتتحكم بمعيشتنا وخدماتنا، بل وبوقتنا وجهدنا!
فرغيف الخبز، القوت اليومي للمفقرين، تتحكم به تلك البطاقة، وكذلك الرز والسكر، والمشتقات النفطية (غاز- مازوت- بنزين)، والتي تتحكم بها الرسائل المنتظرة، أو تطبيق «وين» العجائبي!
وكذلك تتحكم هذه البطاقة بمن يستحق الدعم من عدمه، وتضاف إلى قوائم انتظارها بين الحين والآخر بعض المواد التي يتم افتعال الأزمات عليها (الشاي- المتة- الزيت النباتي- البصل- المياه- الحمص- البرغل..) ولا ندري ما يمكن أن يدرج لاحقاً ضمن قائمة الاستهداف الذكي المقترن بالأزمات؟!
أمر تذاكي البطاقة تعدى موضوعة إدراج المواد في متنها ارتباطاً بالأزمات، وبالتوازي مع إجراءات تخفيض الدعم المستمرة، إلى موضوعة هدر الوقت لدرجة الإنهاك، وليبدو وكأن عامل الزمن هو الآخر دخل سيرورة آليات تخفيض الدعم عليه عبر بطاقة الذكاء أيضاً، حيث أصبحت أعمارنا أكثر تقلصاً أيضاً!
فالاستعانة بالذكاء على أيادي الحكومة، ووفقاً لنهجها التوحشي لم يدخل في متنه أبداً أمر الاستعانة به من أجل تسهيل سبل الحياة، ولتوفير عامل الزمن والجهد على الناس، بل على العكس تماماً هو ما جرى ويجري، فقد بات الذكاء مُجيّراً لرهن حياتنا وتقييدها، مع هدر الجهد والوقت حتى على أتفه ضرورات الحياة!
فكم من الوقت يتم هدره انتظاراً وترقباً للتسلسل الرقمي الممنوح لكل صاحب استحقاق لمادة من المواد المدرجة في تطبيق «وين»؟ وكم من المرات يتم فتح هذا التطبيق من قبل هؤلاء؟
وكم هو الزمن المستقطع من أعمارنا ذهاباً وإياباً وبالتقسيط لكل مادة من المواد، بحسب مواعيد وصول الرسائل، والفترة الزمنية المتاحة لاستلام مخصصاتنا منها، قبل نفاذ هذا الوقت والاضطرار للتسجيل على المادة مرة أخرى؟
وما هو حجم الجهد المهدور من قبل المواطنين على الطرقات وبالمواصلات من أجل تأمين بعض ضرورات الحياة، التي اقترنت بالذكاء وتم تقييدها به؟!
والأهم، كم هي التكاليف والنفقات التي يتكبدها المواطن مع كل أزمة مفتعلة على مادة من المواد، وخاصة الرئيسية منها، التي يتحكم بها التذاكي دون تأمينها بما يكفي، ما يضطره للجوء إلى السوق السوداء وبأسعارها، لتأمينها، وعلى حساب ضرورات حياته الأخرى؟!
فعلاً هو التذاكي منقطع النظير، الذي أصبحت بطاقته أكثر تحكماً بنا وبحاجاتنا وحياتنا، والمدار خبثاً وبشكل مفضوح من قبل الحكومة، والمُجيّر بكل تفاصيله لمصلحة كبار الناهبين والفاسدين في البلد!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1115