اختصاصات جديدة وهامة لكنها غير مدعومة
افتتحت جامعة دمشق مع بدء العام الدراسي الحالي 2021- 2022 أقسام واختصاصات جديدة في كلية العلوم الصحية، حيث إن كلية العلوم الصحية تم إحداثها بمرسوم في عام 2018، وكانت بداية انطلاقتها في العام الدراسي 2018/2019 بإشراف عمادة كلية الطب البشري.
ومن هذه الأقسام الجديدة المضافة كاختصاصات في الكلية كانت (الأشعة- الأطراف الاصطناعية- علم النفس السريري)، وقد تم قبول 28 طالباً فقط في اختصاص (علم النفس السريري) للسنة الأولى في هذا العام.
وبحسب الموقع الرسمي للكلية: «تتسم هذه الكلية بتشكيل الصفوف النموذجية أقل من (50) طالباً بالدفعة، ومنصة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وتقنيات التعليم الحديثة، ويتسم طلابها بالتفوق وارتفاع معدلات النجاح والتميز، الأمر الذي يجعلها أنموذجاً ممتازاً للتدريس الجامعي في جامعة دمشق والقطر العربي السوري».
لمحة عن قسم علم النفس السريري
كان عدد مواد الفصل الأول في هذا الاختصاص للعام الحالي ستة مواد، خمسة منها مشتركة مع بقية اختصاصات العلوم الصحية وهي: «كيمياء- فيزيولوجيا- تشريح عام- رياضيات- اللغة الانجليزية».
وقد كانت مادتي الفيزيولوجيا والتشريح العام يتم حضورها في مبنى كلية الطب، ومادة اختصاصية واحدة فقط تحمل اسم (مدخل إلى علم النفس السريري) تُلقى على الطلاب «أونلاين» عبر الـ «سكايب» من قِبل دكتور أردني في الجامعة الأردنية، لأن كلية العلوم الصحية على اتفاقية مع الجامعة الأردنية.
أما بالنسبة لمواد الفصل الثاني، فعددها سبع مواد، مادتان خارج الاختصاص «اللغة العربية- اللغة الانجليزية»، وخمس مواد اختصاصية هي: «مفاهيم في الإعاقة وإعادة التأهيل- تعلم معارف وسلوك «تُدرس أونلاين من قِبل الدكتور الأردني»- علم النفس التطوري- الصحة النفسية- علم الأعصاب المعرفي».
مشكلات مُرهقة
على اعتبار أن «علم النفس السريري» هو اختصاص أكاديمي حديث في الكلية وفي جامعة دمشق، فقد واجه الطلاب الكثير من المشكلات والعقبات الخاصة بهذا القسم، بالإضافة طبعاً إلى المشكلات العامة التي يواجهها غالبية الطلاب في الجامعات، وخاصة خلال الفصل الدراسي الأول لهذا العام.
«الطالبة ميرا» وهي إحدى طالبات علم النفس السريري بعامه الأول، روت لقاسيون المعاناة الطلابية الحقيقية التي رافقتهم مع بداية العام الدراسي وحتى تاريخ اليوم.
تقول ميرا: «أول شي، دوامي يومياً بيبدأ من الساعة 8 الصبح وأنا ساكنة بالريف، وأزمة المواصلات ما بدها تنحل، لهيك أهلي أخدوا قرار إني أستأجر غرفة بقلب البلد بـ 150 ألف.. ورح تضل أوفر من المواصلات».
