مظاهرات واعتصامات شعبية في عين الفيجة
قام أهالي عين الفيجة، بعدة تجمعات شعبية، مطالبين بخروج الجماعات المسلحة من بلدتهم، وبفك الحصار المفروض عليهم، والذي يدفعون هم وحدهم نتائجه وسلبياته، على حياتهم ومعيشتهم وأمنهم وأرزاقهم.
حيث اعتصم أهالي البلدة، يتقدمهم النساء، أمام مقر نبع الفيجة بتاريخ 22/12/2016 في مسعى للضغط على المسلحين، للخروج من بلدتهم، والمضي باستكمال الهدنة المعلنة بشكل كامل، داعين للاستمرار بهذه التحركات الشعبية، حتى تنفيذ المطلوب، بما يحقق عودة الحياة والأمان إلى البلدة وأهلها.
تنظيم الصفوف بين فكي الكماشة
الأهالي الواقعون بين فكي كماشة المسلحين داخلاً، والحصار خارجاً، مع ما يتحملونه نتيجة الانتكاسات على الهدنة المعلنة، من تهديد يومي على حياتهم وأمنهم ومعيشتهم، ضاقوا ذرعاً بالمحاولات والمساعي السابقة الفاشلة كلها، أو التي يتم تفشيلها عمداً من قبل بعض المستفيدين من استمرار حالة التوتر العسكري والأمني، والحصار ونتائجه اليومية الكارثية على المستوى المعيشي، وتأمين متطلبات الحياة اليومية، ما كان منهم إلا أن بدأوا ينظمون صفوفهم ويتوحدون بوجه المسلحين، طالبين منهم الخروج من بلداتهم، من أجل استعادة حياتهم وأمنهم، عبر فك الحصار عنهم، وفتح المجال أمامهم للمضي قدماً باتجاه استعادة دورهم، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، كما غيرهم من البلدات التي سبقتهم على امتداد الوادي باتجاه دمشق، مثل: الهامة وقدسيا، بفعل ضغط الحركة الشعبية ودورها الذي ما زال يتصاعد يوماً بعد آخر.
150 ألف مواطن
تحت سيطرة مسلحي الفصائل
بلدات الوادي، تقع تحت سيطرة عدد من الفصائل المسلحة، وعلى رأسها ما يسمى «بحركة أحرار الشام»، التي تفرض تواجدها وسيطرتها على الوادي وأهله، ويقدر تعداد سكان قرى وبلدات وادي بردى بحدود 150 ألف مواطن، جزء كبير من هؤلاء من النازحين للوادي بفعل الحرب والأزمة والحصار.
أهالي بلدات الوادي العديدة، عانوا كغيرهم من صعوبات الحصار، ومن تداعيات الاشتباكات والقصف، الذي طال بلداتهم، وكانوا ضحايا مباشرين لهذا وذاك على الجانبين.
ضريبة تناقض المصالح
تم الحديث لأكثر من مرة، خلال الأعوام السابقة، عن مساعي هدنٍ عبر وفود من هذه البلدات، مع محافظ ريف دمشق، وغيره من المسؤولين عن المنطقة أمنياً وعسكرياً، وفي كل مرة تتداعى تلك الهدن المعلنة، لتعود قعقعة السلاح بالسيطرة على الأجواء، مع ما تحمله من نتائج على مستوى حياة وأمان الأهالي، بالإضافة لما يلحق أبنيتهم من أضرار، بفعل القصف والعمليات العسكرية في المنطقة، بالإضافة للكثير من الاستفادة، التي يتم حصدها على المستوى السياسي، من قبل الفصائل المسلحة، وداعميها المحليين والإقليميين والدوليين، ناهيك عن الاستفادة المادية لهذه الفصائل، على مستوى التمويل المباشر، من قبل هذه القوى، أو استفادة البعض من المحسوبين على القوى الفاعلة على الأرض من الطرفين من تداعيات الحصار على مستوى متطلبات الحياة اليومية للأهالي، من أغذية ومحروقات وأدوية وغيرها من أساسيات البقاء، استغلالاً لحاجة الأهالي لهذه المتطلبات بشكل يومي، حيث يدفعون وحدهم، ضريبة تناقض المصالح أو تشابكها، بين هذه القوى عملياً.
النبع ورقة ضغط
بلدة عين الفيجة، تعتبر المركز الرئيسي لتمركز الفصائل المسلحة، ويعتبر التحكم بنبع الفيجة ورقة الضغط الرئيسية بيد هؤلاء، على مستوى الهدن التي يتم العمل عليها، وخاصة «حركة أحرار الشام» التي تتمركز بمحيط النبع، مع التهديد بتفجيره من قبلها، وذلك لما يمثله النبع من أهمية استراتيجية، على مستوى توريد مياه الشرب لمدينة دمشق بشكل خاص، حيث تعرض النبع مرات عدة للضرر والتخريب بفعل القذائف، وتم إعادة تأهيله من قبل مؤسسة المياه، عبر اتفاقات لهذه الغاية تحديداً، فيما يخشى الأهالي من استخدام ورقة الضغط هذه من قبل المجموعات المسلحة، مع ما يحمل ذلك من تداعيات سلبية مباشرة عليهم وعلى معيشتهم وأمنهم، كما على أهالي دمشق، وعلى مستوى مياه شربهم، لذلك كان تحركهم الشعبي الأخير مؤشراً ودليلاً مباشراً على تحييد أنفسهم، عن دوائر الضغط المصلحية المتبادلة، التي لن يكون ضحيتها إلا هم أولاً، وسكان العاصمة ثانياً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 790