ماذا تقول يا صاحبي؟!
- أقرأت رواية قدس الأقداس لشاهر أحمد نصر... والتي كتب مقدمتها أديبنا الكبير عبد المعين الملوحي؟
نعم قرأتها وباهتمام كبير.. وشدني إليها أنها تصور كفاح رجل شريف يحاول شق طريقه في مجتمع ينخره سوس الفساد، ليصبح مجتمعاً حضارياً تقدمياً نظيفاً.
- وما الانطباع الذي خرجت به؟
لقد زادتني هذه الرواية قناعة بأن الحوار الرفاقي هو السبيل الوحيد الموصل إلى وضع ميثاق الشرف للشيوعيين السوريين موضع التنفيذ، وتجسيده حياً في الواقع الذي نعيشه.
- وكيف ذلك؟
طرحت الرواية كثيراً من التساؤلات المشروعة التي تجول في خاطر الرفاق، ولامست بصدق معاناتهم جراء ضعف التنظيم وانحسار دوره، وعكست ألمهم من مسلسل الانقسامات والتفكك والتشرذم. وكانت الرواية مرآة لواقع الحال والشاهد على ذلك مداخلة بطل الرواية الرفيق الاسكندر في اجتماع محاسبة في التنظيم الذي ينتمي إليه، وبالتحديد الفقرات التالية:
(أنا أعتقد أن أياً كان لا يملك الحق في تبديد وقت الحضور، وأنا أؤيد الآراء الجريئة التي تطالب بالخروج من واقع الركود المقيت المعرقل لمسيرة الحياة السليمة في التنظيم والبلاد، وأؤكد أن أبناءنا وأحفادنا ينتظرون أن نبني لهم ملاذا ًأميناً يحمي مستقبلهم.
إن التنظيم يعاني من التقوقع والانعزالية وينجم ضعف جماهيريته من عوامل كثيرة أهمها الجمود الفكري الذي يعيشه التنظيم والخطاب الفوقي الوصائي،و تكرار الشعارات المحفوظة غيباً وعدم مراعاة الواقع المحلي واتباع نهج خاطئ في تربية الكادر في أغلب مراحل العمل وخاصة في مرحلة الصراع الداخلي والانقسامات وسلاح القيادة في هذا الصراع هو التجهيل... إنهم يقدمون الكادر الممالئ لهم الذي يؤيدهم في جميع مواقفهم، والانقسامات التي يشهدها التنظيم والتي لا مبرر لها، والدور السلبي لقيادة التنظيم في تشرذمه وتفتيته، وينمو كل ذلك في حالة تتصف بضعف المناخ الديمقراطي في الوسط المحيط بالتنظيم وفي داخله، وهيمنة القيادة على جميع مراكز القوة كالمالية والمكاتب والمطابع، يضاف إلى ذلك ضعف التثقيف وضحالة الأساليب التثقيفية، ونظرة الريبة تجاه المثقفين الذين لا تستطيع القيادة تضليلهم وسحرهم بعصمتها عن الخطأ.
لقد تفاقمت الروح الانتهازية والوصولية والنفاق، ولم يعد عمل التنظيم ينسجم مع الأهداف والشعارات التي يرفعها، وتزايد البون ما بين القول والفعل.. اخذ التنظيم يتحول من مناضل في سبيل مصالح الجماهير إلى هيكل تبريري لا حول له ولا قوة، بل نلمس أنه لم يعد مالكاً زمام أمره، وزج به في مواقع لا يحسد عليها.. ولو نظمنا استفتاء على سبيل المثال حول الصراع داخل التنظيم لوجدنا أن الأغلبية الساحقة .. إن لم نقل الإجماع.. يعارض االانقسامات... وفي الوقت نفسه يستمر الانقسام ..
إن الاستمرار على هذه الحال يزيد من الخسارة والألم.)
فماذا تقول يا صاحبي؟!!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 174