مهرجانات «صنع في سورية» نجاح في الترويج أم التوفير!
بسمة عزيز بسمة عزيز

مهرجانات «صنع في سورية» نجاح في الترويج أم التوفير!

مرت ثلاث سنوات على إطلاق فعاليات مهرجانات التسوق «صنع في سورية» في مختلف المحافظات، وكانت كافية لمنح مثل هذه المبادرات خبرة وتجربة بما يجب أن يتوفر فيها أو كيفية تفادي أكبر قدر ممكن من السلبيات، وبات من الممكن بدء عملية تقييم موضوعي للفعالية التي لم ترق لدرجة كافية لتلبية حاجات المستهلك، ولم تخرج عن كونها تصب في مصلحة المصنّع على حساب الزبون.

تبعث متابعة الحملة الترويجية للفعالية، من ناحية تنوع الشركات المشاركة وعددها الذي يصل إلى 100 شركة، والتركيز على وجود عروض وحسومات كبيرة على المنتجات المعروضة في المهرجان، إلى الإيحاء بأن زيارة المهرجان ستؤدي لتوفير كبير في النفقات واختصار الوقت والمكان بالعثور على مختلف الحاجات المتنوعة في مكان واحد ألا وهو مكان المهرجان، لكن الواقع ليس مطابقاً تماماً لتلك الصورة المرسومة.
انتقادات للمكان والمعروضات
في استطلاع لآراء بعض المواطنين الذين زاروا مهرجان التسوق في دمشق الأخير، قال مروان رب أسرة مكونة من 3 أشخاص، «فكرة المهرجان جيدة وقد تساعد في تلبية عدة احتياجات، لكن الملحوظ كان قلة المنتجات الغذائية المعروضة، من حيث عدم وجود تنوع فيما يخص السلع الأساسية من رز وزيوت ومعلبات، واقتصارها على شركة واحدة لا تنتج كل ما ذكرت، بل هناك أكثر من جناح مخصص للبسكويت والشوكولا عوضاً عن عرض سلع أساسية للأسرة بأكملها».
وتابع مروان الذي يعمل عجاناً في أحد الأفران الخاصة، إن «المكان الذي يقام فيه المهرجان لم يعد مناسباً في فصل الصيف بسبب الحر وعدم وجود تهوية نهائياً، الأمر الذي لا يشجع على إمضاء وقت كافٍ للتسوق في الداخل».
شعور بالغبن
من جهتها تحدثت أم عدنان 56 عاماً، تزور المهرجان للمرة الأولى، إن «الإعلان عن المهرجان لا يشبه الواقع إطلاقاً، فأقسام الألبسة والمنتجات النسيجية لا تعرض سلعاً منافسة لما هو موجود في السوق، ناهيك عن ضيق مساحة الأجنحة، التي لا تسمح بعرض تشكيلة واسعة من البضاعة»، مشيرة إلى أنها تشعر بالغبن بعد زيارة المهرجان.
وأضافت أم عدنان، «توقعت أن أتمكن من الحصول على أغراضي المرتبطة بشهر رمضان الكريم الذي اقترب بدأ حلوله، لكني لم أجد أيةً منها، فلا يوجد تمور ولا قمر الدين أو تمر هندي أو غيرها من حاجيات مرتبطة بالشهر الكريم».
عروض ومغامرات
لوحظ من زوار المعرض عدم الشعور بالرضى عن آلية العروض التي تجري، حيث أنها ليست بالمستوى المطلوب، ومحدودة جداً إذ تفرض على المستهلك كميات أو نوعيات من السلع قد لا يحتاج لها تماماً للاستفادة من العروض المعلنة، إضافة إلى أن بعض المنتجات الموجودة غير معروفة العلامة التجارية، وبالتالي يشكل شراؤها مغامرة في دفع ثمنها وعدم ضمان النتيجة، وخاصة المنظفات والمنتجات النسيجية، فضلاً عن عدم وجود فارق حقيقي في أسعار عدة منتجات في بعض الأجنحة عما هو معروض في السوق، بما يجعل فكرة التوفير مبالغاً بها.
وبمجمل الانتقادات، يبدو أن الحديث عن مصلحة المستهلك وتحقيق الفائدة والتوفير، في حملة الترويج للمهرجان لم تخرج عن كونها فقاعة دعائية، لا تلبث أن تتلاشى بمجرد الوصول إلى قاعة المهرجان، ليبقى القائمون على الفعالية المتحكم الأكبر والمستفيد الأكثر من تنظيمها لتحقيق الأرباح.
بقي أن نقول: إن استخدام عبارة «صنع في سورية» للترويج والتسويق على هذا الشكل وبهذه النتيجة، قد سحب الدسم المرجو من هذه العبارة، وأفقدها بريقها وجوهرها الإيجابي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
812