تحذير
  • JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 177
سكان جديدة عرطوز الفضل:  لم نطل عنب القنيطرة ولا مشمش الشام!
نسرين علاء الدين  نسرين علاء الدين 

سكان جديدة عرطوز الفضل: لم نطل عنب القنيطرة ولا مشمش الشام!

تغيب الأصوات المنادية بتحسين الوضع الخدمي لبلدة جديدة عرطوز الفضل لأسباب عديدة، أبرزها ضياع المطالب بين محافظتي القنيطرة وريف دمشق. 

حيث يقع التجمع، الذي أقيم في سبعينيات القرن الماضي، على أراضي محافظة ريف دمشق، لأبناء القنيطرة الذين نزحوا عن أراضيهم نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لجزء من محافظة القنيطرة، ولكن العودة أصبحت بعيدةً وبقي وضع الخدمات مبني على أمل العودة. 

استقطاب للنازحين

ومع دخول الأزمة عامها الثاني(2012)، شهد حي جديدة عرطوز الفضل استقطاباً لحركة نزوح كبيرة من أبناء محافظة القنيطرة، المقيمين في عدد من مناطق دمشق مثل: مخيم اليرموك _القدم _الحجر الأسود_ التضامن، وغيرها من الأحياء التي شهدت اشتباكات، لتزداد معاناة السكان مع الخدمات، ابتداء بالكهرباء والماء والصرف الصحي والطبابة وصولاً إلى المواصلات.

أزمة مياه قديمة دون حل!

مازن المحمد، من سكان جديدة عرطوز الفضل، يقول: أعيش في حي الفضل منذ خمسة وعشرين عاماً، كنا نقول: إن الخدمات سوف تتحسن لكن معاناتنا كانت تزداد سوءاً، فنحن نعاني من انقطاع الماء صيفاً، تصل فترات الوصل إلى مرة كل سبعة أيام، لكنها في فصل الشتاء تنخفض إلى مرة واحدة كل أربعة أيام.

طبعاً هذا الأمر غير مرتبط بأزمة نبع الفيجة، حيث يتم جلب المياه إلى الحي من نبع الفوار في محافظة القنيطرة، بالإضافة إلى الاعتماد على عدد قليل من الآبار المحفورة في أراضي الحي، لكن معظمها يجف صيفاً، فنحن نعتمد على تعبئة المياه من الباعة الجوالين، منذ عشرات السنين، وحالياً عليك أن تترجى بائع الماء الذي يتحجج بقلة المازوت أو البنزين، حيث نقتطع شهرياً ما يقارب ربع الراتب ثمناً للمياه فقط.

«كُلّه زفت عدا الطرق»!

قليلة جداً هي الطرق التي تحظى بتعبيد جيد، حيث تعاني معظم الطرق الرئيسة والفرعية من رداءة القميص الاسفلتي، الذي من المفترض أن يغطي طرقات الحي، فيغطي الطين والأوحال معظم الطرقات، وتشاهد الأطفال المتوجهين إلى مدارسهم يغوصون ببرك المياه، التي تتشكل نتيجة الأمطار شتاءً، إضافةً إلى عدم انتظام الطريق الرئيسي للحي، حيث يتسع في مكان ويضيق في باقي الأماكن.

أبو عبده، أحد مخاتير الحي، يقول: تقدمنا أكثر من مرة بطلبات من أجل تزفيت الشوارع الفرعية والرئيسة، لكن الزفت يأتي إلى عدد من الأمتار فقط، فباتت معظم الشوارع مرقعة، كل رقعة على حدة، مما يؤدي لأضرار في السيارات وأذىً للمارة.

«يا هلا بالضيف»

تنظيف الشوارع الرئيسية، والمدخل الوحيد للبلدة، بات مرتبطاً بزيارة أحد المسؤولين للبلدة، وغير ذلك فإن موضوع تنظيف الشوارع، وترحيل القمامة من الأحياء، يخضع عادةً لعدد من الأسباب، بحسب بلدية الحي، على رأسها عدم توفر المازوت للسيارات، وعدم وجود سيارات كافية لترحيل القمامة، والنقص بعدد العمال العاملين في هذا القطاع.

أبو محمد الهيبي، من سكان جديدة عرطوز الفضل، يقول: نقوم يومياً بكنس الحارة وجمع القمامة وحرقها، لكن البعض من السكان يحتج علينا بسبب الدخان المتصاعد نتيجة حرق القمامة. 

مضيفاً: أحياناً تتأخر سيارات ترحيل القمامة، ولا تأتي إلى الحي لمدة ثلاثة أيام، مما يكدس القمامة داخل وحول الحاويات، ويلعب بها الأطفال، وكذلك الكلاب الضالة، مما يؤدي إلى انتشار الروائح والأمراض، فيصبح الحرق الحل الأمثل، للتخلص من القمامة والروائح والمنظر المؤذي. 

قوارض أيضاً

ويعاني السكان منذ سنتين من انتشار القوارض، وخاصة الفئران داخل الأبنية السكانية.

