حلب الآن.. مطالب ملحة وعاجلة

حلب الآن.. مطالب ملحة وعاجلة

خلال الأسبوعين الماضيين، كانت حلب محط أنظار العالم، فالتطورات على الأرض  وهزيمة الإرهاب.

 

بعد ما تم بذله من دماء غزيرة لتحرير القسم الشرقي من المدينة، لتوحيدها وإعادة نشاطها الاقتصادي والاجتماعي والإنساني، استبشر الحلبيون النازحون بالعودة إلى منازلهم ومحالهم ومنشآتهم، بعد أن أضاعت الحرب سنوات من عمرهم، أذاقتهم فيها الذل والقهر والجوع والتشرد، وحتى الغربة وهم في وطنهم.

ولكن المفاجأة التي أذهلتهم، ولم تجعل فرحتهم بهزيمة قوى الإرهاب تكتمل، هي عمليات التعفيش المنظم التي طالت بيوت وممتلكات أبناء المدينة، فالنهب المنظم والسرقات الواسعة لبيوت الكثيرين منهم، والتي لم تبق شيئاً من مستلزمات الحياة في تلك البيوت، من الأدوات والأثاث وحتى البنية التحتية للمنزل (أسلاك كهربائية، صنابير المياه، البلاط، التمديدات، والديكور).

أما المنشآت والورش فقد سرقت منها المولدات والأدوات والمواد، ولم يبق منها سوى حديد الخردة، حتى أسلاك الشبكة الكهربائية والبسط والمحولات تقطع وتسرق.

والملفت للانتباه أن المدينة المحررة لم يسلم فيها أي حي من السرقة والنهب المنظم، وكأنها كانت مقسمة كحصص لبعض المجموعات الناهبة.

إن ما جرى ومازال يجري من نهب واسع يتم تحت سمع وبصر العديد من مسؤولي المدينة، والمواطنون المنهوبون يستغيثون بهم وما من مجيب أو أذن صاغية، حيث يتبين وكأن السارقين أقوى نفوذاً من هؤلاء المسؤولين، إلا إذا كان هناك تفاهم على ذلك!.

مدينة للأشباح

المدينة اليوم باتت مدينة أشباح، يستحيل السكن فيها، حيث تفتقر لكل مقومات الحياة، ناهيك عن الخراب الذي يشي بموت كبير يستحيل أن تجاوره حياة، عدا عن الطرق التي قطعت.

إن التضحيات الجسام البشرية والمادية والمعنوية التي قدمت لتحرير المدينة يجب أن تكون حافزاً للعودة والاستقرار والحياة الآمنة، وليس السرقة والنهب المنظم، وزيادة استفزاز مشاعر الناس العائدين والانتقام منهم.

ما المطلوب؟

إن هذا يتطلب، وعلى وجه السرعة، استنفار كل الجهود المدنية والحكومية كلها، من أجل تحقيق التالي:

إيقاف عملية النهب والسرقات، والمحاسبة الفورية والحازمة لكل من قام بذلك.

فتح الطرقات جميعها لتسهيل تحرك المواطنين.

تأمين مقومات الحياة وإعادة تأهيل بناها التحتية، من مياه وكهرباء واتصالات.

إقامة المراكز الصحية الأولية لمعالجة بعض الحالات، والإصابات الطارئة نتيجة وضع المدينة.

تأمين وصول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، والإشراف الحازم على توزيعها حتى لا تسرق.

تأمين مولدات للطاقة الكهربائية لتأمين الإنارة.

إن تأمين ماتمت الإشارة له، وغيرها من التدابير الأخرى، يمكن أن يوفر عودة الناس إلى مدينتهم المحررة، ويرسخ في وعيهم أنهم عائدون إلى «حضن الوطن» وأنهم عنصره الأساس.

معلومات إضافية

العدد رقم:
790