وزارة التربية قرارات دون أية خطة!
لم يشهد التاريخ السوري منذ عقود طويلة ترهلاً في التعليم كما نشهده الآن!
فالأمية تتسع بين الأطفال والطلاب، وأوضاع المدارس تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، إلى أن وصلت إلى مرحلة التعليم الشكلي، حيث يتواجد الطلاب والمعلمون، على قلتهم، في الصفوف الدراسية دون أية نتيجة، وصولاً إلى اعتماد الطلاب على الدروس الخاصة والتعليم الخاص عموماً، بديلاً عن التعليم الحكومي المتآكل إلى درجة التداعي قبل إعلان الانهيار.
ما ذكر أعلاه اختصاراً عن الواقع دفع الكثير من الطلاب والأهالي إلى الاستهتار بحضور أولادهم إلى المدارس والالتزام بأيام الدوام، فليس لدى وزارة التربية أية مشجعات على هذا الحضور، ولا قانون صارم يلزم الطلاب بأيام الدوام ومنع الاستهتار به، فكل الطلاب بالنتيجة، إن لم يكونوا متسربين، سوف ينتقلون إلى الصفوف الأعلى حتى الصف التاسع بسهولة وسلاسة منقطعة النظير!
تناقص أيام الدوام المتناقصة!
بعد حساب أيام العطل الرسمية والجمعة والسبت من كل أسبوع يتبقى للطلاب 95 يوماً دواماً فعلياً في الفصل الأول، و82 يوماً دواماً فعلياً في الفصل الثاني.
وهذه الأيام بالكاد ينهي بها المدرسون ما هو مقرر في المناهج الدراسية، وإذا ما تعرض أحدهم لوعكة صحية أو ظرف طارئ اضطر بسببه إلى إجازة، فسوف يحمله ذلك أعباء تدارك العجز في الدروس، وذلك في ظل عدم وجود البديل!
فكيف إذا كانت وزارة التربية هي أيضاً من تقتطع من هذه الأيام عطلاً دون أية خطط تعوض على الطلاب ما فاتهم، أو تخفف الأعباء فيها عن المعلم!
فقد ورد على صفحة مجلس الوزراء الرسمية ما يلي: «بعد توقف الدوام المدرسي في جميع المحافظات خلال الأسبوع الفائت جراء تداعيات الزلزال الذي تعرضت له سورية الاثنين الماضي، عاد الدوام اليوم (أي الأحد 12/2/2023) لجميع رياض الأطفال والمدارس المهنية والعامة والشرعية في جميع المحافظات، باستثناء المناطق المنكوبة المتضررة في محافظات (حلب واللاذقية وحماة وإدلب)، حيث يترك لمديري التربية التنسيق مع المحافظين لتقييم الأوضاع في محافظاتهم، والعمل تدريجياً على إعادة الدوام فيها وفق الوضع الراهن».
والجدير بالذكر هنا أن قرارات العطلة الصادرة عن وزارة التربية لم تقتصر على الكارثة المتمثلة بالزلال الذي شهدته الأراضي السورية، فقد سبق وأن أصدرت قرارات عطل طارئة بسبب سوء الأحوال الجوية، علماً أن المعاهد الخاصة لم تعطل في حينه!
ولعله من الجميل أن تحرص وزارة التربية على سلامة الطلاب من البرد والكوارث، ولكن السؤال الهام في هذا الصدد ماهي خطط الوزارة واستعداداتها لمثل هذه الظروف من ناحية الدروس والمنهاج واستكمالها، ومن ناحية تأهيل المدارس لظروف البرد القارس؟
فإلى الآن لم تصدر الوزارة أي تعميم بخصوص طلاب الشهادات ومصيرهم، بما في ذلك الطلاب المتضررين من الكارثة في ظل فوات التعليم عليهم، وعدم وجود برامج تعويضية لهم، وهم أصلاً باتوا منكوبين ومشردين!
مع العلم أنه من المعروف أن طلاب الشهادات يتوقفون عن الدوام قبل نهاية العام الدراسي بحوالي 15 يوماً!
كل هذا يتحمل تبعاته الطلاب والأهالي والمعلمون منفردين، فيما تقف الجهات الرسمية ووزارة التربية لتصدر القرارات والتعليمات فقط، دون أية نية للتخطيط المسبق والجدي والعملي، وبلا اكتراث لما يتعرض له التعليم في سورية بالمحصلة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1109