متاهة السورية للتجارة ابتلعت الذكاء..
سوسن عجيب سوسن عجيب

متاهة السورية للتجارة ابتلعت الذكاء..

تطالعنا صفحات كل من السورية للتجارة ومحروقات وتكامل، بين الحين والآخر بتفاصيل وخطوات التسجيل على المواد المقننة «المدعومة» (سكر- رز- شاي- أسطوانة الغاز المنزلي- مازوت التدفئة)، من خلال التطبيقات الإلكترونية المخصصة والمتاحة للمواطنين المستحقين لهذه المواد.

المشكلة المستحدثة بهذا السياق كانت مع إدخال مادة الشاي على سلة التوزيع للمواد المقننة، وما تبعها من صعوبات للمواطنين في التسجيل عليها من خلال التطبيقات المتاحة.

الشاي معضلة رياضية

كل تطبيق له خطواته المتتابعة التي تفرض نفسها على المستخدمين، بحسب سماحيات وصلاحيات الدخول إليه والتعامل معه، ومع ذلك ما زالت مشكلة انتظار ووصول الرسالة الذكية مستمرة، حيث أضيفت طوابير الانتظار الافتراضية، التي لم تُلغِ الطوابير الفيزيائية، وأضيفت مشكلة التسجيل على مادة الشاي إلى صعوبات التعامل مع التطبيقات المتاحة.
فبعد أن وضحت السورية للتجارة الخطوات المطلوبة في ملء الخانة المخصصة بمادة الشاي، وفقاً للرقم المدون بجانب كمية 200غ وبحسب تعداد أفراد الأسرة، وكأنها معادلة رياضية، بدأت عمليات التسجيل على المواد المقننة من قبل المواطنين.
فقد توقفت عمليات التسجيل في البداية جرّاء الضغط على البرنامج خلال اليوم الأول للتسجيل، ثم بسبب عدم وضوح كيفية التسجيل على مادة الشاي.
ولم يبق على المواطنين إلّا انتظار الرسالة الموعودة لاستلام مخصصاتهم عن ثلاثة أشهر هذه المرة، وذلك كي يتمكن الجميع من استلام هذه المخصصات بحسب ما تم الإعلان عنه من قبل السورية للتجارة، وذلك بعد أن مددت عمليات التسليم لمخصصات شهري كانون الأول والثاني لمدة أسبوعين تقريباً، بسبب عدم استكمال عمليات التسليم.

البعض لم يستلم مخصصاته

برغم تمديد مدة استلام المخصصات من الرز والسكر عن فترة الشهرين الماضيين، إلّا أن هناك بعض المستحقين لم يتمكنوا من استلام هذه المخصصات.
المشكلة لم تكن بسبب إهمال هؤلاء، بل بسبب تأخر وصول الرسائل إليهم، بل هناك من وصلتهم الرسالة قبل يوم من موعد انتهاء التسليم مساءً، وفي اليوم التالي، كما هو مفترض ضمن المدة المحددة للاستلام، ذهبوا إلى الصالات المخصصة بحسب مضمون رسائلهم، لكن كان قد انتهى بالنسبة لهذه الصالات موعد تسليم المخصصات عن الشهرين الفائتين، وبدأ موعد التسليم للدفعة التالية، مما أفقد جزءاً من المواطنين حقهم في مخصصاتهم بسبب تأخر الرسائل، وبسبب انتهاء المدة التي لا علاقة لهم بها، فهؤلاء كان لهم الحق باستلام هذه المخصصات خلال 24 ساعة، لم يتمكنوا من الاستفادة منها عملياً، وبرغم الشكاوى الكثيرة والأخذ والرد إلّا أن مشكلتهم لم تحل، حيث اضطر البعض منهم للسؤال عن السيارات الجوالة التي تم الإعلان عنها، لكن دون جدوى!.

طوابير مستمرة

المواطن صاحب الاستحقاق لا يعنيه على من يتم تجيير المسؤولية، بقدر ما يهمه الوصول إلى حقه في المواد المقننة دون عناء.
فالذريعة المساقة إلى المواطنين المنتظرين للرسالة غالباً تُجيّر على شركة تكامل المسؤولة عن الرسائل وعن كل خلل، وليس على السورية للتجارة!
بينما واقع الحال يقول: إن السورية للتجارة، وبعد أن اختصرت عدد الصالات المخولة بتوزيع المواد المقننة، ومن خلال بطء تسليم الصالات المعتمدة للكميات المطلوبة بما فيه الكفاية بحسب موقع كل منها وأعداد المكتتبين فيها من المواطنين، ساهمت بشكل مباشر في استمرار مشكلة الازدحام والطوابير، حيث زادت مدة انتظار الرسالة، كما تزايد الازدحام على الصالات المخصصة للتسليم بعد استلام الرسالة، وعادت طوابير الانتظار أمامها مجدداً، وكأنك يا بو زيد ما غزيت، فلا ذكاء ولا من يحزنون في الأمر غالباً!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1006