المستحيل ليس سورياً..
فهد عربي فهد عربي

المستحيل ليس سورياً..

عقد اتحاد الكرة مؤتمراً صحفياً حمل شعار «المستحيل ليس سورياً» قبل يوم واحد من موعد سفر منتخبنا الوطني الى دولة الإمارات، حيث يقيم هناك آخر معسكراته التحضيرية استعداداً لمباراته الافتتاحية أمام المنتخب الفلسطيني يوم الأحد القادم.

 

المؤتمر لم يأتِ بجديدٍ يذكر، فمهاجمنا السومة يقول: كل شيء معروف والأولوية بالنسبة لنا تحقيق إنجاز للكرة السورية، وحارسنا العالمة: يؤكد على بذل كل ما لديهم من جهود في سبيل تحقيق فرح مشجعي نسورنا، بدوره مدير المنتخب ظهر واثقاً من إعلانه لشعار المؤتمر، مرجعاً ذلك للثقة بلاعبينا و قدراتهم..
الأسئلة مكررة من قبل مراسلي الوسائل الإعلامية، فكل شيء واضح كما يقول السومة، أمّا غير الواضح فهي الطريقة الذكية التي كان يرد بها المدرب الألماني لمنتخبنا برند شتانغه، فأثناء تكرار السؤال كانت تخيمّ أجواء السكون والملل على قاعة المؤتمر، قبل أن يحركها بحيوية ردوده الواقعية، فيجيب بسخرية حيناً، وبطريقة مثيرة للاهتمام حيناً آخر وبشكل هجومي لغيرها، فأظهر بردوده تلك خبرة كروية مقنعة، حافظت على هيبة اسم المدرب الألماني في الكرة، دون أن ينزلق فيتورط بوعد تحقيق شعار المؤتمر، ليخرج كل من في المؤتمر مطمئنين نسبياً خلافاً لحالة القلق على شكل الفريق، والتي سادت على الرأي العام الرياضي السوري.
شتانغه: «ما زلتم على قيد الحياة»
يفتخر المدرب الألماني بمضاعفته لكل مركز ضمن صفوف الفريق بلاعبين جاهزين للزج بأيٍ منهما دون أن يتأثّر الفريق، ويفتخر أيضاً بأنّه ضمّ إلى جسد الفريق 6 لاعبين من الدوري المحلي، ويقول عن ذلك: «مازلتم على قيد الحياة»، وحينما ذكّر أحد الصحفيين بلاعب يبرز بقوة في الدوري المحلي، ومع المنتخب الأولمبي، والذي يعتبر مطلباً لفئات واسعة من جمهور الدوري المحلي، ردّ ممازحاً بتساؤل: «هل أنت من اللاذقية؟» قبل ان يذكّره باللاعبين الأكثر خبرة وجاهزية فنية في المركز الذي يشغله.
- شتانغه: «لست أحمق لأغيّر.. وفي جيبي ورقة لم أستخدمها»
مثّل: تباين مستوى الفريق عامل الحيرة الأكبر لمحبي النسور في اللقاءات الودية، وفي معرض ردود مدرب فريقنا عن الأسئلة المتعلقة بالشأن الفني قال: «من لا يهاجم لا يربح، ولكنني لست أحمق لأغير عقلية اللاعب السوري في ظروف أشهر، الاتحاد لم يلبِّ كل طلباتي، ولكنه بذل جهوداً في سبيلها، وفي ظروف الحرب فإنكم تحتاجون إلى بناء مستشفى أكثر من تطوير الملاعب، الأولوية لنا لقاء فلسطين ولا تسألوا عن غيره، واثق ببذل فريقي لقصارى جهده في سبيل تحقيق طموحاتكم، ومازال في جيبي ورقة لم استخدمها بعد، وهي الروح العالية للاعبين، مستشهداً في التأكيد على ورقته الرابحة بالقول «أستطيع الآن إيقاظ إبراهيم عالمة الساعة الثانية فجراً كي أسأله عن كيفية التعامل مع الركلة الركنية».
التفاؤل حاضر في الشارع الرياضي
يعيش الشارع الرياضي في هذه الأثناء حالة تفاؤل بوصول نسورنا إلى أدوار متقدمة، وذلك رغم عدم وضوح الصورة بشكل كامل، وبالرغم من وجود فرق محضرّة بطرق أكثر احترافية من منتخبنا، ومرد تلك الحالة يعود إلى المقارنة بحال المنتخب الوطني قبل التصفيات المونديالية، وبعدها؛ والتي زال بتأثيرها عامل الرهبة من لاعبينا لدى مواجهتهم للفرق الأخرى المتزعمة للقارة كروياً، كما تضاعف عامل الخبرة التي يمتلكونها، عدا عن تأثير عقلية المدرب الجديد على أداء الفريق، والذي بدأ يكسب رضا فئات ليست بالقليلة من الجمهور، التي اقتنعت بعناوين خطة عمله الثلاثية «البديل والانضباط والاستقلالية» والتي تحدثنا عنها في مقال سابق.
المستحيل ليس سورياً؟
سؤال فضفاض يحمل العديد من الإجابات عن أسئلة كثيرة حول المنتخب، فاللاعب السوري معروف بعناده للظروف ودفاعه الشرس عن اسم القميص، وينظر الشارع الرياضي للمشاركة بعينٍ من التفاؤل، إيماناً بلاعبينا وقدراتهم، أمّا القائمون على منتخبنا يستمرون بدعوتهم لنا إلى الاقتداء بشعاراتهم والإيمان بأفكارهم، في حين لو نظرنا إلى الأمور المستجدة على صعيد التغييرات الجديدة بالفريق شكلاً من حيث تغيير أسلوب اللعب، ومضموناً بانعكاسها على إمكانات لاعبينا وطاقاتهم، والتأثير الخاص لعقلية المدرب الجديد عليهم، فحكماً سنصل لنتيجة جديدة..
هل تصل بنا النتيجة تلك إلى تحقيق الإنجاز؟ من عدمه؟ التجربة هي من ستبيّن ذلك، فقد تتحقق بسبب تراكم عدة عوامل مجتمعة مع بعضها، وقد يكون العكس صحيحاً لا سمح الله لأقل الأسباب...
أمنياتنا كبيرة بتحليق نسورنا في سماء الإمارات وعودتهم بلقب البطولة إلى مطار دمشق.