حرائق كثيرة وواسعة قبل أشهر الذروة
عادل إبراهيم عادل إبراهيم

حرائق كثيرة وواسعة قبل أشهر الذروة

بدأت مسلسلات الحرائق مجدداً في التهام المحاصيل الزراعية والأراضي الحراجية والغابات، وبدأت معها معاناة أصحاب هذه الغلال والأراضي، ومعاناة السوريين عموماً، بالإضافة لتراكم الأضرار على الطبيعة والبيئة والحياة عموماً.

بالرغم من الاحتياطات التي تم الإعلان عنها من أجل درء أخطار الحرائق والحد منها وتطويقها، فقد تزامن مسلسل الحرائق مع موسم القمح والشعير هذا العام أيضاً، حيث تزايدت أعداد الحرائق التي أتت على هذه المحاصيل الزراعية، علماً أن ذروة موسم الحرائق لم تحن بعد، حيث يعتبر شهرا حزيران وتموز شهري الذروة، توازياً مع متغيرات الطقس وأحوال المناخ.

استعدادات رسمية

أكد معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي أن: «أغلب الحرائق تكون بسبب ممارسات خاطئة، إما رمي أعقاب السجائر أو حرق أعشاب»، كما بين أن: «الوزارة جاهزة وبالتعاون مع المجتمع الأهلي لحل مشكلة الحرائق»، كما كشف مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عن: «رفع حالة الجاهزية في جميع المواقع والدوائر الحراجية في مديريات الزراعة في المحافظات، للتعامل بشكل سريع ومباشر مع أي حريق قد ينشب نتيجة الظروف المناخية الحالية والارتفاع الكبيرة في درجات الحرارة التي تجاوزت معدلاتها بنحو 10 إلى 13 درجة مئوية»، وأضاف أن: «المديرية عملت ضمن الإمكانات المتاحة على تأمين الأدوات والمعدات اللازمة وتجهيز آليات ووسائل الإطفاء وكل ما تحتاجه الفرق الحراجية، منوهاً إلى قيام المديرية أيضاً بمخاطبة الجهات المعنية الحكومية ذات الصلة لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات الاحترازية الوقائية للحيلولة دون نشوب أي حريق «بفعل الطبيعة أو الاحتطاب الجائر والحرق العشوائي»، وكذلك التنسيق مع وزارة الإعلام لنشر بوسترات وفواصل إرشادية للتوعية والتعريف والتنبيه بمخاطر الحرائق، والإجراءات الواجب اتخاذها أثناء عملية حرق الأعشاب الضارة في الأراضي الزراعية». وذلك بحسب بعض وسائل الإعلام بتاريخ 19/5/2020.

توثيق

بحسب موقع سانا بتاريخ 17/5/2020:

«أفادت مصادر أهلية في محافظة الحسكة أن طائرة للاحتلال الأمريكي قامت اليوم برمي بالونات حرارية في الريف الجنوبي للمحافظة ما أدى إلى احتراق مساحة 200 دونم مزروعة بمحصول القمح في قرية عدلة جنوب الشدادي».
«احترقت عشرات الدونمات من حقول القمح والشعير بريف الحسكة جراء الحرائق التي افتعلتها التنظيمات الإرهابية الموالية للنظام التركي في إطار الصراعات المتصاعدة فيما بينها لاقتسام مناطق النفوذ والسيطرة على الحقول المزروعة بمحصولي القمح والشعير».
بحسب موقع سانا بتاريخ 19/5/2020:
«أدت الحرائق التي شهدتها محافظة الحسكة خلال الموسم الحالي إلى تضرر 1850 هكتاراً من الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير، وبين مدير الزراعة المهندس رجب سلامة أن المساحة المتضررة المزروعة بالقمح بلغت 1110 هكتارات، وبالشعير 740 هكتاراً، منتشرة في مختلف مناطق المحافظة، ولا سيما في الريف الجنوبي والغربي والريف المحيط بمدينة الحسكة مشيراً إلى خروج هذه المساحة كاملة من دائرة الإنتاج».

بحسب موقع سانا بتاريخ 19/5/2020:

«التهمت الحرائق خلال الموسم الزراعي الحالي حتى تاريخه 60 دونماً مزروعة بالقمح والشعير في مناطق متفرقة من محافظة درعا، وذكر معاون مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في درعا المهندس بسام الحشيش: أن أسباب الحرائق مجهولة وتوزعت على مناطق الشرايع وشعارة وازرع وصيدا».

بحسب موقع سانا بتاريخ 21/5/2020:

«أتت الحرائق التي نشبت في الأراضي الزراعية بريف رأس العين الجنوبي في محافظة الحسكة على نحو 800 دونم مزروعة من محصول الشعير، وفي السياق ذاته أتلفت الحرائق مساحة 20 دونماً مزروعة بمحصول الشعير أيضاً في قرية الحصيوة على بعد 15 كم جنوب مدينة رأس العين، في وقت أكد فيه عدد من الأهالي أن مرتزقة الاحتلال التركي وإرهابية يفتعلون تلك الحرائق في المنطقة استمراراً لسياسة التضييق عليهم».

