بقالية افرنجي!
دارين السكري دارين السكري

بقالية افرنجي!

إذا بدنا نحكي عن معنى المسمى الوظيفي للـ «الصيدلاني/ـة» فيعتبر إنو المساعد الأول والرئيسي للطبيب... بمعنى هو يلي بيوفر الأدوية وبيقدم المعلومات الأساسية عنها، كونو عندو إلمام كبير بمركباتا بحيث بيقدم للطبيب المعلومات الكافية والوافية يلي بتخص الأدوية والعقاقير الطبية...

أما المعنى الحقيقي والواقعي صفيان للصيدلاني/ـة فهو: دكنجي شيت الأدوية أو بياع الأدوية...
ويلي طلع عليهون هل المسمى هاد كان عرفان تماماً شو يلي عم يعملوه...
بمعنى، الصيدلاني ما عاد مارس مهنتو بالمعنى الحقيقي والعملي للصيدلاني... صار تاجر- تاجر أدوية للأسف....
يعني، رجعنا لأيام زمان وقت بدت تشتغل الصيدليات بالبلد وصاروا يقولوا عنها العطارين والحلاقين بقالية افرنجي..
أولاً وأخيراً، الدوا صفيان تجارة... ومتل ما بتعرفوا التجارة شطارة...
بسبب أنو عدد الصيدليات بالبلد صار كبير كتير، وهل الشي خلا آلية عمل الصيدلاني ما يخضع للقوانين المفروضة عليه... طبعاً ما بدنا نعمم لأن لكل قاعدة شواذ..
يمكن هااا لأنو شريعة السوق بتقول «البقاء للأقوى».
بمعنى، يلي معو مصاري بيحسن إنو يشتري الأدوية أشكال وألوان- وطني وأجنبي.. لاء وبيحقلوا كمان إنو يبيعها بالسعر يلي ممكن يشبعوا خصوصي اللعب بيكون بسعر الأدوية الأجنبية.. وباللي ما بيتسمى كمان...
غير يلي فينا نسميون «دخلاء المهنة» يلي بيكون شي واحد معو مصاري ومرتو صيدلانية مثلاً أو مساعدين الصيادلة... فهون بتصير القصة منافسة تجارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى بعيدة كتير عن معنى العمل...
وهاد الشي بيخلي الصيادلة يتبعوا نفس الأسلوب ليضلوا مواكبين سوق العمل... لأنو بنظرون أسعار الأدوية غالية ونسبة الربح المفروضة إلهون صغيرة، وما بيحسنوا يتعايشوا بهل الغلا مع هل النسبة القليلة يا حرام...
طبعاً هاد غير الخصومات يلي منشوفا بين الصيدلية والصيدلية التانية... والسبب، كلون عم يشتغلوا بنظام المنافسة والشاطر يلي بيربي زباين «مرضى» أكتر...
بالوقت يلي صار الإقبال كبير ع الصيدليات بسبب الوضع الاقتصادي السيء جداً ويلي مأثر بشكل كبير ع المواطن المغلوب ع أمرو، ويلي ما عاد عندو بديل غير باب الصيدلية ليفوت عليه «إذا احتاج الأمر»..
لأنو فوتة لعند الدكاترة والمعاينة تبعون بعيدة عن العلاج طبعاً حقها هديك الحسبة... والمواطن يا حسرتي عليه راتبو أقل من هديك الحسبة بكتير...
لذلك البديل الوحيد عندو هو «الصيدلية»...
اليوم ما عاد فينا نقول: «إذا احتاج الأمر» إنو يفوت لعند دكتور... غير جائحة كورونا يلي عششت تعشيش بالبلد وما عم ينفد منها ولا حدا حتى الكادر الطبي...
لأنو ما فينا ننسى أو نهمش هدول الأمراض والعلل يلي كانت وما زالت عم تصيب الناس من كتر ما عم ياكلوا ضربات ماكنة ومرتبة ع روسون من الوضع الاقتصادي والأمني وإلخ... يلي لهلق ما حدا من المسؤولين عرف يحطلوا حد...
لهيك زاد الإقبال ع الصيدليات... وهون فينا نقول «حلال ع الشاطر»..
الاستغلال يلي صار لأنو الناس بحاجة- ما حدا فيو يتخيلو...
لك التلاعب صار بالصلاحية غير التلاعب بالسعر... وعم يتم البيع بضمير مرتاح ع الآخر لأنو ماشيين ع مبدأ «إذا ما فاد ما بيضر».. أي وهيك..
ومو كل المواطنين عندون وعي لموضوع التسمم الدوائي!!!
لذلك أية دوا بينعطى، بيندفع حقو وبيمشي...
لأنو الأغلب بيقول «اسألوا من كان بها خبيرا».. يعني ما رح يكونوا أفهم من الصيدلاني نفسو... وما حدا عرفان هل الصيدلاني كيف باع أخلاقوا وضميرو كرمال المصاري...
بالنهاية، المواطن ما عليه حق.... الحاجة والمرض والغلا هو يلي عم يدفعو ليدور دايماً ع البدائل الأرخص....
وكمان ما فينا ننسى إنو الأدوية مالها متل الخضرة ليمسك الواحد علبة الدوا ويقارن ويشوف ويدور عليها إذا مضروبة أو منيحة أو لاء!!!
عليك عزيزي المواطن تاخد الدوا... وعليك يا صيدلاني إنك تشفط مصاري من هاد الغلبان يلي ما معو يروح لعند دكتور ليتعالج...
وهل البشاعة هي مالا جديدة... موجودة من زمان... بس هلق حتى المواطن صار يشوف منيح شو يلي عم يعملوه...
علماً إنو نقابتن بتعرف بهل الشي... وزارة الصحة كمان بتعرف بهل الشي... وكلو عامل حالو ما عندو خبر ولاء بيتفاجئو من قباحة السلوكيات فوقا... ونحن منعرف بهل الشي...
كان المواطن ياخد علبة الدوا يلاقي سعر مشطوب ومكتوب سعر فوقوا... الوقاحة اليوم صارت فوق السعر المكتوب بيتعدل السعر لأكتر من ضعف...
المواطن ما بيعرف أية تسعيرة يلي فارضتا الوزارة...
الناس يا دوبا نافدة بالشغلات الأساسية... والله مو ناقصها نهب واستغلال...
لك يلي فيها كافيها... حاج تمصوا دمو لهل المعتر!!!
ومتل كل مرة الحق أولاً وأخيراً ع يلي أكبر من هدول الحرمية الصغار...
يا ترى الحق ع مين بموضوع أسعار الأدوية ومواصفتها، مين الجهة المسؤولة عليهون.. التموين ولا النقابة ولا وزارة الصحة ولا...؟؟
الله وكيلكم طاسة وضايعة!

معلومات إضافية

العدد رقم:
976