فلاحو سهل عكار بانتظار إنصافهم!
ماسة سليمان ماسة سليمان

فلاحو سهل عكار بانتظار إنصافهم!

تكبد فلاحو سهل عكار خسارة موسم البطاطا للعروة الربيعية، وتحديداً لصنف البذار «آفاميا» وما تزال القضية قيد المتابعة والتدقيق لمعرفة أسباب الخلل الكبير الذي أصاب محصول البطاطا لهذا النوع من البذار دوناً عن غيره.

تفاصيل تقاذف المسؤوليات

بعد الجدل الكبير وتقاذف المسؤوليات بين فلاحي سهل عكار والمؤسسة العامة لإكثار البذار حول الأسباب: هل من البذار أم من الظروف المناخية؟ تم تشكيل لجنة علمية من المؤسسة العامة لإكثار البذار يوم 13 من الشهر الجاري، للبحث في القضية، وبعد أخذ العينات من المزارعين وإرسال عينات إلى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، أصدرت اللجنة تقريرها، حيث أشارت فيه «أن الدرنات سليمة من الأمراض، وأن الأثر البيئي يشكل عاملاً مهماً فيما جرى» لترفع المؤسسة المسؤولية عنها، والملفت، أن القضية لم تغلق عند ذلك التقرير، بل تم إحالتها إلى لجنة علمية تضم البحوث الزراعية والوزارة وعدة جهات والفلاحين للتدقيق والمتابعة من قبلهم!

شهادات الفلاحين

في الطرف المقابل، اشتكى عدد من فلاحي سهل عكار لصحيفة محلية، حيث أشاروا «أنه لم يسمح لهم بالاكتتاب على بذار بطاطا محلية منتجة في مؤسسة إكثار البذار إلا لصنف واحد من النوع آفاميا، بالإضافة إلى كمية قليلة من نوع آخر «بيرويا» تم إرجاعها إلى المؤسسة بسبب الهريان الكبير في البذار».
بالإضافة أن الخسارة التي تكبدها المزارع كبيرة، فحسب المزارعين تقدر خسارتهم، بنحو مليون ليرة لكل دونم، فكل دونم يحتاج 150 كيلو بذار بطاطا و50 كيلو سماد بتكلفة تصل إلى150 ألف ليرة، بالإضافة إلى الفلاحة بمعدل أربع مرات تصل تكلفتها لـ 80 ألف، ناهيك عن أجور العمال وثمن البذار، ومطالبتهم بتعويض مالي يتناسب مع حجم خسارتهم الكارثية...
ومن المعروف أن البذار سواء كانت بلدية أو أجنبية مستوردة من قبل التجار، لابد أن تخضع لعدة مراحل من دراسة وتحليل للتأكد من جودة إنتاجها، وتناسبها مع الظروف المناخية لكل منطقة، قبل توزيعها للمزارع.
والملفت حقاً، أن الإنتاج السيء في منطقة سهل عكار، قد طال نوع بذار آفاميا فقط، بينما كان إنتاج البذار الأخرى سواء كانت من نوع البطاطا البلدية أو الأجنبية بين الجيد والممتاز، مع العلم أنها زرعت في ذات التوقيت، وتعرضت للظروف المناخية ذاتها، والشروط الزراعية ذاتها، من التسميد لرش المبيدات الحشرية والسقاية، مما يدع مجال للشك في نوعية البذار الموزعة من قبل المؤسسة العامة لإكثار البذار وجودتها وتناسبها مع الظروف المناخية للمنطقة!
وبغض النظر عن ماهية الأسباب التي أدت إلى تلك الخسارة، فبالنتيجة الخسارة سيتحملها المزارع بالإضافة للمواطن المستهلك، فما أن لاحت مشكلة سوء إنتاج هذا نوع من البذار حتى أرتفع سعر كيلو البطاطا لحدود الـ 3000 ألاف ليرة، فهل سينصف المزارعون الذين تحملوا خسارة مليون ليرة عن كل دونم رغماً عنهم، ونتيجة إجبارهم على زراعة هذا النوع من البذار، وفي حال ثبت سوء نوعية البذار، فمتى سينتهي سيناريو استنزاف القطاع الزراعي لصالح الفاسدين ومصالحهم النهبوية؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1070
آخر تعديل على الإثنين, 23 أيار 2022 14:04