24 ساعة باليوم حكي ووعود

24 ساعة باليوم حكي ووعود

من كل عقلي وبكل اهتمام وجدية تابعت المقابلة مع رئيس الحكومة اللي صارت ع الفضائية السورية الأسبوع الماضي.. 

الحكي كان كتير حلو متل كل أحاديث الرسميين النظرية.. تقدير لوضع المواطن المشحر بعيشتو.. ووعود بتحسين الواقع المعيشي والخدمي والذي منو.. مع شوية دغدغة مشاعر مرتبطة بشوية أمنيات مفتوحة ع المستقبل الضبابي.. وخاصة بالحكي عن الفساد ومحاربتو.. أصل كل البلاء والمشاكل بالبلد..
بس أحلى شي بالحديث كان عن البطاقة الذكية والمواد المدعومة الجديدة عليها.. وكأنَّ المواطن كان مسرور الخاطر منها بتجربة الغاز فيها؟ أو كأن المواطن ناقصو تعتير وشحتفة وهدر كرامة ع بواب المؤسسات فوق تعتيرو وعيشتو النكد.. رغم حاجتو طبعاً..
أما الملفت للنظر بالحديث فكان وقت اللي قال رئيس الحكومة أنو بيتمنى تكون ساعات اليوم أكتر من 24 ساعة مشان الشغل.. يعني بكل صراحة اللي شفنا خلال السنين الماضية أنو الـ24 ساعة شغل كانت مخصصة لمصلحة الحيتان الكبار والفاسدين بالبلد وبس.. ونحنا ما لحقنا من الحب ولا جانب منها.. اللهم باستثناء الحكي والوعود.. بالعكس كنا عم نتحمل مصايب هدول الحيتان وفوقها شو بيطلع مع الحكومة من إبداعات ع حسابنا كمان..
ويمكن ومن باب الشفافية اللي أجت سيرتها يا ريت لو يكون في من أصل هالـ24 ساعة كم ساعة إلنا ولمصلحتنا نحنا المعتَّرين والمفقرين والمهمشين عنجد.. بس المشكلة أنو الوعود والخطب العصماء عم تنحسب علينا من ضمنها ع أنها إنجازات..
لك المواطن مكتوي ومتلوع من الخدمات والأسعار.. والموظف مكتوي براتبو اللي بلا طعمة بالمقارنة مع أهم احتياجاتو.. والفلاح مكتوي من تكاليف إنتاجو وتصريفو.. والصناعي مكتوي من مستلزمات الإنتاج وتكاليفها.. والحرفي والمهني كذلك الأمر.. غير كل المرمطة والروتين والتعقيد اللي عم يعاني منها الكل.. الشريحة الوحيدة اللي مالها علاقة لا بالكوي ولا بالمعاناة ولا بالمرمطة هي شريحة الأغنياء والفاسدين وتُجَّار الحرب والأزمة اللي عايشين العمر عمرين ع حسابنا وفوقها في ألهم كل الدعم والوقت الحكومي..
والمصيبة إذا صار اليوم أكتر من 24 ساعة فهاد يعني أنو هدول الحيتان والفاسدين ح يصيرو أكبر وح تزيد امتيازاتهم ع حسابنا.. فدخيل الله ع الـ24 ساعة حكي لحد هلأ..
أما عبارة «سورية بخير» اللي ختم رئيس الحكومة فيها حديثو فهي لحالها بدها جرايد شرح..
وبالمختصر المفيد سورية مو بخير أبداً.. وما ح يصير فيها خير طالما ضلت قرطة الحيتان والفاسدين متحكمة فيها وبناسها.. وطالما بقيت الحكومة عم تدعم هدول الحيتان بسياساتها وممارساتها.. إلا إذا كان القصد أنو الخير بسورية ما بيتمثل إلَّا بمصالح هي الشريحة وبس؟!..

معلومات إضافية

العدد رقم:
952