العودة الموعودة والترتيبات المنتظرة
كان التاريخ هو 1/4/2018 عندما قال محافظ ريف دمشق، عبر وسائل الإعلام: إن أهالي الغوطة الشرقية الموجودين في مراكز الإيواء من الممكن أن يعودوا إلى مناطقهم وبيوتهم اعتباراً من يوم الغد، أي: بتاريخ 2/4/2018.
التصريح أعلاه كان خلال الجولة التي قام بها المحافظ مع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في كل من بلدات (حرستا_ عربين_ عين ترما_ حزة_ كفر بطنا_ جسرين) بعد أن استعادت الدولة السيطرة عليها.
وتجدر الإشارة، إلى أن تصريح المحافظ أعلاه كان قد سبقه تصريح آخر بتاريخ 19/3/2018، والذي أكد من خلاله عودة العديد من أهالي الغوطة الشرقية إلى منازلهم، مشيراً إلى عودة أهالي منطقة سقبا وكفر بطنا رغم الدمار الكبير الذي حل بالمنطقتين.
لا جديد بمراكز الإيواء
لقد مضى على التصريح الأخير حتى الآن 15 يوماً، بينما واقع الحال يقول: إن الموجودين في مراكز الإيواء من أبناء الغوطة الشرقية ما زالوا فيها حتى الآن، مع بعض الاستثناءات من هؤلاء الذين سمح لهم بالمغادرة، والذين لم يعودوا إلى مناطقهم أو بيوتهم.
فما زالت الإجراءات المعمول بها على مستوى مغادرة مراكز الإيواء هي هي لم تتغير، حيث لم يتمكن من المغادرة إلّا بعض النساء والأطفال استناداً إلى نمط الكفالة المعمول به، المتمثل بوجود كفيل لهؤلاء من أجل المغادرة والإقامة، مع الكثير من الوثائق والورقيات والتعهدات، أما البقية المتبقية فهم بانتظار استكمال الدراسات والموافقات على مغادرتهم من قبل «الجهات المختصة».
أما عن واقع معيشة هؤلاء داخل مراكز الإيواء فحدث بلا حرج، عن بؤسهم وحاجتهم للكثير من متطلبات الحياة اليومية، في ظل استمرار احتجازهم، والتي لا تقف عند حدود النقص بالمواد الغذائية، بل ولعل الأهم هو: الواقع الصحي، المرتبط بالمياه والغسيل والتغسيل وشبكات الصرف الصحي، والتي تتزايد مخاطرها في ظل الاكتظاظ مع ارتفاع درجات الحرارة.
مضايقات وحسرة
أما عن غير الموجودين في مراكز الإيواء من أبناء بلدات الغوطة الشرقية الذين نزحوا منها سابقاً، والذين سمعوا تصريح المحافظ أعلاه، فقد حاول الكثير من هؤلاء العودة إلى بلداتهم وبيوتهم، من أجل استكشاف ما حل بها بعد أن تركوها طيلة السنوات الماضية، وعسى أن يتمكن البعض منهم من العودة والاستقرار فيها مجدداً لاستعادة حياتهم، وقد تم تسجيل عودة البعض والاستقرار بحسب التصريحات الإعلامية، إلا أن البعض الآخر واجهوا الكثير من الصعوبات والمعيقات للدخول إلى بلداتهم، وذلك ارتباطاً مع مزاجية بعض عناصر الحواجز المنتشرة على الطرقات والممرات الواصلة لهذه البلدات، والتي لم تخلُ من بعض المضايقات كذلك الأمر، وقد كان لكل من هؤلاء قصته وروايته لما جرى معه خلال مسعاه للوصول إلى بيته، وبعد أن وصل إليه وشاهد ما شاهده من دمار، والتي لا تخلو أيضاً من الكثير من المرارة والحسرة على ما آلت إليه حال بيوتهم من دمار، وممتلكاتهم من تعفيش، وذكرياتهم من ضياع.
بانتظار ترتيبات العودة
مؤخراً، كشف نائب رئيس المكتب التنفيذي في محافظة ريف دمشق، عبر وسائل الإعلام بتاريخ 10/4/2018، أن العدد في مراكز الإيواء المؤقتة من نازحي الغوطة الشرقية يزيد عن 120 ألفاً، وأنه يتم العمل على تأهيل البنى التحتية من مياه وكهرباء وأفران، مبيناً أنه يتم الترتيب للعودة العكسية للنازحين الراغبين من مراكز الإيواء إلى بلداتهم وقراهم ومدنهم.
لعل التصريح أعلاه يؤكد: عدم عودة هؤلاء حتى تاريخه، بل واستمرار وجودهم داخل مراكز الإيواء بهذا العدد الكبير، كما ربما يشير إلى أن الفترة الزمنية لعودتهم ما زالت مفتوحة، بانتظار الترتيبات التي تحدث عنها نائب المحافظ، وما على هؤلاء إلا الانتظار، مع الاستمرار بالاحتجاز مكتوفي الأيدي، ولتذهب كل التصريحات والوعود الرسمية أدراج الرياح!