في السويداء.. تمادي في الاعتداءات !
راجت تجارة الحطب في محافظة السويداء على أثر موجة البرد والصقيع والثلوج، وبظل انعدام وسائل التدفئة، من مازوت وكهرباء وغيرها، لدى المواطنين.
فقد وصل سعر الطن الواحد من الحطب إلى 60 ألف ليرة في بعض مناطق المحافظة، الأمر الذي راجت معه عمليات الاعتداء على الحراج والأحراش بغرض التحطيب الجائر، ليس للتدفئة الفردية، بل للتجارة والتكسب من قبل مجموعات منظمة تقوم بهذه المهمة، لمصلحة بعض التجار والفاسدين.
عصابات للتحطيب والتجارة
ففي منتصف شهر كانون الأول من العام الفائت، تسللت مجموعة من الأشخاص الملثمين، الذين يمتهنون تقطيع أشجار الصنوبر والسرو والسنديان والتحطيب بهدف التجارة، ويقدر عددهم بالعشرات، وقاموا بمهاجمة مقر الحراسة في أحراج سد العين، الواقعة على طريق السويداء– صلخد، ليلاً، واجبار الحارس على إخلاء «الكرفانة» المحرس تحت تهديد السلاح، وإحراقها بالكامل بكل ما تحويه من أثاث وأوراق رسمية، والاعتداء على الحارس بالضرب المبرح، وذلك على إثر منع هؤلاء من الاعتداء على الأحراج والتحطيب الجائر فيها صباح اليوم نفسه، من قبل الضابطة الحراجية والأهالي، الذين تصدوا لهم، ومنعوهم من الاستمرار بعملهم الجائر.
متابعات
الحادثة والاعتداء أعلاه، استوجبت نصب كمين، من قبل الشرطة الحراجية والجهات المعنية، لجلب المتهمين بالهجوم على الحارس وتقطيع الأشجار، وذلك بعد الكشف عن هوية البعض من هؤلاء، حيث تمت ضبط ثلاثة أشخاص وبحوزتهم بعض أدوات العمل، بما فيها العاملة على البنزين، بالإضافة إلى سيارة نوع «ايج» مخصصة لنقل الحطب، وسوقهم لقيادة شرطة السويداء، لتنظيم الضبط اللازم بحقهم، حيث تم مصادرة السيارة والأدوات، والتحفظ عليها، كما تم إيداع المتهمين بالسجن المدني بالسويداء.
مزيداً من التعدي
بتاريخ 22-12-2016 تم تقديم المتهمين الثلاثة للقضاء، وسوقهم للقصر العدلي بالسويداء، وأثناء المحاكمة قام حوالي ثلاثون مسلحاً ملثمين بمهاجمة ومحاصرة القصر العدلي، وقد ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف في الهواء، وبعدها قامت مجموعة منهم باقتحام القصر العدلي، بدون مقاومة من قبل الشرطة المكلفة بحماية المكان، وذلك لإخراج المتهمين الثلاثة، فقام القضاة بالإفراج عنهم، منعاً للانجرار وراء الفتنة والاشتباك المسلح وحقنا للدماء، وانسحب المسلحون ومعهم المتهمين الثلاثة بنهاية الأمر.
تداعيات
على أثر الاعتداء المسلح على القصر العدلي بالسويداء، صدر بيان من قبل نقابة المحامين فرع السويداء بتاريخ 26-12-2016 تضمن ما يلي: التوقف عن المرافعات في محاكم محافظة السويداء كافة لمدة ساعة من يوم الثلاثاء الواقع في 27/12/2016- استنكاراً وإدانةً لهذا الاعتداء الإجرامي، ومن يقف وراءه، والمطالبة بملاحقة المعتدين على القصر العدلي والخارجين عن القانون، وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للقضاء لمحاكمتهم ومعاقبتهم وفقا لأحكام القانون- للحفاظ على هيبة القضاء واحترامه، لأنه يشكل الضمانة الحقيقية لأفراد المجتمع كافة، وحماية وتعزيز دوره- اتخاذ كافة الاجراءات والوسائل الازمة والكفيلة لحماية كافة مرافق وإدارات ومؤسسات ومنشآت الدولة كافة- ونزع السلاح العشوائي، وغير المرخص، وحصر حمل السلاح بالجهات المختصة فقط.
بالإضافة لحالة الغضب الأهلي والشعبي من هذا التمادي، غير المسبوق، على هيبة مؤسسات الدولة.
التعدي على الحراج مستمر
الملفت للنظر أنه وبعد كل ذلك ما زالت التعديات الجائرة، على الأحراج والأحراش وقطع الأشجار والاتجار بالحطب، مستمرة حتى الآن، على الرغم من مضي أكثر من شهر على القضية وتبعاتها، والجوهر بالموضوع هو الاستقواء بالسلاح ومن خلفه، واستغلال حاجات الناس، ما أثار المزيد من الاستياء من قبل الأهالي عموماً.
أخيراً
تجدر الإشارة إلى الواقع الأمني المتردي في محافظة السويداء، والذي يتزايد ترديه يوماً بعد آخر، وخاصة على مستوى السلاح العشوائي والمنفلت والمسنود، مع نتائج استعماله على مستوى عمليات الترهيب والخطف، وحتى القتل أحياناً، كما تجدر الإشارة إلى واقع الخدمات العامة المترهلة أيضاً، بما في ذلك تأمين لمستلزمات الحياة، وخاصة الكهرباء والمازوت وغيرها، وعدم الاكتراث الرسمي بهذه الخدمات، كما بالمطالب العامة الملحة والمرتبطة بسبل العيش الكريم، والتي أصبحت مبرراً للكثير من حالات التعدي على الممتلكات العامة والخاصة، بما فيها التعدي على الأمن الشخصي والفردي بغرض الفدية مقابل الخطف، والتي أصبحت تقف خلفها مجموعات مسلحة ومنظمة خارجة عن القانون، كما ويستفيد منها ويقف خلفها التجار والسماسرة والفاسدون، في استغلال مباشر لحاجات المواطنين، وانتهاك وتعدٍ على أمنهم وحياتهم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 793