الـ «ويب ماركتينغ» فرصة وجرصة
دارين السكري دارين السكري

الـ «ويب ماركتينغ» فرصة وجرصة

بما إنو الرواتب يا دوبا عم تضاين مع هل الشعب لسبعة الشهر بس!! وبما إنو عايشين بغلا مو طبيعي والدخل مو متناسب إطلاقاً مع هالغلا المعيشي! فأكيد هالراتب الواحد اللي عم نقبضوا ما بيسند.. ولهيك ببساطة مضطرين للعمل التاني والتالت كمان، يعني متل ما بيقولوا «بحصة بتسند جرة» على أساس!.

طبعاً هالحكي مو محصور بشخص واحد من العيلة... لا، لأن الحاجة فرضت حالها على أكتر من هيك عدد حتى تقدر هالعيلة تكفي الشهر وهي مغطية شوي من احتياجاتها..
وبما إنو ساعات العمل للدوام الواحد عبارة عن 8 ساعات على الأقل! ففعلياً ما فينا نشتغل غير دوامين.. يعني بحدود 16 ساعة شغل بدخل ما بيوصل لـ 100 ألف ليرة بالشهر.. يعني كأنا صرنا آلات الله وكيلكم..
طبعاً ما ح نحكي عن هالـ 100 ألف شو ممكن تعمل! لأنو ببساطة يادوب نشم ريحتا عبين ما ندفع آجار البيت بس!! وهاد ما جبنا سيرة الأكل والشرب والعلاج و.. إلخ.. وطبعاً الرفاهية أكيد ما ح نمر من قداما، لأنو انخلقت لفئة تانية اللي ما بتشمل إلا نسب قليلة من هل الشعب.. هاد إذا اعتبرت حالها منو أصلاً..
لهيك، أغلب المشحرين لحقوا موضة الـ «فري لانسر (الشغل الحر يا بعدي)».
طبعاً أول الشي بيخطر ببالنا هو الـ (الوقت المفتوح Open time»») اللي فيه منتهى الحرية بالوقت وساعات الشغل، وما ننسى إنو مافيو التزام بمكان معين (وهاد الأهم) يعني: فيك تشتغل فيه أثناء دوامك الأول أو التاني، بعيداً عن العيون والمراقبة، وبالبيت طبعاً، وإنو أنت مدير نفسك وبتتحكم بقراراتك شو اللي بدك تشتغل فيه وبتحدد كيف بتطور شغلك.. ع هوا الدعايات عن هيك أشغال..
ما مننكر أنو هاد الشغل في مجالات واسعة واللي صارت شائعة بين الناس متل: البرمجة- تصميم المواقع- تصميم الصور والفيديوهات- كاتب أو مترجم- والتسويق الإلكتروني..
هلأ يمكن التسويق الإلكتروني الداخلي هو الأكثر انتشار بين الناس خاصةً عنا، بسبب العقوبات المفروضة ع البلد.. يعني ما فينا نشتغل ببعض المواقع اللي بتدفع منيح لأنو ببساطة عايشين جوات البلد والرواتب ما ح توصلنا!! يعني حتى هالبحصة ما سندت هالجرة!! هاد واحد من الأسباب..
والسبب التاني والأهم هو: الرسوم اللي لازم ندفعها للمواقع لحتى نقبض، متل: شراء العضوية اللي بتتراوح بين 180-300 دولار بالسنة، وشهادات الخبرة الداخلية اللي صادرة عن الموقع نفسو سعرا تقريباً 50 دولار وشهادة الخبرة الخارجية بالمجال الواحد اللي حابين نشتغل فيه سعرا تقريباً 85 دولار كمان.. وطبعاً الأسعار بتختلف من موقع لموقع..
يعني: صار في نوع جديد من البيروقراطية المأجورة والاستغلالية اللي هية «البيروقراطية الإلكترونية» كمان.. طبعاً بلا تشابيه مع بيروقراطية الدوائر الحكومية..
وبما إنو ربات المنازل شاطرات «فهلويات» ومتأمن عندون إنترنت إن كان ع الموبايل أو الكمبيوتر.. فحاولوا يستغلوا نعمة الإنترنت السيئ الموجود عندون ويشتعلوا بمجال التسويق الإلكتروني..
