شيكاغو في طرطوس.. (تشبيح) في وضح النهار!
السادة: وزير الداخلية، محافظ طرطوس، قائد شرطة طرطوس، قادة الفروع الأمنية في محافظة طرطوس . .
كانت شاليهات المتن المعروفة بشاليهات (الشبكات) قرب طرطوس قبل ظهر يوم الاثنين 4/9/2006 مسرحاً لعملية (تشبيح) من النوع الذي لم يعد يحدث في أي بقعة من هذا العالم، ولا حتى في مرتع المافيات (شيكاغو)..
فعند الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم سمع كل نزلاء الشاليهات صراخاً نسائياً مستغيثا يأتي من جهة مدخل الشاليهات. طبعاً للوهلة الأولى ظن الجميع أن أحد المصطافين يقوم بمعاقبة أو (تربية) زوجته أو أخته أو ابنته بالطريقة التقليدية الفولكلورية، ولكن مع اشتداد وتعالي الصراخ وازدياد الفضول، اتجه البعض إلى مصدر الصراخ، فإذا بأحد (الشبّيحة) يحاول أن يضع إحدى السيدات عنوة في سيارته الفارهة التي كانت قد قفزت منها للتو، فتدخل بعض المصطافين وفصلوا بين الرجل والسيدة التي لم تكف عن الصراخ والتأكيد بأنه يحاول خطفها، ووضعوها في غرفة الإدارة وأقفلوا الباب لحمايتها، فيما الرجل – (الشبّيح)، الذي ظل يردد على الدوام اسم قريته (؟)، كان يصرخ ويهدد بغضب أن هذه المرأة (غانية) من إحدى دول المغرب العربي، وهو كفيلها، ولا يحق لأحد التدخل بينه وبينها، وراح يقوم بهبات عنيفة بين الفينة والأخرى لاقتحام غرفة الإدارة وأخذ الفتاة.
في هذه الأثناء طالب النزلاء بإلحاح المشرف العام على الشاليهات بالاتصال بالشرطة لتسوية الأمر، فأكد لهم أنه قد فعل، وعلى هذا الأساس أخذت الجموع بالانفضاض من المكان، والتصور العام أن الشرطة سوف تحضر في أية لحظة لمتابعة المسألة، ولكن ما حدث بعد ذلك كان مأساوياً بكل معنى الكلمة، إذ سمع الجميع بعد نحو ربع - ثلث ساعة صوت إطلاق رصاص، وما إن عادوا واحتشدوا في المكان ليعرفوا ماذا يحصل، حتى شاهدوا المشرف العام على الشاليهات يسلم (الشبّيح) الذي كان يلوح بمسدسه الفتاة بعد أن أخرجها من غرفة الإدارة، فشحطها (الشبّيح) من شعرها، ورماها في سيارته التي تحمل اللوحة (04857/ مرور) وانطلق بأقصى سرعة، ولكن الفتاة المصابة بالهلع وقبل أن تسير السيارة قرابة خمسين متراً فتحت الباب وألقت بنفسها منها، فعاد (الشبّيح) وأوقف السيارة، وترجل منها وحمل الفتاة ووضعها في سيارته مجدداً وانطلق مسرعاً قبل أن يصل إليه بعض النزلاء الذي حاولوا التدخل لإنقاذ الفتاة..
المشرف العام على الشاليهات فاجأ النزلاء الغاضبين الذين راحوا يلومونه على تسليم الفتاة قبل وصول الشرطة، بأنه لم يتصل بالشرطة أصلاً خوفاً من العواقب، فهذا الشاب (الشبّيح) هو من(الزعران) المدعومين والمعروفين في المنطقة، وفي حال وصلت الأمور للشرطة فإنه أي (الشبيح) سيخلق له مع أصدقائه (الشبيحة) الآخرين مشاكل يومية لا تنتهي، وقد يقومون بمهاجمة الشاليهات وتكسيرها والاعتداء عليه شخصياً بالضرب والإهانة..
نعود ونؤكد أن السيارة السياحية التي كان يقودها (الشبّيح) تحمل اللوحة (04857/ مرور) وهي حديثة، ذات لون أقرب إلى الأبيض، آسيوية الصنع غالباً، والشهود الذين تابعوا كل التفاصيل موجودون، فإذا كان هناك من يود متابعة القضية حرصاً على سلامة وأمن المواطنين بالدرجة الأولى، وحفاظاً على ما تبقى من وجهنا السياحي (المبهدل) بالدرجة الثانية، فنحن في (قاسيون) جاهزون لتقديم العون والمعلومات... ألا هل بلغنا؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 281