أهالي قرية الحراكي بحمص ممنوعين من المرض!
غرفتان مسبقتا الصنع ومنفصلتان، تحتويان على سرير معاينة وكرسي واحد فقط، وبدون أجهزة طبية، مع الفقر بالمواد الإسعافية أيضاً، هذا ما تم اعتباره مركزاً صحياً في قرية الحراكي التابعة لمنطقة المخرم في محافظة حمص، والتي تبعد عن المدينة بحدود 30 كم.
ما سمي مركزاً صحياً، بالمواصفات والتجهيزات أعلاه، مهمته تقديم الخدمات الصحية لقرية الحراكي، التي يزيد عدد سكانها على 5000 نسمة، بالإضافة لسكان القرى الصغيرة المجاورة (جب عباس_ وتل شنان_ والجمالية_ ومزرعة الرزوقية..)، بحيث يتجاوز ما يجب تخديمه افتراضاً من قبل هذا «المركز» على 10000 مواطن.
أجلوا أمراضكم
ليس ذلك فقط، فالقائمون على العمل في المركز عبارة عن أربع ممرضات، مع طبيب واحد لا غير، يداوم في المركز يوم الاثنين من كل أسبوع فقط.
أي، أن على المواطنين في قرية الحراكي والقرى المجاورة أن يسعوا جاهدين على تأجيل معاناتهم من أمراضهم بما يتناسب مع دوام الطبيب، وعلى أن تكون هذه الأمراض متناسبة مع ما هو متوفر من إمكانات فيما سمي مركزاً صحياً.
بمعنىً آخر، عليهم أن يمتنعوا عن المرض، ويحافظوا على صحتهم!.
وعود خلبية وذرائع لا تنتهي
عدم وجود مركز صحي في القرية هي مشكلة مزمنة عمرها عشرات السنين، برغم مطالبات الأهالي المتكررة والمحقة من أجل تحقيق هذا المطلب، وعلى الرغم من كثرة الوعود التي أطلقها المعنيون خلال هذه الفترة الطويلة من أجل بناء مركز صحي مجهز بالمستلزمات الطبية الكافية لعمله، وبما يتناسب مع الخدمات الصحية المطلوبة لمصلحة الأهالي.
وقد كانت الذريعة الرئيسة في تأخر تنفيذ هذا المركز، هي: عدم توفر الأرض اللازمة لإقامة المركز الصحي عليها.
منذ عدة سنوات، وسحباً للذرائع الرسمية بما يتعلق بموضوع الأرض، قام الأهالي بالتعاون مع البلدية في القرية، بتخصيص قطعة أرض فيها، من أجل بناء مركز صحي نظامي وبمواصفات جيدة عليها.
وعلى الرغم من ذلك ما زالت المماطلة هي سيدة الموقف، كما ما زالت الوعود مستمرة، مع الكثير من الذرائع الإضافية المُساقة تبريراً للتأخر في تنفيذ المركز الصحي حتى الآن.
مطلب محق برسم وزارة الصحة والحكومة
أهالي قرية الحراكي والقرى المجاورة، يطالبون بحقهم بضرورة الإسراع في بناء وتجهيز المركز الصحي الموعود في قريتهم، مع تأمين الكادر الطبي اللازم له مع التجهيزات الطبية الهامة والضرورية، خاصة وأنهم قاموا بما عليهم بالتعاون مع البلدية بتخصيص قطعة الأرض اللازمة لهذه الغاية.
«قاسيون» تضم صوتها للمطلب المحق لأهالي قرية الحراكي والقرى المجاورة لها، وتؤكد بدورها على ضرورة الاهتمام بتحسين الواقع الصحي المتردي في محافظة حمص ككل، خاصة في ظل ما يعانيه المواطنون من أوضاع اقتصادية ومعيشية مأساوية، والتي يزيد من بؤسها وكارثيتها ما يعانيه هؤلاء من استغلال، تحت ضغط الحاجة والاضطرار، من قبل المشافي الخاصة، وبعض الأطباء الخاصين، المتاجرين بآلامهم وبمرضهم، وذلك بسبب تراجع دور الدولة في هذا القطاع.