شكوى من «أم صالح»
وردت إلى قاسيون شكوى «أم صالح» التي تحدثت لنا بحرقةِ أغلب الأمهات، فبعد تحرير أغلب المناطق الواقعة في ريف حلب الشرقي عاد لنا الأمل في العودة إلى الحياة بشكل طبيعي، وجاهدنا لعودة أبنائنا إلى المدارس ورأب الصدع الذي أحدثته السنوات الماضية.
فابنها صالح حاله كحال العديد من طلاب الشهادات في الريف، مضطر إلى مكابدة معاناة النقل كل يوم من وإلى حلب، لأن أغلب مراكز الامتحان تقع فيها، لكن المعضلة أن الطرق المؤدية إليها مازالت غير موضوعة للنقل المدني لاعتبارات أمنية، مما يضطرهم لاستخدام طرق أخرى هي أكثر صعوبة من حيث المسافة والتكلفة المادية، ناهيك عن المكابدة المعنوية، فأي تأخير قد يحرم الطالب من الدخول للامتحان، الأمر الذي سيضيع مستقبله.
أم صالح بكلماتها البسيطة والمتواضعة عبرت لـ قاسيون عمّا أرّقها لأسبوع كامل وحرمها النوم عن الطريقة التي ستحل بها هذه المعضلة، خاصة وأنه ليس لها معارف في المدينة تتكل عليهم لأسبوع أو اثنين، ريثما ينتهي الامتحان، والوضع الاقتصادي المزري يمنعهم من استئجار غرفة صغيرة تشبه القبر، لارتفاع الأسعار بطريقة جنونية وكأن الامتحانات صارت موسماً للابتزاز.
لنضع نداء هذه الأم ومثيلاتها برسم المعنين والمسؤولين عن مستقبل هؤلاء الطلاب، ومن جهة أخرى لتلافي هذه الثغرة مستقبلاً في تخصيص نقاط امتحانية لكل تجمع مما يخفف عليهم أعباءهم.