وتضيف ميرا: «بالنسبة للمشكلات يلي واجهتنا بالجامعة، خصوصي بالفصل الأول، هي إنو ما عنا مبنى خاص فينا، لهيك كلية العلوم الصحية تبرعتلنا بالطابق الأخير من المبنى تبعها، طبعاً هل الطابق متل السطح مالو مخدم بولا شي، المخبر يلي عنا فيو بس مجلى وما فيو ولا شي من مستلزمات المخابر المفترضة.. متل المواد الكيميائية.. خصوصاً للتشريح.. لهيك العملي تبعنا عم يكون فقط نظري.. قاعاتنا صغيرة كتير.. ما عنا لا مقصف خاص فينا ولا مكتبة مرجعية إلنا.. وأي شي بدنا ياه من المرجعيات فهو عبارة عن بذل جهد كبير.. ولأنو عدد المقبولين كتير قليل فالدوام إجباري.. ودوامنا صعب جداً.. بالفصل الأول كل يوم عنا دوام يومي ما عدا يوم الأحد.. والفصل التاني كل يوم عنا دوام ما عدا يوم الخميس.. بس الشي الإيجابي إنو الدكاترة تبعنا السوريين والأردنيين ممتازين جداً».
بعيداً عن الدعم والاهتمام
يبدو أن هذا الاختصاص والاختصاصات الجديدة الأخرى بعيدة عن الدعم والاهتمام الحكومي الرسمي من قبل جامعة دمشق ووزارة التعليم العالي، فالأمر لا يقتصر على عدم توفر المستلزمات المخبرية ومكانها، ولا على عدم وجود مكتبة خاصة ومراجع.
فهنالك مبانٍ عدة يتلقى فيها الطلاب محاضراتهم، وذلك حسب برنامج الدوام، كالمبنى الأساسي لكلية العلوم الصحية في البرامكة، ومبنى منظمة آمال لذوي الإعاقة، القريب من كلية الهمك، وفي مبنى كلية الآداب في المزة.
والكارثة الكبرى كانت خلال الفصل الدراسي الأول، حيث إنه كان يتوجب على الطلاب العمل كـ «أبن بطوطة» ليتنقلوا بين «البرامكة والمزة والهمك» خلال وقت قصير بسبب برنامج الدوام الموجود آنذاك.
ومثال على ذلك في أحد أيام الدوام كان البرنامج كالتالي: المحاضرة الأولى في كلية العلوم، المحاضرة الثانية في كلية الطب، والمحاضرة الثالثة في كلية العلوم، والفترة الزمنية للمحاضرات الثلاثة هي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة ظهراً!!
ولكم أن تتخيلوا حجم المعاناة وتعب الأعصاب بالنسبة للطلاب، طبعاً بالإضافة إلى النفقات المكلفة المترتبة على وسائل المواصلات، التي تكبدها هؤلاء.
وعندما قدم الطلاب شكوى لرئاسة الجامعة بسبب هذا البرنامج الصعب والمعيق والمرهق، تم حل المشكلة جزئياً من قبلها وذلك من خلال وضع برنامج أفضل نوعاً ما، حيث تم تحديد وجمع بعض المحاضرات في أيام للدوام في واحدة من المباني المذكورة، وفي يوم آخر في مبنى آخر، وهكذا..
فهل انتهت مشكلة طلاب علم النفس السريري بهذا الشكل؟؟
بالتأكيد لا، فهم بحاجة إلى مبنى كلية مخصص وكامل ومُخدم ومجهز بالمستلزمات الأساسية لمواد النظري والعملي اللازمة لهذا الاختصاص، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية هذا الموضوع خاصة مع الزيادة المتوقعة لأعداد طلاب الكلية خلال العام القادم وما يليه، وما يمكن أن تسفر عنه الزيادات الطلابية من مشكلات على مستوى برامجها وأماكن محاضراتها وغيرها من المشكلات الأخرى، كي تكون كلية العلوم الصحية فعلاً «أنموذجاً ممتازاً للتدريس الجامعي في جامعة دمشق»، بحسب ما ورد على موقعها الرسمي.
مع تمني الطلاب أن يكون ذلك قد تحقق وتم إنجازه مع بدء العام الدراسي القادم!
فهل سيتحقق ذلك؟ ننتظر مع المنتظرين من الطلاب!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1069