فصل الهرهرة اللي دنبو مبلول
دعاء دادو دعاء دادو

فصل الهرهرة اللي دنبو مبلول

متل كل سنة، وبكل سنة في عنا نحنا السوريين شهر «النكبة والنقمة».. اللي اسمو «أيلول».. شهر كسرة الضهر وكسر الخاطر للكبير والصغير والمقمط بالسرير..

بتعرفوا أكيد إنو مصاريف هالشهر لحالا بتجيب الجلطة بين المونة وبداية السنة الدراسية وبداية الشتوية والمازوت، وأجار البيت والذي منو يا عيوني... وشو رأيكون هل البلاوي هي كلها تحت إشراف ومعرفة حكومتنا الموقرة؟ ما علينا...

«مكدوووووووووس»

مكدوس، هو أكلة شعبية معروفة من زمان ببلاد الشام ولازم يكون موجود ع وجبة الفطور، يعني فيكون تقولوا «عادات وتقاليد»، وبيجي موسم مونتو من شهر أيلول لـ تشرين الأول بالتوازي مع وقت البيتنجان أكيد، وفي منو البلدي والحمصي والحموي كمان....
صح ونسيت خبركون كيف مونتو... «يحفظ المكدوس مغموراً بزيت الزيتون لمدة طويلة يا حبيباتي»..
وزيت الزيتون صارت تنكتو بـ 100 ألف يا تقبروا غيري...
طبعاً، أنا عم أحكي عن المكدوس لأنو في كتار من الأطفال ما بيعرفوه... بيسمعوا عنو بس... بس لا شكل ولا طعمة تشرفوا بمعرفتو يا حرام....
لأنو اليوم صارت المكدوسة بتكلف بحدود الـ 1000 ليرة... وللتذكير الرواتب 50 ألف ليرة... والمكدوس والبدائل تبعو أغلى من الـ 50000 ولك بتكسر الخاطر والله...
يعني حبو يقلولكون يلي عم يتشاطر ويدور ع بدائل للمكدوس، لا بقى يتشاطر...
غلو الأسعار على جميع الجهات ومن جميع الأطراف... يعني ولو بدك تقلص الكمية مارح يخلوك تقضي الشهوة، لك مين أنت يا مشحر يلي اسمك «مواطن سوري» لتاكل مكدوس؟ آآآآه، قلي مين أنت؟

ميزانية التعليم

كان ياما كان ويا ريتو ما كان لأنو بطّل يكون بهل الزمان... عنا شي اسمو «فرحة اسمها غراض مدرسة».. بس هي الفرحة مالا عادات وتقاليد متل غيرا... أبداً، هي متعة وتشجيع ع الدراسة وع الإقبال عليها والذي منو...
بس كمان هي صارت من المنسيات بسورية يا عيوني... لك شفاطين المصاري صار هدفون يخلو الجهل والفقر الثقافي يعشش بأرض الوطن.. متل ما خلو الفقر والتشرد والحاجة يعشش فيها...
ما عاد حدا قادر يدفع للابن الواحد بحدود الـ 70 ألف بين حق شنتة ضهر وشوية دفاتر وأقلام.... طبعاً ما جبنا سيرة البدلات والمريولات لأنو يكتر خير وزارة التربية يلي نطقت بعصر زمانها وقالت: «لا تدققوا ع اللباس»..
وللأمانة قالت كمان: «اختصروا من متطلبات الدفاتر والقرطاسية».. وهاد كان تسليف من الوزارة لأنو الناس بالأساس ما معها تاكل متل العالم.. وعم تمشي حالا بالزور وبالويل لحتى يكون معها تحط هل المبالغ الكبيرة يلي بيتطلبها التعليم الشبه المجاني في الوطن الحبيب- سورية...
ضمنياً، في كتار كتير من الأهالي قالوا: ما رح يبعتوا ولادون ع المدارس خوف عليهون من الكورونا... بس يمكن السبب الرئيسي ويلي كلنا منعرفوا هو مو الكورونا...
كلنا ميتين نفسياً وروحياً وجيبياً وما في شي معيش روحنا غير هل الأكسجين يلي لهلق الحمدلله ما حدا احتكروا... لهيك بيجوز ما حدا خايف من الكورونا أبداً.... بس حاطين حجتوا أولاً وأخيراً كرمال العالم ما تقهر ولادها أكتر وتكسر حالا قدامون- مو قدرتون يجيبولون شي للمدرسة يا حسرتي...

