أهالي ريف حمص الشمالي وخفض التصعيد
مطلع شهر تشرين الأول تم تثبيت وقف إطلاق النار في شمال محافظة حمص، تنفيذاً لاتفاق مناطق خفض التصعيد، ووفقاً لبنوده.
لقد تم توقيع ممثلين عن المجموعات المسلحة وبعض الفعاليات ذات الصفة المدنية، في كل من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي على اتفاق مع الجانب الروسي كطرف ضامن، وذلك بتاريخ 4/10/2017، ويقضي الاتفاق بتثبيت وقف إطلاق النار، وفتح الطرق أمام الحالات الإنسانية وإدخال المساعدات، وغيرها من النقاط الأخرى، وذلك لمدة ستة أشهر حسب مخرجات مؤتمرات أستانا.
مناطق وبلدات كثيرة
المناطق التي دخلت حيز الاتفاق هي (الرستن_ تلبيسة_ تير معلة_ جنان_ الحولة)، وقد أتى توقيع الاتفاق كتطبيق لمباحثات مؤتمر أستانا 6 الذي عقد في العاصمة الكازاخية في شهر أيلول الماضي.
يشار إلى أنه وعلى إثر الاتفاق مباشرة، تم إدخال قافلة مساعدات برفقة الهلال الأحمر لهذه المناطق، شملت مواد غذائية أساسية كالرز والطحين وأغذية الأطفال وغيرها، بالإضافة إلى بعض المستلزمات المدرسية من قرطاسية وغيرها، كما تم إدخال قافلة أخرى مشابهة لمناطق الريف الجنوبي من حماة.
وتجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن رعى مركز التنسيق الروسي في حميميم اتفاقاً في شهر أيلول المنصرم وفقاً لمخرجات أستانا، شمل العديد من البلدات في الريف الشمالي من حمص (الكن_ الروضة_ الضاهرية_ كفرنان_ كيسين_ حوش كفرنان_ حوش الزبادي_ أم شرشوح_ مرهج_ حوش الأكراد_ الثورة_ الفرحانية_ الخزامية_ كفرلاها_ تلدو_ الغنطو_ الدار الكبيرة_ الخالدية_ الجلودية_ هبوب الريح_ الجاسمية_ تل دهب_ الطيبة الغربية_ وغيرها).
تحركات أهلية
على المستوى الشعبي، سبق هذه الاتفاقات الكثير من التحركات الأهلية الضاغطة من أجل تثبيت اتفاقات وقف إطلاق النار، والدخول باتفاقات مناطق خفض التصعيد بالضمانة الروسية، وقد كانت المظاهرات التي قام بها الأهالي في بعض بلدات ريف حمص الشمالي خلال الأشهر الماضية، أحد أشكال ممارسة الضغط الشعبي، من أجل الوصول إلى هذه الغاية، خاصة مع علمهم أن بعض القوى كانت تعمل على إفشال التوصل إلى هذه الاتفاقات، كما تعمل على إجهاض وقف إطلاق النار.
بدء الاستقرار
وقف إطلاق النار، والبدء بتطبيق اتفاق تخفيض التصعيد، كان له انعكاسات إيجابية على حياة الأهالي والمواطنين في هذه المناطق، وخاصة على مستوى بدء الهدوء والاستقرار، اعتباراً من تكريس الشعور بالأمان نتيجة تراجع العمليات العسكرية بشكل كبير في هذه المناطق بالضمانة الروسية، والتي انعكست على الحياة الاجتماعية، متمثلة بالمزيد من الاطمئنان بحركة الأهالي وتنقلاتهم، بما فيها ما يتعلق بأعمال الزراعة كأحد مصادر الرزق الأساسية، بالإضافة للمزيد من النشاطات في غيرها من الأعمال المهنية والحرفية والتجارية.
وعلى الرغم من وجود الكثير منغصات العيش على الحياة اليومية، وخاصة على مستوى الخدمات، وقلة توفر المواد الأساسية من أغذية ومحروقات وأدوية وغيرها، إلا أن الأهالي عاقدو العزم على عدم فسح المجال أمام العابثين بحياتهم وأمنهم ومتطلبات حياتهم اليومية، وما زالوا يمارسون الكثير من الضغوط من أجل استكمال مسيرة اتفاقات وقف التصعيد، وصولاً إلى الحل السياسي الشامل، الذي وحده سيكون الخطوة الأولى باتجاه إنهاء مأساتهم الإنسانية بشكل كلي، وهم في ذلك كغيرهم من بقية السوريين على طول الجغرافيا السورية بهذا المطلب وهذه الضغوط.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 835