بحسب وكالة سبوتنيك الروسية بتاريخ 22/5/2020:

«أقدمت طائرات تابعة للجيش الأمريكي على إحراق أكثر من 2500 دونم من حقول القمح والشعير عبر رميها بالونات حرارية فوق الأراضي الزراعية في خمس قرى بريف بلدتي تل براك والهول جنوب شرقي الحسكة السورية».

بحسب موقع سانا بتاريخ 22/5/2020:

«تمكن فوج الإطفاء في محافظة حمص وعناصر الدفاع المدني بالتعاون مع الأهالي من السيطرة على حريق كبير نشب في قرية الحشمة في ريف حمص الغربي، وامتد إلى أراضي قريتي بتيسة والسنديانه، وأكد قائد فوج إطفاء حمص: أن الحريق طال نحو 40 دونماً في القرى الثلاث، مبينا أن المنطقة التي اندلع فيها الحريق جبلية وتتضمن أشجار زيتون وأشجاراً حراجية»..

للسويداء نصيبها الخاص هذا الموسم

بحسب موقع سانا بتاريخ 21/5/2020:

«تمكنت فرق الإطفاء بالتعاون مع الجهات المعنية والأهالي من السيطرة على ثلاثة حرائق نشبت في محمية الضمنة الطبيعية شمال شرق مدينة السويداء، وأتت على مساحات واسعة فيها وألحقت أضراراً بأشجارها الحراجية».

بحسب موقع سانا بتاريخ 22/5/2020:

«تمكنت فرق الإطفاء في محافظة السويداء بالتعاون مع الأهالي من إخماد حرائق عدة نشبت في مناطق حراجية وأراض زراعية طالت مساحات كبيرة من الأشجار الحراجية والمثمرة والمحاصيل الحقلية والأعشاب اليابسة، أكبرها أتى على آلاف الدونمات من محصولي القمح والشعير».
«أخمدت فرق الإطفاء في فوج إطفاء السويداء ووحدة إطفاء صلخد وطواقم مديرية الزراعة ومؤسسة المياه- بالتعاون مع الأهالي وجراراتهم الزراعية وصهاريجهم ومعداتهم الفردية وبمؤازرة سيارة من فوج إطفاء درعا- حريقاً واسع النطاق نشب في أراضٍ زراعية جنوب غرب بلدة ذيبين في أقصى الريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء، وأتى على آلاف الدونمات من القمح والشعير، وفقاً لرئيس مجلس البلدة مرجحاً أن يكون الحريق مفتعلاً لكونه بدأ من عدة أماكن واستعر في ظل هبوب الرياح وارتفاع درجات الحرارة قبل التمكن من السيطرة عليه وإخماده».
«أشار رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة إلى تجدد اشتعال النيران في محمية الضمنة الطبيعية شمال شرق مدينة السويداء على طريق سيع بعد أن جرى إخماد حريق تجدد اندلاعه فيها أمس، حيث تعمل فرق الإطفاء في فوج الإطفاء والدفاع المدني وطوارئ الزراعة والحراج بالتعاون مع الجهات المعنية على إخماده بشكل كامل».
«أخمدت وحدة إطفاء صلخد بالتعاون مع طواقم طوارئ مديرية الزراعة والأهالي إضافة إلى حريق المحاصيل الزراعية في بلدة ذيبين حريقين آخرين، أحدهما نشب بأعشاب يابسة في كروم عنب بين بلدة عرمان وتل اللوز طالت نحو عشرين دونماً، والأخر جنوب مشتل العين بمساحة تقدر بعشرة دونمات وفقاً لأحد عناصر وحدة الإطفاء ماهر جمول».
«أخمدت وحدة إطفاء شهبا حسب آمر الزمرة فيها عدة حرائق نشبت بأعشاب جافة، أحدها شرق تل الحرف في أراضي بلدة شقا بلغت مساحته نحو أربعين دونماً، إضافة إلى مساحات متفاوتة على طريق نمرة، وعلى طريق تل المسيح، وفي بلدة لاهثة، اقتصرت على الأعشاب اليابسة».

المسلسل في بدايته والقادم لا يبشر بالخير

برغم أن موسم الحرائق في بدايته ولم يصل لذروته بعد، فإن القادم لا يبشر بالخير، فقد تضافرت متغيرات الأحوال الجوية، مع ممارسات الإجرام الأمريكي والتركي، سواء بالشكل المباشر أو عبر أدواتهما، بالتوازي مع ممارسات (مفتعلي الحرائق، والمفحمين، وكاسري الحراج) المحليين، ومن خلف كل هؤلاء من كبار المستفيدين، في تحالف، معلن أو مستتر، ضد الفلاح والأمن الغذائي والاقتصاد الوطني.
فالنتائج حتى الآن احتراق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والحراج، وضياع عشرات آلاف الأطنان من محاصيل القمح والشعير، بالإضافة لخسارة الكثير من الأشجار المثمرة والحراجية، مع النتائج الكارثية المترتبة على كل ذلك، سواء على مستوى الخسارات التي لحقت بالفلاحين وتعبهم، أو بالخسارات المترتبة على مستوى الأمن الغذائي، أو الخسارات على مستوى الطبيعة والبيئة، وعلى المستوى الوطني عموماً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
967
آخر تعديل على السبت, 30 أيار 2020 12:43