«مازوووووووووووووت»

أكيد لما قريتو الكلمة يلي فوق فوراً راح ذهنكون وفكركون وتذكرتوا أيام ما كنا نسمع هل الكلمة من البياع وهو عم يدور ع الطنبر وعم ينده «مازووووووووت»؟؟!!!
وأكيد بعد ما سرحتوا بخيالكون الواسع لأيام ما كنتوا تسمعوها حزت بنفسكون إنو ولادكون ما بيعرفوا هل الأيام...
أكيد حيكون في صعوبة إنك تدخل لمخ طفل ولد بالحرب معنى كلمة «طنبر»... أصلاً إذا قدر يستوعب عليك شو يعني ما رح يقدر يستوعب شكل الطنبر ووظيفتو يا عيوني... وأصلاً، مارح يصدقك بعد ما شاف الموت والقتال والبرد إنو كان المازوت ينباع ع الطنابر... والله...
بكل الأحوال، ما زال سعر اللتر متل ما هو عليه من السنة الماضية عند الدولة... بس!!! وتحتا مليون خط أحمر.. لأنو ارتفع سعرو بالسوق السودا.. وما منعرف إذا كان هاد تمهيد لشي يا سمح الله.. ولا تلاعب تجار ع قولتون!!!
يعني بدكون تجهزو حالكون هل الشتوية أيها المقاتلون السوريون الشجعان وتستعدوا للصقيع القادم متل كل سنة بدون كهربا ومازوت... وأصلاً مين حسن يوفر حق المازوت من بداية الصيف لليوم بهل الغلا الفاحش.. ويلي ما رحم حدا غير شفيطين المصاري الكبار والصغار طبعاً..

لا حلول بديلة

«إذا ضربناها يمين بتجي شمال، وإذا ضربناها شمال بتجي يمين».. «قد ما حسبتا ما عم تزبط»... «ولك شو البديدديييللللل؟؟؟؟»... «الله لا يوفقون ما خلولنا بديل».. «الله يموتني ويريحني من هل الهم!!»...
أي حبيباتي، حكومتنا وطمع تجارنا يمكن خلت الكل مندون ولا استثناء يحكو هيك مع حالون...
المصاريف كلها يلي حكينا عنا ويلي جبنا سيرتا من الأكل والشرب والاحتياجات اليومية ع مدار الـ 24 ساعة بالـ 360 يوم بالسنة عم «نكنسلا» شوي شوي.. هية وبدائلها من حياتنا...
متل الزيت والزعتر مثلاً يلي عوضناه بالمي- بعد غلاء الزيت، لك وكمان غلولنا الزعتر يا جماعة وصار حتى هو عبء ع جيبتنا!!!
بالمختصر، لا بالورقة ولا بالقلم عم توفي معنا... كمية النهب والاستغلال وشفط المصاري ع حسابنا وحساب يلي متل ما اعتبروها إلنا «رفاهية بالغذاء مثلاً» وهية حق لأي إنسان عايش ع هالأرض إنو يتغذى وياكل...

الوراق الصفرا ح تهر

يلي قال ورقو أصفر لأيلول ما كذب...
وضمنياً منعرف كتير منيح الانحطاط الأخلاقي يلي عم يتبعوه مع هالشعب جماعة الحيتان والحرامية وتجار الأزمات «المُفتعلة».. واللي عم يمارسو معنا أسلوب «والله لنخليكون تشتهو الموت»..
ويمكن هدول عملياً هنن الورق الأصفر اللي لازم يهر بـ هالبلد.. إن عاجلاً أو آجلاً.. مشان تبقى ونقدر نعيش فيها..
يعني ثقوا تماماً، نحنا مارح نموت قبل أوانا، وما رح نموت قبل ما نحصل ع حقنا ونطلعوا من عيونكون وع حساب حرقة أعصابكون... أوكيتو!
بس يمكن لازم تتعود يا أخي المواطن إنك دائماً وأبداً تدفي حالك بحرارة إيمانك وعزيمتك.. مشان تقدر تتغلب ع كل ظالم وجشع.. وتاخد حقك من عيونو...

معلومات إضافية

العدد رقم:
981
آخر تعديل على الإثنين, 31 آب/أغسطس 2020 13:00