الطرق والجسور في الحسكة ومظلومية بعض العاملين

الطرق والجسور في الحسكة ومظلومية بعض العاملين

فوجئ بعض العاملين المتعاقدين مع فرع المنطقة الشرقية- مركز الحسكة، والمداومين بمدينة الحسكة والقامشلي، بصدور الكتاب رقم 165 تاريخ 29/1/2019، من قبل مدير فرع المنطقة الشرقية والموجه إلى مركز الحسكة، والذي يتضمن توزيع هؤلاء للعمل في مقر فرع دير الزور وفقاً لنظام الورديات، وذلك اعتباراً من تاريخ 6/2/2019، على أن يتم تسييرهم للفرع المذكور وإعلامه تاريخ الانفكاك.

لم تقف مفاجأة البعض من هؤلاء عند حد صدور الكتاب أعلاه فقط، بل استكملت المفاجأة باعتبار بعضهم منقطع عن العمل وغيابه غير مبرر لمدة ثمانية أيام من تاريخ 17/2 ولغاية 24/2/219، وذلك بموجب الأمر الإداري رقم 52/26/4 تاريخ 26/2/2019 الصادر عن مدير فرع المنطقة الشرقية، مع ما يمكن أن تصل إليه حالهم مستقبلاً باعتبارهم بحكم المستقيل ربما.
المشكلة بالنسبة لهؤلاء لها جانبان، الأول: طابعه اجتماعي إنساني، والثاني: طابعه قانوني حقوقي.
جانب إنساني اجتماعي
فهؤلاء العاملون المتعاقدون مقيمون مع أفراد أسرهم في محافظة الحسكة، أطفالهم في مدارس المحافظة، وبيوتهم فيها، وعلاقاتهم الاجتماعية مستقرة هناك، والتوجيه بتوزيعهم للعمل بنظام الورديات لدى فرع دير الزور يعني أحد احتمالين:
الأول: انتقالهم مع أفراد أسرهم بشكل نهائي إلى مدينة الزور، الأمر الذي يعتبر شبه مستحيل بالنسبة إليهم ولأفراد أسرهم، ليس بسبب المدارس والاستقرار والعلاقات الاجتماعية فقط، بل لعل الأهم هو صعوبة الإقامة في مدينة دير الزور نفسها بسبب قلة البيوت الصالحة للسكن وارتفاع بدلات إيجارها إن وجدت، وهو عبء مالي كبير لا يمكن تحمله من قبل هؤلاء، خاصة في ظل واقع الأجور المتدني والوضع المعيشي المتردي أصلاً.
الثاني: أن يضطروا للالتزام بالدوام منفردين دون أفراد أسرهم وفقاً لنظام الورديات، ما يعني اضرارهم للتنقل والانتقال بين محافظتهم الحسكة ومدينة دير الزور، ما يعني تكبدهم عبء مصاريف الانتقال شهرياً، وهي مرتفعة جداً، ناهيك عن صعوبات الانتقال على الطرق فيما بين المحافظتين، ومخاطرها على حياتهم أيضاً، حيث لم يتم تأمين كافة الطرقات في هذه المنطقة حتى الآن.
جانب حقوقي قانوني
على مستوى الجانب الحقوقي والقانوني، فلعل التغييرات التي طرأت على المستوى الإداري بالشركة من خلال تغيير تسمية بعض الفروع ودمج بعضها وإحداث بعضها الآخر أصبح له دلالاته ومفاعيله القانونية، لكن من المستغرب تحميل العاملين بعض نتائج هذه التغييرات على مستوى أماكن عملهم بعيداً عن محافظتهم. فهؤلاء العاملون يعتبرون متعاقدين مع مركز الحسكة بمكان إقامتهم بالأصل، وبالتالي فإن اعتراضهم على مضمون الكتاب الذي فرض عليهم الدوام بنظام الورديات في فرع دير الزور له جانبه من المشروعية على هذا الأساس.
مشكلة جبهات العمل
بمطلق الأحوال: إن هؤلاء العاملين، كما غيرهم من العاملين في محافظة الحسكة، لديهم كل القناعة بضرورة الاستفادة من عملهم وخبراتهم في مواقع العمل وجبهاته، وهم على أتم الاستعداد للقيام بمهامهم على هذا الأساس، وربما من سوء طالعهم في ظل الواقع الراهن عدم توفر جبهات عمل كافية للشركة العامة للطرق والجسور في محافظة الحسكة كي يقوموا بواجباتهم، ويتقاضوا أجورهم وتعويضاتهم، رغم قلتها، بما يتناسب مع جهودهم.
لكن بالمقابل، فإن عدم وجود جبهات عمل في محافظة الحسكة حالياً لا يعني الضغط عليهم إدارياً واجتماعياً وإنسانياً، وصولاً لاعتبارهم منقطعين عن العمل وغيابهم غير مشروع، ما يعني حكماً بالنتيجة اعتبارهم بحكم المستقيل، في ظل واقع اقتصادي معيشي سيِّئ وضاغط أصلاً، بالرغم من أن مشكلة جبهات العمل تعتبر مشكلة عامة وليست مقتصرة على الطرق والجسور منفردة.
هؤلاء ينتظرون مؤازرة من تنظيمهم النقابي وومثليهم في النقابات للوقوف إلى جانبهم في مطلبهم المشروع باستمرارهم في عملهم في محافظتهم.
وكل ما يرجوه هؤلاء العاملون هو عدم الضغط عليهم حالياً، ومراعاة ظروفهم الاجتماعية والإنسانية، كون لا جبهات عمل في محافظتهم، عسى ولعل تجد الطرق والجسور جبهات العمل الكافية في محافظة الحسكة لاستثمار إمكاناتهم وخبراتهم بالمستقبل القريب، وهي لا شك قادمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
903