شين.. بلدة العجائب المظلومة!
صلاح معنا صلاح معنا

شين.. بلدة العجائب المظلومة!

تتربع بلدة شين في قمة جبل الحلو في الريف الغربي لمدينة حمص، وفي مقابل قلعة الحصن بـ10 كم شرقاً، ويتجاوز عدد سكانها ثلاثون ألف نسمة، ويعرف أهلها بنشاطهم العالي والمنضبط كخلية نحل، ومعروف عنهم الطيبة والوعي والعلم، حيث يعيش أهلها بمحبة وسلام وتعاون، ولم تحدث فيها أية حادثة تمس بالسلم الأهلي طيلة سنوات الحرب، رغم قربها من بعض المناطق الساخنة، مثل: الحولة والرستن وغيرها.

اشتكى عدد من أهالي شين إلى جريدة «قاسيون» من الظلم والتقصير الذي تتعرض له البلدة في مختلف الخدمات، علماً أنها تعتبر مركز ناحية كبير، ويتبع لها أكثر من 15 قرية.

مزيد من الإهمال

يقول الأهالي أنه في عهد رئيس البلدية السابق، تم تخصيص أكثر من ثلاثين مليون ل.س لخدمات البلدة، ولكن لم يجرِ أي تطوير خدمي يذكر على الإطلاق، وبعد الشكوى على رئيس البلدية تم تحويله للتحقيق من قبل الرقابة والتفتيش، وتمت إقالته دون اتخاذ أي إجراء قانوني ضده، وتم تعيين رئيس بلدية جديد، ولكن كسابقه لم يفعل شيئاً يذكر هو الآخر.
ويتساءل الأهالي: أين تذهب المخصصات المالية للبلدة، بالإضافة للضرائب المجباة من مئات المحلات والمنشآت فيها، وهي بالملايين؟ مع الأخذ بعين الاعتبار أن البلدة استقبلت أعداداً كبيرةً من المهجرين إليها بسبب الحرب، وبدلاً من أن تكافأ بالمزيد من الاهتمام بالخدمات العامة نتيجة الزيادة السكانية والضغط على هذه الخدمات، جرى إهمالها!.

في المجال الصحي

كما اشتكى الأهالي من إلغاء مديرية الصحة في حمص للعيادات الشاملة التي تخدم أكثر من مئة ألف نسمة في تلك المنطقة، وكذلك نقلت سيارة الإسعاف إلى حمص رغم الحاجة الماسة لها بالحالات الإسعافية في المنطقة، خاصة في ظل ارتفاع أجور السيارات الفاحش نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، وكذلك تم نقل حوالي نصف موظفي المركز الصحي إلى حمص، في قرار غريب، حيث يتساءل هؤلاء المنقولين: إذا كان الراتب لا يكفي أسبوعاً، فكيف سنعيش ونصرف نصف الراتب أجور نقل فقط؟.

الخبز والمحروقات

شكوى إضافية من قبل الأهالي كانت حول نوعية الخبز الرديء الذي ينتجه مخبز شين التابع للدولة، والذي وضع بالاستثمار لصالح أحد المستثمرين، وكذلك فرن شين الخاص، حيث يقول الأهالي: نتحدى أن يتجاوز وزن ربطة الخبر أكثر من 900غ، حيث يقول المستثمر صراحة لا نستطيع تعويض خسارتنا، كونه يوزع الخبز مجاناً لمسؤولي البلدة، وذلك بحسب الأهالي، وفي النهاية من يدفع الثمن المواطن العادي من جيبه.
وأما عن البطاقة الذكية والمحروقات فحدث ولا حرج، فقد تم تجميع معظم رخص الغاز في مركز واحد بحجة تلاعب الموزعين بالكميات، فكيف يتم ذلك بعد تأمين البطاقة الذكية؟ فهذا التجميع هو عقوبة لأهالي البلدة، وخاصة على مستوى بعد المسافة، وما يرافقها من زيادة كلفة النقل وأجور السيارات، ولماذا لا تفرض عقوبة مالية، أو حتى السجن بحق من يتلاعب بهذه المواد مثلاً، بدلاً من هذه الحلول التي يدفع الأهالي ضريبتها؟.

الحواجز الأمنية

إضافة لكل ما سبق يتساءل أهالي شين: كيف تتم زيادة أعداد الحواجز الأمنية بعد إجراء مصالحات في هذه المنطقة وعودة الأمان للمناطق المجاورة، مثل: الحولة والرستن وتلكلخ، بدلاً من تخفيض عددها والتخفيف عن الأهالي على هذا المستوى؟.
أخيراً، يقول الأهالي عن بلدتهم: إنها بلدة العجائب، فبلدتهم نموذجية على مستوى الأمن والسلام رغم تحملها وبال المعارك التي دارت في محيطها القريب خلال سنوات الحرب، وكانت ملاذاً للكثير من اللاجئين إليها، بالمقابل مُورس عليها الظلم على مستوى الخدمات والمزيد من الإهمال الذي انعكس سلباً عليهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
921
آخر تعديل على الإثنين, 08 تموز/يوليو 2019 14:28