مشان هيك أغلب العاملين بالتسويق الإلكتروني هنن من فئة ربات البيوت متل ما حكينا.. طبعاً هالفئة العظيمة ما فينا نهمش دورهن الكبير بإعانة الزوج بمصروف البيت اللي ما بيرحم.. حتى ولو كان عبارة عن نسبة قليلة عم يعطيها صاحب الرزق لهالمرا المحتاجة «استغلال حاجة يعني» كرمال ما تسمح لولادها بمجرد التفكير بترك التعليم والشغل كأجير براتب مو حرزان..
كمان الطالبات الجامعيات اللي ما فيهون يستغنوا عن دوامهم بكلياتهم «لأن الدوام إلزامي ببعض الكليات» صاروا عم يلجؤوا لهالنوعية من الشغل، ليحسنوا يغطوا شوي من مصاريف جامعتهم اللي كمان مابترحم.. وطبعاً هاد فيه «اضطهاد واستغلال مضاعف» لأن الشغل أكثر والأجور أقل..
طبعاً هالنوع من الشغل سلبياتو كتيرة لأن ما فيو معاش ثابت، بتعيش الوحدة على نسبة بتتراوح بين 500 للـ 1200 حسب سعر القطعة الي عم تروجلا.. وحسب ضمير صاحب الرزق طبعاً.. المستتر غالباً..
وغير هيك هو كعمل مالو ثابت أصلاً يعني ببساطة صاحب الرزق ممكن يستغني عن خدماتك بحال مر عليك يومين بدون ما تجيبي زبون!!
عدا ع إنو ما فيها الوحدة تضمن حالا بهيك نوع من الشغل.. يعني ممكن الوحدة تضل عم تسوق وتروّح وقت كبير ورا شاشة الموبايل أو الكمبيوتر هي وعم تجيب زباين وبالنهاية ممكن يتّاكل حقّا وما توصلا نسبتا بأخر الشهر. يعني ممكن تتعب ع الفاضي، كيفكم فيها؟
أما أكبر مساوئ هالعمل فهو موضوع الشحن والتسليم من محافظة لمحافظة.. أو من منطقة لمنطقة بنفس المحافظة.. بما إنو في بالكادر مسؤول عن المسوقين ومسوقين.. وشباب مسؤولين ع التوصيل أو الشحن (المأجور طبعاً).. لأن ممكن الزبون ما يجي عند التسليم أو الشحن وبهالحالة المسوق بيخسر ضعف الربح اللي ممكن يربحو من القطعة الوحدة بشحن القطعة واسترجاعا.. لأنو هالخسارة بتكون ع المسوق مو ع صاحب الرزق أو المسؤول عن المسوقين اللي ما بيحملو هالخسارة... ويا تعتيرك ويا شحارك يا هالمسوقة..
طبعاً ما فينا ننسى أنو هاد الشغل في ألو متاعبو، وخاصة للبنات، لأن التسويق الإلكتروني كمان في مفاصلة ومبازرة، غير الحكي اللي بلا طعمة وقلة الذوق اللي بتتعرضلها المسوقة، وأحياناً بتوصل لقلة الأدب، واللي بينتهي بـ «بلوك» لأن مافي وسيلة تضمن حق هدول العاملات لا من الغلاظات ولا من قلة الأدب والتحرش.. رغم أنو الغالبية بتشتغل بأسماء مستعارة مشان تتفادى هيك متاعب أو تقلل منها..
هالمسوقات ذكروني بجملة لطيفة «دو يو سبيك أنجلش؟؟ يس أي أم بلطش!» لأن حالتهم حالة.. ويامن تراهم عم يلاطشو ملاطشة بهالنوع من الشغل اللي مو ممكن يتسمى إلا أنو هامشي بالنسبة ألهم وباب استغلال وربح ع المستريح ع حسابهم وحساب الزباين لصاحب الشغل.. بس ع قولة المتل من القلة مالو علة..
بالمحصلة، يا ريت هالطرق كلها ودت لروما.. متل ما بيقولوا «سبع صنايع والبخت ضايع»..
الله يفرج علينا وع هالعباد المشحرة كلها..

معلومات إضافية

العدد رقم:
923