للاتصالات: قدروا ذكائنا وقدموا واجباتكم!
لم تتحسن جودة خدمة الإنترنت، برغم كل التأكيدات التي قيلت عن تحسينها، وعن أن المواطنين سيشعرون بهذا التحسن، إلّا أن أياً من ذلك لم يتم، بل تراجعت هذه الخدمة أكثر مما كانت عليه سابقاً.
وكما هي العادة التي درج عليها المسؤولون، مرة جديدة تطالعنا شركة الاتصالات بأن المواطن هو المسؤول الأول والأخير عن كل ما يمكن تصوره من خلل.
المشترك سبب
لقد ورد عبر إحدى الصحف الرسمية عن المدير الفني في الشركة بأن «هناك بعض الأعمال يقوم بها المشتركون تؤدي إلى سوء الخدمة منها القيام بتمديدات الشبكة الداخلية الهاتفية ضمن المنزل في مسار التمديدات الكهربائية ذاتها، وكذلك استخدم كبلات هاتفية غير مخصصة لنقل الإنترنت، منوهاً بأن عدداً كبيراً من المشتركين يقع في هذا الخطأ».
وقد أضاف: «إن الفني المختص بمتابعة الأعطال الهاتفية مسؤول عن التمديدات خارج المنزل وليس داخله، متوجهاً بنصيحته إلى المشتركين بأن تكون الخطوط الهاتفية أثناء التمديد بعيدة بمقدار 30سم كحد أدنى عن خطوط الكهرباء كي لا يحصل نوع من التشويش على الإشارة».
المشتركون يقولون إن الخلل بالخدمة لم يكن موجوداً بهذا القدر سابقاً، على الرغم من أن عمليات التوصيل والتمديدات الداخلية التي يتم الحديث عنها والتذرع بها لم تتغير عند هؤلاء، وبحسب البعض منهم فإن قمة الخلل الذي من الممكن أن يكون المتسبب به المشترك نفسه أن تنخفض الإشارة نتيجة التشويش عليها بحسب التعليل أعلاه، وهذه الحالة تكون مستمرة وليست متقطعة. فماذا عن حال القطع النهائي للخدمة وانخفاض السرعات المتفق عليها والمدفوع بمقابلها؟
ذرائع مستهلكة
النتيجة برأيهم: أن التبريرات أعلاه، مع غيرها مما تم التصريح به سابقاً، لا تعدو كونها ذرائع تُساق بين الحين والآخر، اعتباراً من قضية القرش والكبل البحري وحتى الآن.
ربما يمكننا القول: إن سوء الخدمة ليس جديداً، كما أن التبريرات أصبحت مستهلكة، ويبقى السؤال: متى سيصبح المواطن محترماً بنظر مقدمي الخدمات، سواء على مستوى الخدمة المقدمة، أم على مستوى تقدير ذكائه، بحيث يتم الحفاظ على حقوقه بقدر ما يتابع بواجباته؟