موسم السيول.. قبل أن «تقع الفاس بالراس»
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

موسم السيول.. قبل أن «تقع الفاس بالراس»

بدأ موسم المطر لهذا العام، ومع بدئه ارتسمت من جديد معالم معاناة الأهالي المتوقعة في بعض المناطق، وخاصة المرتفعات السكنية في دمشق، التي أتت السيول عليها وبالاً في موسم الأمطار خلال العام الماضي.

 

من المرتفعات السكنية في أحياء وحارات ركن الدين، امتداداً إلى مرتفعات منطقة الصالحية والشيخ ابراهيم، ومرتفعات أحياء منطقة المهاجرين، وصولاً إلى المرتفعات السكنية في منطقة عش الورور، وليس انتهاءً بمرتفعات منطقة المزة 86، جميع البيوت في هذه المرتفعات معرضة لمخاطر السيول المتوقعة خلال موسم الأمطار لهذا العام، خاصة مع ما تم تسجيله بأول قطرات للغيث من سيول، على الرغم من الهامش الزمني الضيق الذي هطلت خلاله الأمطار يوم الجمعة نهاية الأسبوع الماضي.
«الله يبعت الخير» برغم الخوف!
الأهالي في هذه المناطق، وعلى الرغم من العبارة الدارجة «الله يبعت الخير» متخوفون من مغبات موسم الأمطار القادم، وما قد يحمله من أضرارٍ في حال تشكل السيول الجارفة كما جرى العام الماضي، حيث تكبد هؤلاء الكثير من الأضرار، سواء على مستوى ما تعرضت له بيوتهم من غرق بالمياه محولة أثاثهم وفراشهم لحالٍ يرثى لها، أو على مستوى تضرر البيوت نفسها، باعتبار غالبيتها غير مستوفية للشروط الهندسية الفنية، ناهيك عن وقوع بعضها على ما يسمى بخط الانهدام في هذه المرتفعات، أو تحته مباشرة، ما يؤهلها لتكون عرضة للتجريف لدرجة التهدم والانهيار بحال زيادة معدلات الأمطار، وتزايد حدة السيول وسرعتها، مع عدم إغفال ما تم تسجيله من إصابات بين الأهالي، وخاصة الأطفال، جراء السيول الجارفة كذلك الأمر، ناهيك عن جرف السيارات والمحلات وغيرها.
الخشية والخوف لم تقف عند حدود قاطني هذه المرتفعات فقط، بل شملت القاطنين في سفوحها أيضاً، باعتبار أن عمليات الجرف والتجريف بفعل السيول خلال العام الماضي أتت على بيوتهم بالمحصلة، حاملة معها المزيد من الأضرار على هذه البيوت، وربما كانت بدرجات أعلى من حيث النتيجة، سواء على الفرش والأثاث، أو على بنية هذه البيوت نفسها، لتشابهها في البنية الهندسية والفنية الهشة مع غيرها.
أين دور المحافظة والبلديات؟
مع عدم تسجيل أية إجراءات رسمية كفيلة بمنع أو بالحد من الأضرار الجسيمة المتوقعة في حال عاودت السيول فعلها الجارف في هذه المناطق، حيث اقتصر الدور على ترحيل بعض المخلفات فقط في العام الماضي، يتساءل قاطنوها عما يمكن أن تقوم به المحافظة والبلديات المسؤولة عن هذه المناطق على مستوى درء المخاطر المتوقعة قبل وقوعها هذا العام؟ عسى يتم الحدّ من الأضرار المحتومة قدر الإمكان، اعتباراً من إجراء عمليات الصيانة للريكارات وشبكات الصرف في هذه المناطق، مروراً بوضع وإنشاء بعض كواسر السيول لحرفها عن بعض المسارات التي قد تشكل خطراً على البيوت، وخاصة تلك القادمة من المرتفعات الجبلية، وليس انتهاءً بإمكانية تأمين وتمكين وتدعيم بعض البيوت الأكثر عرضة للتهدم والتجريف في هذه المرتفعات والسفوح جرّاء الأمطار الغزيرة والسيول.
فهل ستقوم المحافظة والبلديات ببعض من هذه المهام والإجراءات بالسرعة الكافية قبل أن «تقع الفاس بالراس»، أم أن القاطنين في هذه المناطق سيعيشون على أعصابهم خلال موسم الشتاء الذي قرع الأبواب؟