بلدية يحمور وبلاد الواق واق!
من منكم لم يسمع ببلدة يحمور الساحلية، وبلدة المليون شجرة، والمعروفة عاصمة الحمضيات، وبلدة الآثار والتاريخ، والتنوع الاجتماعي والسياسي.
تقع بلدة يحمور إلى الجنوب من مدينة طرطوس بـ12كم، على طريق الدولي طرطوس- دمشق، وهي ذات موقع استراتيجي هام، وعقدة طرق للمنطقة كلها.
إهمال عظيم متواصل!
رغم ذلك تعاني هذه البلدة من الإهمال في مختلف أمور الخدمات، وخاصة شوارعها، والتي لم تُعبد منذ خمس عشرة عاماً، إلّا بعض الترفيعات البسيطة.
وحتى ساحة القلعة الأثرية، والتي أصبحت ساحة الشهداء، تتحول عند هطول المطر إلى مسبح يسبح فيه البط والوز (نظامي).
وأيضاً هناك حفرة ثانية مقابل موقف السرافيس، الملاصق للمدرسة الإعدادية، مضى على وجودها أكثر من عشرين عاماً دون أي ترميم لها، رغم المطالب الشعبية في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولا زال هذا الإهمال العظيم متواصلاً رغم تعاقب خمسة رؤساء بلديات عليها، كان آخرهم: المهندس محمد سنا الذي تفاءلنا فيه خيراً، ولكن بعد مرور سنتين على تسلمه مهامه أيضاً، لم يتغير أي شيء على الإطلاق!
علماً أن بلدة يحمور تنتج 10% من إنتاج الجمهورية بالحمضيات، وهي مركز تجاري وصناعي يعمل فيها الآلاف من الطبقة العاملة والعمال الزراعيين، ويتبع لها سبع قرى أخرى هي: الزرقات- منية يحمور- كرم بيرم- الياذدية- الديرون- الفطاسية- ضهر الطاحون- البرداني- مزرعة بيت سلامة- مزرعة الرباص.
لا أرصدة ولا تمويل!
«قاسيون» التقت السيد محمد سنا رئيس البلدية أكثر من مرة لتسأله عن مشاكل وخدمات البلدية، فكانت أجوبته: لا يوجد رصيد.. لا توجد ميزانية لتنفيذ أي مشروع.. والوضع المادي للبلدية لا يسمح بذلك.. وظروف الأزمة ..... وإلخ من هذه الأسطوانة التي نسمعها منذ سنوات، ومن عدد من رؤساء البلدية السابقين أيضاً.
كما قال رئيس البلدية: لقد رفعنا عدة مشاريع للموافقة إلى المحافظة منها: تأهيل ساحة الشهداء، وتعبيد الشوارع، وكذلك استثمار القلعة الأثرية كمركز ثقافي واستثمار تجاري، ولكن حتى الآن لم تأتنا الردود أو التمويل المالي لهذه المشاريع.
تقاذف مسؤوليات!
لقد زارت «قاسيون» السيد ياسر ديب رئيس مجلس المحافظة، وسألناه عن وضع بلدية يحمور ومشاكلها فكان جوابه: إن المسؤولية تقع على السيد رئيس البلدية والمجلس البلدي، فعندما يقدمون لنا مشاريع مدروسة فلابد ستتم دراستها ودعمها والموافقة عليها، ولو كان بشكل جزئي.
وكذلك التقينا المهندس علي بلال نائب المحافظ، وسألناه عن مشاكل البلدية والإهمال الحاصل فيها فأجاب: إن كل بلدية تقع عليها المسؤولية الأساس في إيجاد التمويل الذاتي الخاص بها، من واردات كثيرة تأتي إليها من الضرائب، ورخص البناء ومشاريع استثمار، وإن المحافظة أو وزارة الإدارة المحلية قد تساعد بشكل جزئي، لكن المسؤولية الأساس تقع على المجلس البلدي وليس علينا.
وعندما سألناه عن تصريح السيد رئيس الحكومة، عندما زار طرطوس، بأنه تم دعم المحافظة بأكثر من مليار ونصف من أجل مشاريع وخدمات فيها أجاب: هناك مشروعان أساسيان أخذا الحصة الأكبر، وهما: طريق عام طرطوس- الدريكيش، والبدء بتشييد المرحلة الأولى من بناء جامعة طرطوس، والأموال الباقية ستوزع على عشرات البلديات، وبالتالي ستكون نسبة الدعم محدودة مقارنة بالاحتياجات الكثيرة خلال سنوات الأزمة.
للأهالي رأي آخر؟
لكن الأهالي، على اختلاف شرائحهم، لا يقتنعون لا بكلام السيد رئيس البلدية، ولا بكلام المحافظة.
فيتحدث أهالي يحمور والقرى المجاورة، عن إهمال فظيع لخدمات قطاع البلدية مقارنة بأهميتها الاقتصادية والتجارية والسياحية، وإن بعض الأهالي يؤكدون بأن هناك ظلماً مقصوداً لهذه البلدية منذ سنوات.
كما طالب آخرون باستقالة رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، لفشلهم في تقديم أي من الوعود للمواطنين، خاصة عند المقارنة بين هذه البلدية وبلديات أخرى واقعها أفضل بكثير.
وتساءل أحد المواطنين لقاسيون بغضب: «بصراحة لا نعرف هل نحن نعيش في هذا البلد أم في جمهورية الواق واق؟!»