نسب النجاح في الجامعات تسحق الطلبة!!

ومع هذه الصعقات المتتالية، يتم التوقف من قبل الطلاب عند معدلات النجاح ونسبها المعلنة، والتي يتبين لهم بأنها تعتبر متدنيةً بشكل كبير، وخاصةً في الكليات النظرية.

نماذج عملية

من تتبع بعض النتائج الامتحانية، المعلنة عبر صفحة الخدمات الطلابية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق، على موقع «فيسبوك»، وهي الصفحة المعتمدة والرسمية من قبل عمادة الكلية، باعتبار أن النتائج الامتحانية لم تعد تعلن وتعلق ورقياً في أروقة الكليات، نورد النماذج التالية عن بعض المواد لبعض الكليات، وعددها 15 مادة فقط:

كلية الأدب العربي، المادة ((فرنسي)) السنة الثانية الفصل الثاني، نسبة النجاح 11.72% - كلية الأدب العربي، المادة ((فرنسي)) السنة الثالثة الفصل الثاني، النسبة 17.5% - كلية الأدب العربي، المادة انكليزي سنة ثانية فصل ثاني، النسبة 28.61%- كلية الأدب العربي، المادة ((بلاغة)) السنة الثانية الفصل الثاني، النسبة 33.11%- كلية الأدب العربي، المادة ((مبادئ النقد)) السنة الثانية الفصل الثاني، النسبة 28.21%- كلية الأدب العربي، المادة ((نحو وصرف)) السنة الثانية الفصل الأول، النسبة 24.29%- كلية الأدب العربي، المادة ((نحو وصرف)) السنة الثانية  الفصل الثاني، النسبة 28.36- كلية الأدب العربي، المادة ((نحو وصرف)) السنة الأولى الفصل الثاني، النسبة 26.2%- كلية الأدب الانكليزي، المادة ((اللغة)) السنة الثالثة الفصل الثاني، نسبة النجاح 43.77%- كلية الأدب الانكليزي، المادة ((اللغة)) السنة الثالثة الفصل الأول، النسبة 57.10%- كلية الأدب الانكليزي، المادة ((أمريكي)) السنة الثالثة الفصل الأول، النسبة 30.27%- كلية الأدب الانكليزي، المادة ((شعر)) السنة الأولى الفصل الأول، النسبة 27.71%-كلية الفلسفة، المادة ((إنكليزي)) السنة الأولى الفصل الأول، النسبة 11.6%- كلية الفلسفة، المادة ((إنكليزي)) السنة الثانية الفصل الثاني، النسبة 22.81%- كلية الفلسفة، المادة ((فرنسي)) السنة الأولى الفصل الأول، النسبة 20.83%- كلية الفلسفة، المادة ((فرنسي)) السنة الثانية الفصل الأول، النسبة 12.82%.

المزيد من الشفافية للاطمئنان

من هذه النتائج الـ 15، يتبين بأن أعلى نسبة نجاح كانت بحدود 57%، وأدنى نسبة كانت بحدود 11%، وهي بالمحصلة نسب متدنية عموماً، ومع الأخذ بعين الاعتبار، عدد الطلاب الحاصلين بناءً على هذه النسب على علامات 48، أو 49 علامة، تتضح الصورة جليةً أكثر عن مدى صدمة هؤلاء تحديداً، وفقاً لهذه المعدلات والنسب، التي يعتبرونها مجحفةً بحقهم، وبمستقبلهم، خاصةً وأن المراجعة بشأن العلامة، أو إعادة التصحيح، تعتبر من شبه المستحيلات في ظل القوانين والأنظمة المعتمدة بالجامعات، مع العلم بأن سلم التصحيح يعتبر من المقدسات غير المعلنة، أو القابلة للتصريح عنها، كي يتأكد الطالب بنفسه من نتيجته، بعيداً عما يمكن أن يتبادر لأذهان الطلبة من احتمالات سلبية، حول سلم التصحيح، وحول نسب النجاح المفروضة، ناهيك عما تعتريه نفوسهم من شكوك، تجاه بعض القائمين على التصحيح، وغيرهم، ممن قد تسول لهم نفسهم بتمرير نجاح البعض، على حساب البعض الآخر، وقد سمع الطلاب عن الكثير من هذه الحوادث، في هذه الكلية أو تلك الجامعة، الأمر الذي يفرض بالنتيجة إعادة النظر ببعض التعليمات والقرارات النافذة، بخصوص الامتحانات وسلالم التصحيح والنتائج الامتحانية، وخاصةً من ناحية الشفافية وحقوق الطلبة، بما يضمن اطمئنانهم أكثر تجاه مستقبلهم، ناهيك عن الكثير من القضايا الأكثر عمقاً، والتي بحاجة لإعادة النظر بها، وهي ليست موضع العرض الآن، اعتباراً من المناهج، مروراً بأهمية البحث العلمي، والتمويل، وغيرها من القضايا الأساسية الأخرى.