مواصلات العاصمة مشكلة على حساب المواطن
ما زالت مشكلة هروب السائقين العاملين على سرافيس نقل المواطنين من الخطوط المرسومة لوسائط المواصلات أو اختصارها قائمة، وخاصة خطوط المواصلات التي تعتبر طويلة، مثل: الدوار الشمالي، مهاجرين صناعة، بل وحتى القصيرة منها مثل: المزة 86 وغيرها.
المشكلة زادت واستفحلت مؤخراً أكثر بما لا يقاس مع كل الفترات السابقة، بذريعة البطاقة الذكية والازدحام على الكازيات، ناهيك عن المبررات الأخرى المرتبطة بالتعاقد على نقل الطلاب خلال الموسم المدرسي، أو لنقل العاملين.
جملة مشاكل برقبة المواطن وعلى حسابه
واقع الحال، يقول: إن مشكلة المواصلات داخل العاصمة ما زالت مستمرة منذ فترة طويلة، يدفع ضريبتها المواطنون بشكل يومي على عدة مستويات، اعتباراً من الازدحام والتدافش، وخاصة في مراكز الانطلاق الرئيسية، وخلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، مروراً بانعدام وقوف وسائط المواصلات على بعض الخطوط خلال هذه الفترات نظراً لامتلائها عند الانطلاق، ما يفرض على المواطنين السير طويلاً لأقرب نقطة انطلاق أو مكانٍ محتملٍ لتغيير للركاب على هذه الخطوط، وصولاً لامتناع بعض وسائط المواصلات عن استكمال خط سيرهم لنهاية الخط المرسوم بذرائع كثيرة وعديدة مفبركة، وليس آخراً، عدم وجود من يلجأ إليه هؤلاء عند تعرضهم لكل هذا الغبن والاستغلال، ناهيك عمن يكون مسؤولاً عن حل مشاكل الانتظار واستهلاك عامل الزمن الذي يدفع ضريبته هؤلاء يومياً، بالإضافة إلى التعب والجهد والإرهاق، ولنأتي أخيراً إلى مشكلة الاستغلال بالأجور، التي تتزايد مع ساعات المساء والليل، مع عدم تغييب مشكلة «الفراطة» القديمة الجديدة أيضاً.
والنتيجة، أنّ على المواطن تحمل جملة المشاكل المعقدة والمتشابكة وحيداً وعلى حسابه، فبرغم كثرة الشكاوى المقدمة حيال جملة هذه المشاكل، وبرغم وجود ما يسمى مشرفي خطوط، وبرغم وجود شرطة المرور، وبرغم وبرغم..، إلّا أنّ هذه المشاكل على حالها من الاستمرار ودون حلول، ناهيك عما تفرضه بعض القرارات من مشاكل إضافية على هذه المشاكل، ولعل مشكلة خط ضاحية قدسيا الأخيرة وتداعياتها مثال فاقع على ذلك، حيث دفع المواطن ضريبتها دوناً عن سواه، ولا أحد يعلم ما قد تسفر عنه الأيام القادمة، حيث لم تحل المشكلة بشكل نهائي، بل تم تأجيل معالجتها ليس إلّا!
شركة النقل الداخلي
عند الحديث عن ضرورة تدخل شركة النقل الداخلي بشكل أكبر من ذلك عبر زيادة أعداد باصاتها العاملة على الخطوط الداخلية، وخاصة الطويلة، وزيادة عدد سفراتها اليومية، نتلقى المزيد من الوعود على هذا المستوى، من خلال الحديث عن كمّ الباصات التي جرى التعاقد عليها، وعن عدد الباصات التي تم الزج بها بالخدمة، لكن على أرض الواقع لم يلمس المواطن أية متغيرات على هذا المستوى حتى الآن، مع استمرار مشكلته ومأساته.
ولعل نظرةً خاطفة للازدحام اليومي تحت جسر الرئيس تُعطي بعض الصورة عن حقيقة ما يعانيه المواطنون يومياً، على مرأى ومسمع الجميع، حيث يتجمع المئات من الطلاب والموظفين، والنساء والرجال والأطفال، صيفاً بالحر، وشتاء بالبرد، وصبحاً ومساءً، وبكل الأوقات.
فهل من مبالٍ، أم أنّ اللامبالاة ستبقى هي السائدة؟.