المدينة العمالية في عدرا مزيد من التردي
تزايدت معاناة سكان المدينة العمالية في عدرا خلال الأشهر القليلة الماضية، وخاصة بالنسبة للمياه والكهرباء، حيث زادت ساعات القطع بعد أن كانت هاتان الخدمتان حالة استثنائية ناحية الانتظام، وقلة ساعات القطع.
سكان المدينة يقولون: إن خدمات المياه والكهرباء كانت من أهم العوامل المشجعة للعودة للسكن فيها، حيث كانت الكهرباء والمياه متوفرة بشكل جيد نسبياً بالمقارنة مع مناطق أخرى، فبرغم بعد المسافة عن مدينة دمشق إلا أن المياه والكهرباء تعتبر من الأساسيات الحياتية، لذلك كانت تعتبر سبباً لاستقطاب السكن في المدينة.
هل نشاط المدينة الصناعية على حساب العمالية؟
لا يعرف سكان المدينة ما هو السبب الحقيقي خلف تردي خدمات المياه والكهرباء في مدينتهم لهذه الدرجة مؤخراً، فعدد السكان لم يتزايد لدرجة تبرر هذا التردي بذريعة زيادة معدلات الاستهلاك، لا من ناحية ساعات الوصل والقطع التي تزايدت، ولا ناحية الأعطال التي تزايدت هي الأخرى كذرائع مساقة رسمياً في بعض الأحيان.
وبحسب بعض الأهالي، إن إعادة النشاط إلى المدينة الصناعية، القريبة من المدينة العمالية، كان هو السبب الرئيس في تردي سوء خدمة المياه والكهرباء فيها، حيث يشك هؤلاء بأن مخصصات المدينة العمالية كحصة من المياه والكهرباء يذهب بعضها إلى المدينة الصناعية على حسابهم، وهؤلاء يخشون من أنّ إعادة النشاط الكامل للمدينة الصناعية سيكون بالمحصلة على حساب احتياجاتهم، ما يعني المزيد من استنزافها.
في المقابل، إن هؤلاء يقولون بأنهم مع ضرورة استعادة المدينة الصناعية لكامل نشاطها الصناعي وزيادته، خاصة وأن بعض العاملين في منشآتها الصناعية هم من سكان المدينة، لكن ذلك لا يعني أن يدفعوا هم ضريبة استعادة هذا النشاط، على حساب خدماتهم الحياتية، رغم أهميته.
مشاكل متفاقمة أخرى
كذلك تفاقمت مشكلة الغاز هي الأخرى مؤخراً، علماً أن المدينة لم تعانِ سابقاً من هذه المشكلة بالشكل الذي عانته مدن أخرى، لا من حيث توفرها ولا من حيث سعرها، وذلك ربما بسبب قلة أعداد المقيمين فيها، حيث دخلت مادة الغاز على خط السوق السوداء في المدينة مؤخراً، علماً أنها لم تكن موجودة إلا على مادة المازوت، وهؤلاء يقولون: «سقالله قبل البطاقة الذكية.. كنا مرتاحين من مشكلة الغاز.. هلأ صارت المشكلة عنا!».
الشوارع معتمة وغير مضاءة ليلاً، برغم وصول الطاقة الكهربائية لأعمدة الكهرباء، لكنها ربما بحاجة إلى بعض عمليات الصيانة فقط لا غير، حيث يعتبر السير ليلاً في المدينة مخيفاً، خاصة بوجود الكلاب الشاردة.
مشكلة القمامة المتراكمة وترحيلها هي الأخرى مشكلة قائمة وتزايدت مؤخراً، برغم المساعي عبر الحملات الأهلية من أجل معالجتها لكنها غير كافية، باعتبار أن هذه المهمة تعتبر من مهام البلدية وليست من مهام طلاب المدارس والأهالي، ومعالجتها بشكل نهائي هي من مسؤوليتها أولاً وآخراً.
مشكلة أخرى تزايدت المعاناة معها مؤخراً أيضاً، وهي مشكلة المواصلات، حيث لا تختلف معاناة الأهالي مع سائقي السرافيس العاملين على خط المدينة عن غيرهم من سكان المناطق الأخرى، لا على مستوى تدني عدد هذه السرافيس، ولا على مستوى زيادة الأسعار على التعرفة المحددة استغلالاً، ولا على مستوى ساعات توقف خط النقل خلال ساعات ما بعد الظهر والمساء.
قبل أن تقع «الفاس بالراس»
بحسب الأهالي، فإنه من المتوقع أن يتزايد تعداد سكان المدينة خلال فصل الصيف بعد انتهاء الامتحانات المدرسية، حيث ينتظر الكثير من أهالي المدينة القاطنين خارجها انتهاء هذه الامتحانات من أجل الانتقال إليها والاستقرار فيها مجدداً، وقد كانت خدمات الكهرباء والمياه التي كانت تعتبر جيدة، من أهم عوامل التشجيع لهذه الخطوة كما أسلفنا، لكن في ظل هذا التردي الحاصل مؤخراً، ربما يعيد البعض من هؤلاء النظر بقرارهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن زيادة التعداد السكاني في المدينة يعني المزيد من الضغط على واقع الخدمات العامة فيها.
فإذا كان واقع الخدمات بدأ بالتردي بالعدد المقيم في المدينة الآن، فكيف سيكون عليه الحال عند قدوم أعداد جديدة للاستقرار في المدينة من أهلها، وهو حقهم، كما حق الجميع بالحصول على الخدمات الجيدة؟
سؤال برسم البلدية والمحافظة من أجل اتخاذ التدابير اللازمة على مستوى تحسين الخدمات العامة في المدينة العمالية في عدار، قبل أن «تقع الفاس بالراس» وتتزايد وتتفاقم المشاكل والأزمات فيها خلال الفترة القريبة القادمة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 913