مشاكل بالجملة في معاهد طرطوس.. متى يتحقق حلم المحافظة بجامعة لأبنائها؟
احتفلت محافظة طرطوس العام قبل الماضي بالقضاء على الآمية فيها، وشاركت منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة بهذا الاحتفال، وهو دليل كاف على مستوى الثقافة والعلم التي وصلت إليه محافظة طرطوس، والتي تعتبر المحافظة الأولى في سورية بعدد الخريجين مقارنة بعدد سكانها مع المحافظات الأخرى، وظل حلم إقامة جامعة طرطوس يراود أهلها منذ زمن طويل،
خاصة أنها تستحق ذلك بكل جدارة ولم تعد بعض الكليات والمعاهد الموجودة فيها والتابعة لجامعة تشرين تحقق أدنى طموح لها، لاسيما مع العدد الهائل من طلبة الجامعات الذين يذهبون إلى الجامعات في المحافظات الأخرى سنوياً وبالآلاف، فمثلاً أكدت مصادر من جامعة تشرين في العام 2011 أن عدد الجامعين من طرطوس الذين يدرسون باللاذقية وصل إلى أكثر من إحدى عشرة ألف طالب وطالبة يسافرون إلى اللاذقية ليدرسو هناك، وهذا يرتب على أهاليهم مبالغ مالية ضخمة، خاصة أولئك الذين لا يحصلون على فرصة السكن الجامعي، ولهذا فإن أهالي المحافظة ينتظرون قرار إنشاء جامعة طرطوس بأسرع وقت وبفارغ الصبر، لاسيما وأن الأرض المخصصة لذلك تم استملاكها وتمت المباشرة بالبناء فيها، ولكنها لم تزل حتى الآن تعتبر فرعاً من جامعة تشرين.
وأما بعض الكليات والمعاهد الموجودة في طرطوس فهي تعاني من مشاكل وصعوبات كثيرة شرحها لـ«قاسيون» بعض الطلاب الدارسين فيها فالطالبة (س.م) أدب فرنسي قالت: «إن القاعات المخصصة لنا ضيقة جداً ولا تلبي العدد الكبير للطلاب، وتسبب الازدحام وضعف الاستيعاب، والكثير من الضجيج والفوضى، ولهذا يجب تخصيص قاعات أرحب وأوسع لمعالجة هذا الموضوع الشائك».. وأما الطالبة (د.ب) فقالت: «إن أكبر مشكلة في تعليمنا الجامعي هي قضية السكن الجامعي خاصة لأبناء الريف وهم الغالبية من الطلاب الذين لا يتوفر لهم السكن، ما يعني المزيد من الأعباء المالية على الأهل والمزيد من الضغط النفسي على الطلاب الذين يعتمدون على وسائل النقل لوصولهم إلى كلياتهم».. وأما الطالب (ن.د) جغرافيا فيقول: «إن الكليات الموجودة في طرطوس عبارة عن مدارس وأبنية متناثرة لا تنطبق لمواصفات الجامعة ونحن لا نشعر بقيمة الجامعة الحقيقة على غرار (جامعة حلب ودمشق) ولهذا ننتظر حلم إقامة هذه الجامعة منذ زمن طويل، ولكنه ما زال بعيد المنال..
وبدوره طالب هندسة التقانة الذي لم يعرف عن اسمه تحدث قائلاً: «إننا نعاني الكثير من الصعوبات والحالة النفسية الصعبة جراء تعامل بعض أساتذة الجامعة معنا، وكذلك بعض المشرفين عليها حيث أن المحسوبيات والواسطة والتمييز بين الطلاب هي الصفة الغالبة، خاصة في موضوع الامتحانات وتقديم المواد والدرجات والترفيع فهناك الكثيرين ممن يعيشون في عقلية الماضي التي أصابها داء الفساد سيئ الصيت، فمتى يتعلم هؤلاء وأمثالهم أننا جميعاً أبناء هذه البلد؟ متى يكفون عن التعامل معنا على أساس «زيد وعمر»؟.. دستور بلدنا ينص بشكل صريح على أن السوريين متساوون بالحقوق والوجبات وفهمكم كفاية!»..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 544