مليونا مصاب بالسكري يعانون المرض والفقر وفقدان الأنسولين!

مليونا مصاب بالسكري يعانون المرض والفقر وفقدان الأنسولين!

فُقِدَ الأنسولين منذ عام تقريباً، ويعتبر تأمينه من قبل مرضى السكري صعباً للغاية، وغالباً ما يتم تأمينه من السوق السوداء دون معرفة مصدره أو صلاحيته.

فريق «قاسيون» جال على أكثر من مستوصف حكومي في دمشق، على أمل العثور على حقن أنسولين دون جدوى، والغريب أن بعض المستوصفات دفعتنا للتواصل مع جمعيات خيرية تحصل على كميات من الأنسولين بين الحين والآخر من المنظمات الدولية، في حين عجزت هذه المستوصفات عن تأمين المادة عبر وزارة الصحة.
الوطني غير متوفر
توجهنا إلى الجمعية التي سماها أحد المستوصفات، لكن حتى هذه الجمعية وزعت كل ما تملك من المادة، على أمل تأمينه الأسبوع المقبل «لكن مو أكيد، ولازم تكون مسجل بالجمعية»، هكذا رد المعني هناك، مؤكداً أن الأنسولين الوطني غير متوفر منذ مدة.
في الصيدليات، كان الوضع أفضل من المستوصفات والجمعيات الخيرية، حيث يمكن تأمين الأنسولين بأنواع مختلفة ومصادر متعددة وأسعار متدرجة صعوداً حسب الجودة، لكنها «مهربة» ولا يمكن التأكد من مدى سلامتها كونها متوفرة دون رقابة، إضافة إلى وجود نوعيات مستوردة لكن بسعر مرتفع جداً.
المشكلة على مستوى سورية
الشهر الماضي، أكد مدير الصحة في حمص حسان الجندي أن «عدم توفر الأنسولين ليس بيدنا، والمشكلة على مستوى سورية، حيث يعود السبب الرئيس للنقص الحاد في مادة الأنسولين إلى توقف المعمل المنتج للمادة في حلب بسبب الأحداث التي شهدتها المدينة».
وتابع: «عندما نطلب من الوزارة حاجة حمص من الأنسولين فإنها لا تستطيع أن تمدنا إلا بكميات قليلة جداً، وحتى استيراد المادة صعب بسبب الحصار المفروض، لكن يمكن تعويض النقص بالأنسولين المختلط أي خلط النظامي والسريع لحل مشكلة المرضى المحتاجين للأنسولين ريثما يتم تأمينه عن طريق وزارة الصحة».
الحصار هو السبب!
غالباً كان يتم تبرير نقص الأدوية بالحصار المفروض على البلاد، لكنه تبين لاحقاً أنه مرتبط بشكل وثيق بأطماع المعامل في زيادة الأرباح بحجة تعويض الخسائر التي لحقتهم بالحرب، والتالي كان من المفترض على الحكومة أن تقوم بتلافي مشكلة توقف معمل الأنسولين في حلب طيلة هذه المدة، أو استيراد المادة عبر التجار أنفسهم الذين يبيعون المادة في السوق السوداء.
ويتراوح سعر الأنسولين بين 4000 - 4500 ليرة للإماراتي و6000 - 6500 ليرة للدانماركي و9500 – 10000 لأنواع أخرى، وهذه الأسعار تجعل مريض السكري يعاني المرض والضيق الاقتصادي على حد سواء دون أية حلول جذرية من قبل الحكومة.
مسؤولية الصحة
من المفترض أن تقوم وزارة الصحة بتأمين مادة الأنسولين مجاناً لمرضى السكري والذي يصل عددهم تقريباً لحوالي مليوني مصاب في سورية، وتقوم مديريات الصحة بتوزيعه على المراكز الصحية والمشافي.
واحتلت سورية المرتبة 13 عالمياً بارتفاع نسبة الإصابة بمرضى السكري عام 2015، والمرتبة العاشرة عالمياً من حيث التأهب للإصابة، لتبلغ نسبة الإصابة بين السكان 10 في المئة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
812