عفرين.. استمرار الفوضى والمعاناة!
ما يزال المجتمع الدولي صامتاً على استمرار المأساة الإنسانية و»الفوضى الخلاقة» في منطقة عفرين، بعد أن كانت تمثل حالة من الهدوء والاستقرار النسبي في شمال غرب حلب.
فقد كانت منطقة عفرين مركز جذب واستقطاب لآلاف النازحين من مناطق الصراع المسلح في الريف الشمالي من حلب، وبسبب تطورات الأوضاع الاقتصادية فيها في ظل الحرب الدائرة في سورية.
نزوح ومخيمات
لقد تعرضت المنطقة لدمار البنية التحتية وقتل المدنيين والأبرياء، بسبب القصف الوحشي التركي جواً وبراً، بذريعة حماية الأمن القومي التركي، على إثر ما سميت بعملية (غصن الزيتون) من جانب العدوان التركي وحلفائه من المسلحين.
وقد سبب هذا العدوان نزوحاً إجبارياً كبيراً للسكان المدنيين، من منطقة عفرين وقراها وبلداتها، نحو بلدات نُبّل والزهراء وتل رفعت ومناطق الشهباء.
وبسبب عدم استيعاب تللك البلدات للأعداد الكبيرة من هؤلاء السكان المشردين، تم إحداث مخيمات لهم، لا تلبي أدنى مقومات الحياة الإنسانية.
المعاناة من نقص المواد والمستلزمات الطبية والكوادر الطبية، سواء في داخل عفرين حالياً أو في المناطق التي نزح إليها الأهالي، بنتيجة الاحتلال التركي، تزداد وتتفاقم مما أدى إلى زيادة أعداد حالات الوفيات بين الأهالي والنازحين على السواء.
نهب ومنع عودة
ما زالت عمليات نهب ممتلكات الأهالي وسرقتها من قبل العناصر المسلحة الموالية لجيش العدوان التركي مستمرة حتى الآن.
كما ما زالت إمكانية العودة غير متوفرة في معظم القرى التابعة لمدينة عفرين بسبب وجود الألغام فيها، كما أنه غير مسموح للأهالي في القرى بالذهاب إلى حقولهم لهذا السبب وبهذه الذريعة. وهناك بعض القرى، قتل العديد من أهلها أثناء ذهابهم إلى حقولهم.
العودة سيراً مع فرض الإتاوات
كما يجري فرض مبالغ مالية على الأهالي الراغبين بالعودة سواء إلى عفرين أو إلى حلب من قبل المسلحين الموالين لجيش العدوان التركي، أو الراغبين بالعودة إلى حلب.
وقد سجل أنه استطاع بعض الأهالي العودة إلى عفرين سيراً على الأقدام، خلال الأيام القلية الماضية وخلال الأسبوع الفائت، حيث تشير الأنباء أنه من غير المسموح للأهالي بالعودة بالسيارات.
سيطرة على منازل الأهالي
وتجدر الإشارة إلى أنه في مناطق الشهباء والتي تسيطر عليها (الإدارة الذاتية، وحواجز النظام في بعض الأحيان) لا يسمح للأهالي بالعودة، مما فسح المجال بشكل أكبر وأوسع أمام المسلحين وعائلاتهم، القادمين من الغوطة الشرقية والغربية، للسيطرة على منازل هؤلاء الأهالي.
وبحسب روايات شهود العيان: أنه في الأسابيع الثلاثة الماضية جرت عملية كبيرة لنقل المسلحين وعائلاتهم إلى عفرين.
خطف وتعذيب
ومن أوجه المعاناة الأخرى أيضاً، ما يجري من عمليات الخطف والإهانة والتعذيب المستمرة من قبل هؤلاء المسلحين بحق الأهالي.
وقد قام أهالي قرية كوران، ونتيجة لجملة هذه الممارسات، بمظاهرة مؤخراً، وذلك احتجاجاً على تعذيب أحد شباب القرية ومحاولة قتله من قبل الجماعات المسلحة.