ماجدة المرعي، إحدى ساكنات البلدة، تقول: أقطن الحي منذ عشر سنوات، لم أكن أعاني من مشكلة الفئران والجرذان، لكني منذ سنتين وأنا لا أجرؤ على ترك أي باب مفتوحاً، أو أي مصرف للمياه دون غطاء، وذلك بسبب الانتشار الكبير للفئران، خشية دخولها إلى المنزل وتعشيشها.

«المهم نوصل»!

تقف هيا، طالبة في كلية الاقتصاد، منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً، على المفرق الرئيسي للحي من أجل الوصول إلى جامعتها في الوقت المناسب، وتقول: أحتاج إلى ساعتين على الأقل من أجل الوصول إلى جامعتي التي لا تبعد أكثر من 15 كيلو متر عن مكان إقامتي، وأكون محظوظةً عندما أحصل على مقعد داخل سيرفيس، وأجرة السرفيس هي 75 ليرة، وعند استحالة الحصول على مقعد فإن «التكسي» تصبح هدفنا، رغم أن أجرة التكسي هي 300 ليرة للراكب الواحد، وحتى التكسي قد تستوعب خمسة إلى ستة ركاب. 

متابعة: بسبب قلة عدد السرافيس العاملة على الخط، لم أتمكن من الوصول في الوقت المناسب إلى عدد من الامتحانات، مما أدى إلى رسوبي مع عدد من زملائي الجامعيين.

تدفع ريم، طالبة جامعية، مبلغ 8000 ليرة، وكذلك عشرة طلاب غيرها، لقاء حجز مقعد مع أحد السرافيس، على أن يوصلهم إلى البرامكة، أربعة أيام في الأسبوع. 

وتقول ريم: معظم الأحيان لا يأتي السائق في ساعات الظهيرة، مما يؤدي إلى دفعنا مبالغ إضافيةً وتأخرنا لساعات، وخاصةً عندما يكون لدينا عملي.

يعاني سكان جديدة عرطوز الفضل والبلد وعرطوز وقطنا من قلة عدد السيارات المخدمة لهذه البلدات، والازدحام في منطقة البرامكة، ومداخل تلك البلدات تشهد على معاناة السكان، مما يشكل عبئاً إضافياً على جيوب القاطنين في هذه البلدات وأحيائها.

«بتلمع مابتضوي»!

تضاعف عدد سكان حي الفضل في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى ضغط كبير على الخدمات، وخاصة الشبكة الكهربائية، حيث ازدادت الحمولات بشكل كبير مما أدى إلى عدم قدرة محطات التحويل تخديم الحي. 

يقول القائمون على الحي: إن المحولات الموجودة حالياً غير قادرة على إيصال الكهرباء إلى المنازل كافة، مما يؤدي إلى حرمان عشرات المنازل من خدمة الكهرباء لأيام متتالية، على الرغم من مضي سنوات على هذا الحال دون اهتمام ومعالجة جدية لهذه المشكلة الخدمية الهامة.

جميل. س، خياط في حي الفضل، يقول: قبل سنة، كنت أفتح محلي مع أوقات التقنين الكهربائي، وبعد فترة بت أعتمد على المولدة الكهربائية، لكني منذ شهرين صرت أعتذر عن استقبال طلبات التصليح والتفصيل بسبب ارتفاع أسعار البنزين، وصعوبة الحصول عليه، وإذا ارتفع سعر البنزين علينا فإننا سنضطر إلى رفع سعر التفصيل أو التصليح على الزبون، وبالتالي سأخسر زبائني، لذلك قررت إغلاق محلي مؤقتاً لحين استقرار وضع الكهرباء.

وهذا واقع حال الكثير من الحرف والورش الخدمية الأخرى، في البلدة والبلدات المجاورة، ما يعني مزيداً من البطالة والعوز والفقر المستشري، بنتيجة سوء خدمة واحدة فقط، فكيف على مستوى الانعكاسات السلبية من السوء ببقية الخدمات العامة الأخرى.

هل سيصح الصحيح؟

يتساءل المواطنون: هل سيصح الصحيح ونحصل على أبسط الخدمات، أو على الأقل توزيع عادل لمادة المازوت والغاز والكهرباء والماء والمواصلات؟ وهل سيتم احتسابنا على ملاك محافظة ريف دمشق، وتصبح شوارعَ حيّنا تشبه شوارع حي جديدة عرطوز البلد النظيفة والمزفتة، والتي لا تبعد عنا إلا بضعة أمتار فقط؟ وهل ستضيء الكهرباء منازلنا بمدة التقنين المقررة؟ وهل سيأتي اليوم، الذي لا نضطر فيه للدفش والطحش من أجل الحصول على مقعد في سرفيس؟!! 

أم ستقوم محافظة القنيطرة بواجبها الكامل اتجاهنا، وخاصةً على مستوى الخدمات المسؤولة عنها؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
797