كمي الملحم كمي الملحم

أمام كرسي الاعتراف: ما الذي يجعل البيت الأبيض أبيضَ؟!

ارتفعت وتيرة الوقاحة الأمريكية لتقول لنا: «شارون رجل سلام».!
الشعب الفلسطيني لم يعد يرى المقاومة ورقة ضغط، بل أصبحت خياره الوحيد

قبل أن يأتي العالم المصري زويل ليجزىء الثانية على تريليونات، ويذكرنا بالمعادلات الزمنية لهذا العصر، كانت أنظمتنا العربية تقف في كل قمة عربية، وفي كل اجتماع وزراء خارجية عربي، وفي كل اجتماع «غرفة تجارة» عربي، دقيقة صمت على روح شهداء القضية الفلسطينية، ومع تبدل مفاهيم الزمن، تمعن أنظمتنا في المقاومة ـ مقاومتنا ـ لتقف سنتين ونصف من الصمت على روح الشهداء ذاتهم في الغرف السابقة ذاتها.

وإذا ما استدرجنا تلك الأنظمة إلى كرسي الاعتراف، فلن نتوقع الكثير...
وبما سيعترفون بأن ما يجري من تحرك سياسي عربي هو إعلان هزيمة أخير، لأنظمة متأخرة، لن يتاح لها حتى حقُّ الهزيمة، مرة أخرى...
ربما ستعترفون بأن البيت الأبيض ليس أبيض، وبالتأكيد لن يحدّدوا لوناً بديلاً...

نجاح الفشل:
ماهر. ج ــ  من كلية الميكانيك:

يقول لنا: الشارع العربي في حالة غليان، والناس بدأت تدرك المعادلات السياسية بوضوح أكبر، رغم فشل الإعلام العربي الرسمي عموماً، في توصيف ما يجري وتحليله، المحطات الفضائية العربية مثلاً، تقول: «فشل مهمة كولن باول في المنطقة» علماً أن مهمة كولن باول في المنطقة هي أن يُفشل مهمته، والوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية هو الوضع الأمثل أمريكياً، وإسرائيلياً.
هناك قوى سياسية تتحرك فاعلة على الأرض وتبذل جهوداً في لملمة ما تبقى من كرامتنا لنجتمع ونتظاهر ونقول لعدونا: لا.

رنا من كلية الاقتصاد:

الوضع على المستوى السياسي والميداني في الأراضي الفلسطينية لا يقرأ من زاوية واحدة، وكثيراً ما صرنا نحلل السابق على أساس اللاحق، بينما المفترض منطقياً أن نستقرىء المستقبل بناءً على الماضي، وذلك لأن الوضع برّمته خارجٌ على حدود المنطق، أنا أرى مثلاُ أن تسويق وترويج كلمة الإرهاب التي رافقت أحداث 11 أيلول قد اتضحت أسبابه وبانت نتائجه وآثاره في منطقتنا العربية عموماً، وفلسطين المحتلة بشكل خاص، فأصبح شارون مجرم الحرب هو من يحدد معايير الإرهاب وارتفعت وتيرة الوقاحة الأمريكية لتقول لنا: «شارون رجل سلام».

شكراً شارون:
أبو أنس (الذي تخوّف من ذكر اسمه الكامل في جريدة شيوعية)، قال لنا:
أنا شخصياً، أشكر شارون من كلِّ قلبي، فقد قدم لهذه الأمة من الخدمات، ما لا يمكن أن يقدمه أي نظام عربي. هذا السَّفاح استطاع أن يعرّي الأنظمة العربية المتخاذلة، الأنظمة التي يرفرف علم إسرائيل في عواصمها، فشعبنا الفلسطيني لم يعد يرى المقاومة ورقة ضغط، بل أصبحت خياره الوحيد، بعيداً عن المبادرات النفطية، والقمم الزائفة والوعود الدولية الكاذبة.
حتى الصليب الأحمر الدولي تخاذل في إسعاف الجرحى الفلسطينيين وأعلن توقفه عن العمل بسبب إطلاق النار على سيارات الإسعافّ!! وكأن على الصليب الأحمر، أن يتوقع العمل في ظروف مثالية في مخيم جنين أمام أولئك النازيين الجدد؟! أعتقد أن من حقنا أن نقول أن هنالك مؤامرة دولية على جميع المستويات.

في اعتصام أمام الأمم المتحدة بعض الأطفال يرفعون أعلاماً فلسطينية برفقة أهاليهم، استوقفنا علي (9 سنوات) وسألناه:

- ماذا تفعل هنا؟
جايي أنا وبابا مشان المظاهرة ضد شارون

- ضد شارون أم ضد إسرائيل؟
نفس الشي لأن شارون وإسرائيل كلهم صهاينة واحتلوا فلسطين.

- أين تقع فلسطين؟
جنب لبنان.

- خالد ش (محاسب في شركة خاصة) يقول:
يجب أن نقرأ التاريخ جيداً، ولا ننظر إلى القضية الفلسطينية من منطلق ديني، فإسرائيل ليست فقط ثكنة عسكرية أمريكية في المنطقة، بل هي أداة لتعطيل أي مشروع نهضوي في البلدان العربية.
الشارع السوري والشارع العربي عموماً أصبح يعي هذه النقطة والولايات المتحدة في نهاية المطاف لا تنظر إلى المنطقة العربية إلا من وجهة نظر الرأسمال الذي يسعى إلى امتصاص الموارد والسيطرة عليها، مرتكباً المجازر الجماعية بأبناء فلسطين المقاومة، تماماً كما يحصل في هذه الشركة التي أعمل بها!!

نظام الحفظ:
بينما تتحرق أعين المتظاهرين شغفاً، للوصول إلى السفارة الأمريكية وطرد السفير منها. سألنا أحد عناصر حفظ النظام السؤال الساذج إياه:

- هل ستضرب أحداً فيما لو وقع اشتباك؟

والله يا أخي، أنا لا أحب أن اضرب أحداً، وبودي لو أتظاهر معهم، ولكن الأوامر أوامر.


معلومات إضافية

العدد رقم:
174